"الجيم" يجتاح بغداد.. "ثورة نسائية" على طريق الرشاقة (صور)

"الجيم" يجتاح بغداد.. "ثورة نسائية" على طريق الرشاقة (صور)
2025-04-14 17:35

شفق نيوز/ لم يكن ارتياد الصالات الرياضية في العاصمة العراقية بغداد شائعاً، خاصة بالنسبة للنساء، لكنّ مشهد "الجيم- GYM" أخذ يفرض نفسه سريعاً في يوميات البغداديين، ليصبح عنواناً جديداً للعناية بالصحة والرشاقة في مجتمع اعتاد لعقود أن تُترك فيه ممارسة الرياضة للرجال في الغالب.

وباتت النوادي المنتشرة في أحياء العاصمة، ملاذاً لمحبّي اللياقة البدنية، رجالاً ونساءً على حد سواء، رغم أن كثيراً من الصالات النسوية ما تزال تفتقد لمعايير التهوية والأجهزة الحديثة ومعايير السلامة، خصوصاً في المناطق الشعبية، كما عانى عدد ليس بالقليل من المتدربات من إصابات متفاوتة بسبب أعطاب في الأجهزة أو نقص الخبرة لدى بعض المدربات.

تقول آلاء فالح (26 عاماً) إنّها التحقت بقاعة رياضية "لمعالجة الانفصال العضلي" الذي عانت منه بعد الولادة، لكنّ الأجهزة "القديمة وغير المرنة" تسببت في إصابتها بكتفها.

وتضيف "ما زلت أعاني من هذه الإصابة بعد مرور عامين عليها".

وتوافقها في الرأي ريام سعيد (20 عاماً) إذ تؤكد أنّ "كثرة الصالات التي تضم جهازي جري فقط أو أجهزة مخصصة لجزءٍ واحد من الجسم، لا تتيح تحقيق الأهداف المرجوّة في إنقاص الوزن".

وبحسب الاتحاد العام لبناء الأجسام العراقي، فإنّ لجاناً نسوية تتابع أوضاع القاعات الخاصة بالنساء، وتمنح شهادات تدريبية للمدربات عبر الدورات الرسمية.

ويشير رئيس الاتحاد، فائز عبد الحسين، لوكالة شفق نيوز، إلى أنّه في حال رصد أيّ مخالفة، يخاطب الاتحاد الجهات المختصة ويمكنه اللجوء إلى القضاء لإغلاق الصالات التي تنتهك الشروط الأساسية لسلامة المتدربات.

في المقابل، يرى المدرب الدولي فؤاد الشاوي أنّ "القاعات النسوية في أغلبها أهلية وتُجهَّز بمعدات بسيطة غالباً ما تكون صينية أو عراقية الصنع، ما يرفع من احتمالية حدوث مشاكل فنية".

كما يلفت إلى أنّ "قلة الخبرة لدى بعض المدربات تزيد من المخاطر"، مشيراً إلى أنّ "لعبة كمال الأجسام النسائية في العراق ما تزال محدودة جداً، وتقتصر غالباً على الترشّيق والعلاج".

وتؤكد بعض المتدربات، مثل رُسل علي (20 عاماً) أنّ "بعض المدربات يفتقرن للكفاءة ويعتمدن أحياناً على وصفات دوائية وحبوب وشراب قد تضر بصحة المتدرّبات".

لكن الصورة لا تخلو من نماذج مضيئة، فهناك صالات حديثة تتيح برامج احترافية تحت إشراف مدربات يمتلكن خبرة متراكمة.

وتقول المدربة تمارا عماد (28 عاماً) التي نالت شهاداتها التدريبية من لبنان وسوريا وكندا، إنّها "تتابع المتدرّبات داخل القاعة وخارجها، لتطبيق نظام غذائي صارم يضمن نتائج واضحة في الرشاقة وإنقاص الوزن".

غير أنّ التكاليف المرتفعة لشراء معدّات حديثة وتجهيز المكان بمساحات واسعة لا تقلّ عن 400 متر، تُرهق بعض المستثمرين، خاصة في المناطق الشعبية.

ووفق معنيين تتراوح كلفة افتتاح قاعة رياضية متواضعة بين 50 إلى 80 ألف دولار.

وتروي الكابتن يمنى علي (40 عاماً) أنّها "أغلقت قاعة نسوية في حي الجهاد بعد أقلّ من عام على افتتاحها"، مبرّرة ذلك بارتفاع التكلفة المالية وصعوبة تعويضها باشتراكات زهيدة لا تتعدّى 35 ألف دينار عراقي في الشهر.

وتظلّ مسألة "الجيم" النسوي في بغداد، رغم التحدّيات، ظاهرة آخذة بالنمو والانتشار، مع سعي النساء لمعادلة الكفّة في مضمار الصحة واللياقة، ليصبح مشهد الحقائب الرياضية وقوارير المياه وإرشادات المدربات مألوفاً في شوارع العاصمة، بوعدٍ جديد يعكس تحوّلاً في نظرة المجتمع للمرأة وحرصها على بناء جسدٍأكثرصحةوقوة.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon