خطر وجودي يتهدّد "غزال الريم العراقي"
شفق نيوز/ كشف مدير محمية "ساوة" أو ما يعرف بمحمية "غزال الريم العراقي" بمحافظة المثنى، تركي الجياشي، يوم الاثنين، عن وجود مشاكل كبيرة تهدد وجود المحمية خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذي أشارت فيه وزارة الزراعة إلى أن بقية المحميات تعاني من "إهمال كبير".
وقال الجياشي لوكالة شفق نيوز، إن "محمية ساوة بمحافظة المثنى التي تحوي على 148 غزالا من الريم العراقي الأصيل تعاني من 7 مشاكل، وأبرزها: نقص حاد في تجهيز الأعلاف لعدم توفر الاعتماد المالي وموت غالبية المغروسات من الأشجار في محيط المحمية بسبب توقف تجهيز وقود الگاز وكذلك بعض الأعطال في المضخات".
وأشار إلى أن "المحمية أنشأ لها سياج خارجي بطول 6 كليومترات نوع (بي آر سي) في عام 2009 وتمت صيانة أقل من 5% منه، رغم ان السياج بنيته متهالكة بالكامل وهو بحاجة إلى صيانة بمبلغ يقارب 100 مليون دينار عراقي لغرض صيانته بشكل كامل، علما انه في أي لحظة يسقط ونفقد وجود الغزال في المحمية ويبدأ بالانتشار في المنطقة المحيطة به"، داعيا إلى أن" تقييم بناية إدارة المحمية هندسيا وإعادة تأهيلها ".
وأضاف، أن "العاملين في المحمية وعددهم 10 تسلموا رواتب 4 أشهر فقط من أصل 24 شهراً، رغم أن رواتبهم لا تتجاوز 350 الف دينار عراقي في الشهر للفرد الواحد"، مشددا على "ضرورة تفعيل قرار بيع الزائد من الذكور لتحقيق تقليل الاستهلاك لمادة العلف وكذلك تقليل العراك وقت التزاوج".
وأكد، أن "المشكلة السابعة في المحمية تتمثل بإعادة النظر في عرض المحمية للاستثمار مع تقليل سقف الشروط على المستثمر لتسهيل إقبال المستثمرين على تشغيل المشروع".
وأوضح الجياشي، أن "جميع مشاكل المحمية يمكن حلها من خلال تخصيص مبلغ 94 مليون دينار عراقي سنوياً لتغطية احتياجاتها كافة من الأعلاف والوقود والصيانة وشراء المواد التي بحاجة اليها سنويا ".
ويعد غزال الريم العراقي من الأنواع المهددة بالانقراض، إذ تعرضت في موطنها بصحراء الأنبار وبادية المثنى وغابات ديالى إلى حملات إبادة وصيد جائر منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، أن العراق يملك 4 محميات لغزال الريم العراقي في محافظات ميسان والمثنى وديالى ونينوى والأخيرة انتهت بفعل سقوط المدنية على يد داعش قبل 7 سنوات.
وذكر النايف لوكالة شفق نيوز، أن "جميع المحميات تابعة لمديريات الزراعة في المحافظات وهذه المديريات تواجه صعوبة في عملها بسبب تبعيتها للمحافظات، استناداً لقانون نقل الصلاحيات الذي قطع الوزارة إلى أشلاء، حيث أن هذه المحافظات ترفض إعطاء الأموال لإدامة أعمال هذه المحميات".
وبين، أن "الوزارة تلقت طلبات من إدارة المحميات عن طريق دوائر الزراعة المرتبطة فنيا مع مركز الوزارة فقط، وقمنا بتقديم خدمات كالاعلاف إلى محميتي ميسان والمثنى وفقا لصلاحيات الوزير، فضلا عن تقديم مساعدة فنية كبرى لمحمية غزال الريم في ديالى تمثلت بنقل محطة ماء إلى دائرة التصحر والغابات لغرض إدامة العمل بالمحمية".
وأضاف، أن "محميات غزال الريم تعرضت خلال الفترة الماضية إلى الإهمال الكبير من قبل إدارة المحافظات، ومديريات الزراعة يتحكم بها حاليا شخص المحافظ الذي هو غير مختص بالأمور الزراعية".
ووفق ما رصد مراسل وكالة شفق نيوز، فإن محمية غزال الريم في محافظة ميسان على مساحة 500 دونم تعاني من نقص الأعلاف.
ويصل عدد الغزلان في محمية ميسان إلى قرابة 350 غزال من أصل 25 غزال عند الشروع في المشروع لأول مرة.