"خيانة غروسي".. إيران تواجه صدمة ما بعد ضرب التخصيب

"خيانة غروسي".. إيران تواجه صدمة ما بعد ضرب التخصيب
2025-06-27 17:33

شفق نيوز – بغداد / طهران

يستمر الجدل الدبلوماسي في أروقة صنّاع القرار الدولي، بعد إعلان إيران إيقاف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نتيجة ما أسمته طهران "خيانة" مديرها العام رافيل غروسي، من خلال صمته إزاء الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية السلمية.

وفي تطور لافت، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الجمعة، موافقة البرلمان الإيراني على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تصعيدية جديدة تُضاف إلى التوتر القائم بشأن برنامج إيران النووي.

في هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني علي أكبر برزنوني، لوكالة شفق نيوز، إن "مدير الوكالة لم يُدن الاعتداءات التي شنتها الولايات المتحدة والكيان (إسرائيل) على المنشآت النووية الإيرانية"، مشددًا على أن "من المهام الجوهرية للوكالة حماية ودعم المرافق النووية السلمية للدول الأعضاء".

وأضاف برزنوني، أن "إيران، بوصفها عضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي، لها الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وكان ينبغي على الوكالة الدولية أن تقف إلى جانب هذا الحق".

وأشار المحلل السياسي الإيراني، إلى أن "الوكالة بدلاً من ذلك اتهمت إيران بتقليص التعاون، ونشرت تقارير (كاذبة)، مما مهّد الطريق أمام الكيان (إسرائيل) والولايات المتحدة، لشن هجمات على منشآت نووية داخل البلاد".

وأكد برزنوني، أن طهران "قررت تعليق أنشطتها وتعاونها مع الوكالة، متهمة إياها بالخيانة والتعاون مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن "استئناف العلاقات مشروط بعودة الوكالة إلى الحياد، وبنائها للثقة مجدداً، وتنفيذ المهام المنوطة بها دون انحياز".

وكان مجلس صيانة الدستور الإيراني، قد أعلن أمس الخميس، موافقته النهائية على مشروع قانون يقضي بـ"وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ليصبح القانون سارياً بشكل رسمي.

وقبل ذلك، صوت مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، لصالح مشروع القانون، وذلك على خلفية اتهامات وجَّهتها طهران إلى الوكالة بـ"التواطؤ" مع إسرائيل والولايات المتحدة، في ما وصفته بـ"الشرعنة غير المباشرة للهجمات على المنشآت النووية الإيرانية" خلال العدوان الأخير.

في المقابل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفضها لقرار إيران بتعليق تعاملها مع الوكالة والامتناع عن تفتيش المنشآت النووية.

وقال مدير الوكالة رفائيل غروسي في تصريح صحفي: "لا يمكن للمجموعة الدولية أن تقبل انقطاع عمليات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية، وهناك فرصة لإعادة معالجة قضية البرنامج النووي الإيراني في أعقاب الصراع العسكري الأخير".

وأضاف غروسي، أن "آلية التفتيش في المواقع النووية الإيرانية معطلة، والمعرفة التكنولوجية النووية موجودة في إيران وكذلك القدرة الصناعية ولا يمكن لأحد أن ينكرها"، مردفاً: "عودة المفتشين إلى منشآت إيران النووية هي الأولوية القصوى".

وفي 13 يونيو/حزيران شنت إسرائيل، بدعمٍ أمريكيٍّ، هجوماً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردَّت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.

ولاحقاً، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية في إيران في 22 يونيو/حزيران، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر ذاته وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon