العراق يتحرك بشكل عاجل لصد الحمى القلاعية ويستعين بـ"فاو"

شفق نيوز/ بدأت السلطات الصحية في العراق، يوم الثلاثاء، بتنفيذ حملات التعفير والتطهير في حقول مربي الجاموس بعد انتشار مرض الحمى القلاعية.
ورافقت وكالة شفق نيوز الفرق الصحية من بيطرة بابل في حقول مربي الجاموس في منطقة العيفار وسط مدينة الحلة بعد انتشار مرض الحمى القلاعية.
كما ونفذت فرق الرقابة الصحية في بابل، حملات تفتيشية لمحلات الجزارة لمتابعة الالتزام بشروط الرقابة الصحية في ظل أزمة إصابة المواشي بالحمى القلاعية.
وسبق أن تناولت وكالة شفق نيوز، تعرض منطقة العيفار وسط مدينة الحلة بمحافظة بابل لكارثة غير مسبوقة، بعد انتشار "فيروس غامض" أدى إلى نفوق مئات رؤوس الجاموس، وسط عجز المربين عن احتواء الأزمة وتأخر استجابة الجهات المعنية.
أما في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، فقد أعلن مدير المستشفى البيطري في المحافظة، عمر الحيالي، اتخاذ إجراءات صارمة بإيقاف حركة الحيوانات غرب الموصل، وذلك عقب تسجيل إصابات بمرض الحمى القلاعية في بلدة بادوش، وسط تسجيل نفوق وتسجيل إصابات بعدد من الجواميس.
وأكد الحيالي في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "المستشفى البيطري يعمل على متابعة الوضع عن كثب"، مشيرًا إلى أن الإصابات بالحمى القلاعية مسيطر عليها حاليًا، وأنه سيتم توضيح كافة التفاصيل لاحقًا للإعلام.
وأضاف: "قمنا بعملية مسح شاملة، وتشكيل غرفة عمليات متخصصة، وإجراء عمليات مسح في بعض الأقضية والنواحي للحد من انتشار المرض". كما أوضح أن التنقل للحيوانات في المناطق التي تم تحديدها كبؤرة للإصابة قد تم إيقافه حفاظًا على صحة الماشية ومنع تفشي المرض في باقي أنحاء المحافظة.
وكان مصدر في المستشفى البيطري بنينوى قد أبلغ وكالة شفق نيوز، أمس الاثنين، عن تسجيل نفوق وتسجيل إصابات بعدد من الجواميس بمرض الحمى القلاعية في بلدة بادوش غرب الموصل، ما دفع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الطارئة.
وفي البصرة أقصى جنوب العراق، أعلن مدير المستشفى البيطري في المحافظة، الدكتور رياض محمد، عن تسجيل المحافظة إصابات بمرض الحمى القلاعية.
وقال محمد لوكالة شفق نيوز، إن "البصرة سجلت إصابات بمرض الحمى القلاعية في مناطقها الشمالية"، مؤكداً أن "أعداد الإصابات قليلة ومسيطر عليها ولا تستوجب القلق".
وتابع، أن "مرض الحمى القلاعية مستوطن في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ولا يوجد داعي للذعر أو كما يروج له في وسائل التواصل الاجتماعي".
ومع استمرار تفشي الفيروس، يواجه مربو الجاموس مشكلة التخلص من المواشي النافقة، حيث يلجأ بعضهم إلى رمي الجثث على الطرقات العامة، مما يزيد من خطر انتشار العدوى، بينما تقوم فرق البلدية والبيطرة بجمع هذه الجثث وإتلافها، إلا أن تأخر عمليات الإزالة يجعل المنطقة مهددة بانتشار الأوبئة والأمراض.
هذا ووجه رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في وقت سابق من اليوم، بتشكيل لجنة تحقيقية، بخصوص ما أشيع من إصابات الجاموس والأبقار بالحمى القلاعية، بعضوية عدد من المختصين في مجال الطب البيطري والثروة الحيوانية.
وبحسب بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، "فقد باشرت اللجنة أعمالها في متابعة حالات نفوق الحيوانات، وتحديد أسبابها من خلال الزيارات الميدانية، وسحب النماذج المرَضية للحمى القلاعية بالاستعانة بالخبرات المحلية والدولية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة ومنظمة الغذاء والزراعة الدولية (الفاو)، لغرض فحص العينات في المختبرات المرجعية العالمية، كما وجّه وزارة الزراعة بجرد الأضرار وحصرها ومتابعة معدلات حدوثها وظهورها".
وطمأنت اللجنة المواطنين، بأنّ "هذا المرض الذي يصيب الماشية لا ينتقل إلى الإنسان من خلال استهلاك المنتجات الحيوانية كاللحوم والحليب ومشتقاته، ولا يشكل خطراً على صحّة المستهلك"، وفق البيان.
وكانت وزارة الزراعة/دائرة البيطرة، أعلنت في 15 شباط/فبراير الجاري، منع حركة الحيوانات من البؤر المرضية المصابة بالحمى القلاعية، حيث منعت الحركة من بغداد الى باقي المحافظات وبالعكس ولمدة 14 يوماً.
فيما أوضح الناطق باسم وزارة الزراعة، محمد عبدالرضا الخزاعي، في 16 شباط/فبراير الجاري في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "الوزارة سجلت حدوث إصابات بمرض الحمى القلاعية لحيوان الجاموس في مناطق الفضيلية وجرف النداف وحي الوحدة والنهروان في محافظة بغداد"، مبيناً أن "كوادر دائرة البيطرة والدوائر الساندة لها قامت ومنذ اللحظات الأولى لانتشار المرض باستنفار كوادرها في المستشفيات والمستوصفات البيطرية للإطلاع على الوضع الصحي للحيوانات المصابة وإرسالها إلى المختبرات المركزية للتوصل الى التشخيص الدقيق للمرض وإعطاء العلاجات اللازمة ورش الحضائر بمضادات الفيروسات (الفاركون لاس)".
وأضاف البيان، أن "شدة الإصابة تركزت في حيوانات الجاموس الصغيرة ونسب الوفيات بحدود الخمس بالمئة وهي ضمن الحدود الطبيعية وكان للجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق الصحية البيطرية فإن نسب الإصابات بدأت بالانخفاض خلال اليومين الماضيين".
وأشار البيان، إلى أن "جميع الأدوية والمضادات الطبية موجودة وبكميات كبيرة في جميع المستشفيات والمستوصفات البيطرية في جميع محافظات العراق"، موضحاً أن "مرض الحمى القلاعية ينتقل بين الحيوانات فقط ولا ينتقل إلى الإنسان".