كفاح أم عراقية في تحويل ابنها من مصاب بالتوحد إلى "مبدع" (صور)

شفق
نيوز/ في بازارات الأعمال اليدوية، تكثر قصص النجاح بين المشاركين، وقصة محمد
المصاب بالتوحد مع والدته التي تكافح لتربيته ودمجه في المجتمع هي واحدة من القصص
الملهمة.
كادر
وكالة شفق نيوز التقى بمريم والدة محمد أثناء مشاركتهما في بازار للأعمال اليدوية
مقام في مدينة أربيل عاصمة اقليم كوردستان.
وتقول
مريم للوكالة، إن "ابني محمد مصاب باضطراب طيف التوحد، تم تشخيصه منذ أن كان
عمره سنتان ونصف السنة، ولكن الله عز وجل، كما نقول دائماً، يبني ويدبر، فقد رزقني
به وبقليل من الوعي، لكن تعليمه كان يعتمد على العلاجات بالأدوية والتدريبات".
وتضيف
"خلال هذه الرحلة (رحلة الرعاية والعلاج)، اكتشفت أنه يمتلك موهبة أو شغفاً
في صناعة الحلويات، الكيك، والشوكولاتة، ولديه قدرة على الإبداع. لذلك، قررنا
التوقف عن التعليم التقليدي والتركيز على تنمية مهاراته، لأن عليه أن يكمل حياته
بمهنة، ونحن يجب أن نهتم بمهارات أطفالنا، سواء أكانوا طبيعيين أو من ذوي
الاحتياجات الخاصة".
وتتابع
"الحمد لله، محمد كما أعطيته، أعطاني أكثر وأكثر، وأصبح مبدعاً في عمله. بدأت
أفكر في تحويل موهبته إلى مجال احترافي، وبدأ يشارك في المعارض. الحمد لله، منذ
خمس أو ست سنوات، لم يغب عن أي معرض إلا وشارك فيه. وهذا بالنسبة لي حلم
تحقق".
رحلة
كفاح للشجعان
وتشير
أم محمد، إلى أن "المهمة التي أقوم بها كأم هي معركة للشجعان، وتكليف ثقيل
وعظيم من الله عز وجل. لهذا، دائماً نقول: يا رب، ارزقنا الصبر، ووفقنا في أداء
هذه الأمانة على أكمل وجه. هؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا، وإذا تعاملنا مع هذه
القناعة، فسنصل بهم إلى بر الأمان".
وتضف
رحلتها في رعاية ابنها بأنها "رحلة رائعة، وهو أجمل ما في حياتي، رغم التعب
والمعاناة، لكنه يبقى ملاكاً، وقادراً على الاندماج في المجتمع، والوقوف على
قدميه، وتعلم مهنة تناسب قدراته".
رسالة
الى المجتمع
وختمت
مريم قائلة "رسالتي للمجتمع هي: آمنوا بقدراتهم. حتى لو كان هذا الطفل يعاني
من اضطراب أو نقص معين، فهو قادر على التعلم واكتساب مهارات مهنية. لدينا الكثير
من الأطفال والشباب من ذوي الإعاقة الذين حققوا نجاحاً مهنياً رائعاً. لذلك،
تقبّلوهم، ساعدوا أهاليهم على دمجهم، وآمنوا بقدراتهم".
وفي
حديث مع محمد لوكالة شفق نيوز، قال إنه من بغداد وعمره 18 عاماً ويحب صناعة أنواع
مختلفة من الحلويات ويتمنى أن يحقق نجاحاً كبيراً ويصبح صاحب محل الحلويات.
واضطراب
طيف التوحد (ASD)
هو اضطراب عصبي تطوري يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك. يظهر عادةً في
مرحلة الطفولة المبكرة، وتتفاوت أعراضه بين الأفراد، فقد يكون لدى بعض المصابين
صعوبات في التواصل والنطق، بينما يمتلك آخرون مهارات لغوية متقدمة لكنهم يواجهون
تحديات في فهم الإشارات الاجتماعية.
ويشمل
التوحد أنماط سلوك متكررة واهتمامات محدودة، وقد يصاحبه حساسية زائدة أو منخفضة
تجاه المؤثرات الحسية مثل الأصوات أو الأضواء. ولا يوجد علاج نهائي له، لكن التدخل
المبكر والدعم التعليمي والسلوكي يمكن أن يساعد في تحسين المهارات والتكيف
مع الحياة اليومية.