كتل الإطار "تتشظى".. ولقاء السوداني – الشرع "يوسع الفجوة"

شفق نيوز/ يواجه الإطار التنسيقي، المسؤول عن
تشكيل الحكومة العراقية، انقسامات وتوترات عديدة مع اقتراب الانتخابات التشريعية، تمثلت
بتقسيمه لكتل عديدة ضمت كل منها كتلا صغيرة ومن مكونات أخرى، ويتعزز هذا "الانقسام"
في ظل التعارض مع سياسة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وخاصة بعد أن التقى
الرئيس السوري أحمد الشرع.
ويقول مصدر مطلع، لوكالة شفق نيوز، إن
"مكونات الإطار التنسيقي انشطرت إلى ثلاث فرق سياسية انتخابية عقب اعلان رئيس
الحكومة محمد شياع السوداني، ترشحه للانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في 11 تشرين
الثاني/ نوفبمر المقبل، وما عزز انشطار الإطار لقاء الأخير مع الرئيس السوري أحمد
الشرع برعاية قطرية، الأمر الذي خلق حالة من التوتر والتحديات داخل الإطار".
وأضاف المصدر أن "الإطار التنسيقي انقسم
الى فريق يذهب باتجاه دعم الحكومة الحالية ويضم السوداني وزعيم تيار الحكمة عمار
الحكيم وزعيم منظمة بدر هادي العامري وأحمد الاسدي ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح
الفياض ونائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، فيما يضم الفريق الثاني كل من زعيم
دولة القانون نوري المالكي والأمين العام لحركة العصائب قيس الخزعلي وياسر صخيل
وبعض القوى والمكونات الشيعية الصغيرة".
وتابع "يبدو أن التنافس الانتخابي هذه
المرة يختلف عما سبقه، والأيام القادمة ستكشف
الكثير من التفاصيل، علما أن الفرق المنقسمة داخل الاطار دخلت في تحالفات كبيرة مع المكونات الاخرى، اذ يضم فريق السوداني قيادات الحزبين الرئيسين في اقليم
كوردستان وزعامات وقيادات سنية بارزة، فيما التحقت كتلة التغيير الكوردية وبعض
الاطراف السنية الصغيرة بفريق المالكي".
وعقد الإطار التنسيقي، اجتماعا في 9 نيسان/
أبريل الحالي، وفيه جرى مناقشة مسألة تشكيل تحالفات انتخابية قوية لتعزيز فرص
أحزاب الإطار المشاركة في الانتخابات الى جانب التركيز على وضع سياسات مشتركة تخدم
مصالح العراق، بحسب ما أفاد مصدر مطلع في حينها.
وصوّت مجلس الوزراء العراقي مؤخراً، على تحديد
يوم 11 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2025 موعداً لإجراء الانتخابات
التشريعية.
وتشكل الإطار التنسيقي، بعد الحركة الاحتجاجية
في العراق عام 2019، وأخذ على عاتقه اختيار رئيس الحكومة العراقية، لأنها من حصة
الكتل الشيعية، حسب المحاصصة، وكان في بداية تشكيله يضم كافة القوى الشيعية بما
فيها التيار الصدري، قبل أن ينحسب منه سريعا زعيم التيار مقتدى الصدر.
"الأمر طبيعي"
وحول هذه الخارطة، يرى المحلل السياسي عائد
الهلالي، أن "حالة الانقسام داخل الإطار، طبيعية، لأنه تشكل باتفاق مكونات
وقوى شيعية وليس حزبا او تيارا واحدا".
وأوضح لوكالة شفق نيوز، أن "الإطار تشكل
عبر اتفاق مكوناته كمؤسسة سياسية، وبالتالي ممكن ان تتفق مكوناته على الانتخابات
القادمة وقد تختلف في الانتخابات النيابية اللاحقة، وهو أمر طبيعي، لأن التنافس
الانتخابي يفرض على جميع القوى والكتل السياسية المشتركة بالانتخابات تشكيل
تحالفات سياسية او البقاء كقوى وقوائم انتخابية منفردة، وبالتالي انقسام الإطار
لاكثر من فريق أمر طبيعي".
وبخصوص لقاء السوداني بالشرع في قطر، أكد الهلالي،
أن "دعوة قطر مهمة جدا ونقطة تحول كبيرة في العلاقات مع سوريا، لوجود مشتركات
كثيرة ومهمة بين البلدين، لاسيما وان بغداد حددت شكل العلاقة بشكل دقيق مع دمشق من
خلال جملة من الضوابط كأحترام المكونات والاقليات واحترام المراقد الدينية وحمايتها،
الى جانب ضبط الحدود من قبل الجانبين".
وبين أن "العراق عزز الأمن على شريطه
الحدودي بارسال اعداد كبيرة من القوات الامنية المختلفة لافشال واحباط مخططات
لجماعات متطرفة إرهابية في اشاعة الفوضى، ومن هنا تأتي اهمية لقاء رئيس الحكومة
برئيس الادارة السورية المؤقتة مهم جدا للتنسيق الامني وتبادل المعلومات وغيرها من
الجوانب المهة للبلدين".
وعن سرية اللقاء، أكد الهلالي، بأنه "من
المؤكد رؤساء الكتل والقوى السياسية لديهم علم بالزيارة ومحاورها، لأن رئيس
الحكومة لا يتصرف منفردا، وهو جزء من تحالف سياسي مهم، والأخير هو من دفع به
لزعامة الحكومة".
ويوم أمس الخميس، جرى الإعلان عن لقاء جمع
السوداني بالشرع في قطر، رغم أنه عقد يوم الثلاثاء الماضي، ولم يصدر أي موقف رسمي
عراقي، باستثناء مصادر حكومية، فضلا عن بيان من الرئاسة السورية حول اللقاء.
وبحسب المصادر، فقد اكد السوداني على أن العراق
يراقب عن كثب التطوّرات الحاصلة في سوريا، والتواجد العسكري للكيان الغاصب على
أرضه، وجدد إيضاحَ موقف العراق الثابت والمبدئي، الداعي الى قيام عملية سياسية
شاملة وحماية المكوّنات والتنوّع الاجتماعي والديني والوطني في سوريا، وحماية
المقدّسات وأماكن العبادة، لكل المجموعات السكّانية التي يتشكل منها الشعب السوري
الشقيق، واحترام حقوق الإنسان خصوصا بعد الأحداث التي حصلت مع الطائفة العلوية
هناك".
ويعد هذا أول لقاء يجمع السوداني والشرع، بعد
أن التقى الأخير، قيادات عراقية عديدة، خلال الفترة الماضية.
وأثار هذا اللقاء الجدل الكبير، حيث شُنت هجمة
على السوداني من قبل بعض نواب الإطار التنسيقي، نتيجة لاتهام الشرع بتنفيذ عمليات
إرهابية في العراق، فيما رحبت كتل وزعماء من جهة أخرى، باللقاء واعتبر فرصة جديدة
للتعاون بين البلدين، وأنه سياق دبلوماسي.