من القصابة إلى منصات التتويج الآسيوية.. رحلة بطل انباري في كمال الأجسام

من القصابة إلى منصات التتويج الآسيوية.. رحلة بطل انباري في كمال الأجسام
2025-06-22 09:27

شفق نيوز/ في أحد أحياء الأنبار، وسط زحمة الحياة اليومية وعبء المعيشة، وُلد حلم لم يكن سهلاً تحقيقه.

فمن عمله القصابي لساعات طويلة، انتقل "مؤيد سامي" إلى منصات التتويج في البطولات المحلية والدولية لرياضة كمال الأجسام، ليحكي قصة رحلة مليئة بالتحديات والإصرار والإيمان بالنفس.

يبدأ مؤيد حديثه عن شغف الطفولة الذي تحقق في سن التاسعة والعشرين قائلاً: "كنت أعمل في القصابة، وفي الوقت نفسه أحب هذه اللعبة منذ زمن، وكنت أذهب مع أخي الأكبر إلى الصالات، وأتمنى أن أمارسها وأصبح بطلًا، وحققت هذا الحلم، وبدأت فعلياً عام 2005، وكان عمري 29عاماً".

وعن بداياته الصعبة، يضيف متحدثاً لوكالة شفق نيوز، "واجهت الكثير من الصعوبات، أولها الوضع المادي والمعنوي، كنت أقصر في مصروف عائلتي حتى أتمكن من توفير تكاليف التمارين والتغذية، شعرت بالحرمان من الجميع، وكنت أزن 49 كيلوغرامًا، ومن الصعب تخيل كيف وصلت إلى وزني الحالي".

ورغم عمله في القصابة، لم يتخلَّ مؤيد عن حلمه: "كان الأمر صعبًا جدًا، لكن الإصرار كان قويًا، التزمت بالأكل والتمرين، وكنت أعمل وأتمرن، وقد وفقت بين الاثنين".

حقق مؤيد سامي العديد من الألقاب محليًا وعربيًا وآسيويًا، منها بطولة محافظة الأنبار سبع مرات، وبطولة العراق للمتقدمين سبع مرات، وبطولة غرب آسيا في البحرين المركز الثاني، وبطولة آسيا في منغوليا المركز الأول.

وعن مصدر القوة وراء هذه المسيرة، يشير إلى: "صديقي ومدربي كابتن منذر، الذي وقف إلى جانبي من أول بطولة إلى آخرها، كان سندًا حقيقيًا".

يقول سامي: "التحضير لأي بطولة ليس بالأمر السهل، لابد من الالتزام بالأكل والتمرين، وتكاليفها تتراوح بين 8 إلى 12 مليون دينار، جسديًا التعب والإرهاق شديد، والمزاج يصبح صعبًا، وليس أي إنسان قادرًا على التحمل".

ويصف واقع كمال الأجسام في العراق بالصعب، موضحًا: "لا يوجد دعم حقيقي، حتى عقود النوادي التي نلعب لها تكون مؤقتة وتنتهي بسرعة، والحالة المادية هي أكبر عائق".

وعن الفرق بين البطولات المحلية والدولية، يؤكد سامي: "في البطولات الآسيوية، التنظيم عادل ولا يوجد ظلم، اللاعب يحصل على حقه، أما في المحلية فالأمور مختلفة، ويحدث ظلم وتحكيم غير منصف".

رغم كل الصعوبات، لا يزال الحلم الكبير حيًا في قلب مؤيد سامي، ويقول: "لدي طموح للوصول إلى العالمية، ومهما كانت الصعوبات، لن أتراجع".

قصة مؤيد سامي ليست فقط عن كمال الأجسام، بل عن كمال العزيمة، وعن شخص لم تمنعه الظروف من مطاردة حلمه، وصنع من الحديد والعرق قصة تلهم كل من يحمل شغفًا ويقاوم التحديات.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon