الانتخابات العراقية.. تصدع شيعي سني وعين الكورد على 2009

الانتخابات العراقية.. تصدع شيعي سني وعين الكورد على 2009
2025-04-24 08:34

شفق نيوز/ يستعد العراق لإجراء الانتخابات التشريعية المقررة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، في ظل ظروف وتحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة، وبينما يتوقع مراقبون أن تشهد الساحة السياسية انشقاقات وتحالفات قبل وبعد الانتخابات، أكدوا أن العراق يراقب بحذر نتائج المفاوضات الجارية بين إيران وأمريكا وانعكاسها على الوضع الإقليمي.

ويشهد العراق في المرحلة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، استقراراً سياسياً وأمنياً نوعاً ما، وهذا يعود بحسب النائب السابق وعضو ائتلاف دولة القانون زهير الجلبي، إلى أن "عهد السوداني تميز بقاسم مشترك بين كل الجهات السياسية، وهو توزيع المكاسب والمناصب عليهم حسب التراضي، لكن استمرار هذا الوضع ليس مؤكداً في ظل الأزمات المالية التي يعاني منها العراق".

"لوبي" لـ تفكيك الإطار

ويكشف الجلبي لوكالة شفق نيوز، "بوجود لوبي عراقي تابع لمشروع تركي فيه طرف شيعي وطرفين سنيين، وأن هذا اللوبي يشبه لوبي (الائتلاف الثلاثي) لكن بطريقة أخرى، وأنه يضغط لمواجهة السوداني مع الإطار التنسيقي، وخاصة باجتماع الأخير السرّي مع الرئيس السوري أحمد الشرع في قطر".

ولذلك يتوقع الجلبي، "بدء الصراع من هنا، بالضغط لتفسيخ البيت الشيعي وتشكيل جبهة جديدة يذهبون بها إلى الأغلبية، أما البيت السني فهو ممزق لأنه كتل تجارية وليس سياسية"، على حد وصفه.  

لكن النائب عن كتلة "تقدم"، محمد قتيبة، يرى أن "ما يحدث في البيت السني لا يسمى انشقاقات، بل هي تحالفات لا تخلو من اختلاف في وجهات النظر"، مبيناً لوكالة شفق نيوز، أن "تقريب وجهات النظر ممكنة، لكن من الصعوبة حسم الصراع على زعامة المكوّن، وبعد نتائج الانتخابات قد يحصل تحالف بين كتلة وأخرى سنية أو شيعية، وربما تُشكل تحالفات حتى داخل البيت السني".

ويلاحظ في المشهد السياسي، أنه مع اقتراب الانتخابات "تبدأ الأمور تأخذ منحى تصعيدياً خصوصاً ما بين الكتل السياسية،  حيث الكل يرغب بأن تكون لديه حظوة في الانتخابات التي تجري وسط متغيرات داخلية وخارجية"، وفق السياسي المستقل، نبيل العزاوي.

وعن هذه المتغيرات، يوضح العزاوي لوكالة شفق نيوز، أن "المتغير الأول هو الخارجي، حيث هناك متغيرات بدأت تلقي بظلالها على المنطقة خاصة وأن العالم على حافة الصِدام والاشتباك المرتبط بنتائج المفاوضات التاريخية بين إيران وأمريكا، أما المتغير الداخلي، فهو عدم مشاركة التيار الصدري في الانتخابات". 

ويؤكد، أن "الانتخابات المقبلة إذا أُريد لها النجاح، فإن على الكتل السياسية طرح برامج حقيقية لتقديم الخدمات، لأن هذه الانتخابات ستكون تأسيسية لمرحلة جديدة، لذلك قد يلاحظ خسارة كتل سياسية للكثير من مقاعدها لعدم رضا الشارع عنها، لكن تبقى التحالفات هي من ترسم ملامح رئيس الوزراء المقبل".

إحياء مشروع 2009

أما عن مشاركة الكورد في الانتخابات، يتوقع العزاوي دخولهم الانتخابات بـ"تحالف موحّد، والعودة إلى (التحالف الكوردستاني) كما في السابق، نظراً للتفاهمات الحالية بين الحزبين الرئيسيين (الاتحاد الوطني) و(الديمقراطي الكوردستاني)".

ويشدد، أن "الكورد يحتاجون إلى تنظيم صفوفهم حتى يحفظوا مكتسباتهم لأن هناك الكثير من القوانين المعطلة، ولم يلمسوا تعاطياً مع ملفاتهم، لذلك يحتاجون إلى وحدة داخلية لتأسيس مرحلة جديدة مع الحكومة الاتحادية لحل مشاكلهم، وخصوصاً قضية الرواتب وقانون النفط والغاز والمادة 140".

ويتطابق حديث نبيل العزاوي مع عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وفاء محمد كريم، بأن "الحزبين (الاتحاد الوطني) و(الديمقراطي الكوردستاني) قطعا شوطاً كبيراً ولم يبق سوى حسم بعض الوزارات السيادية لتشكيل حكومة إقليم كوردستان".

وفي ظل هذا التقارب الحالي، يتوقع كريم، أن "يكون البيت الكوردي أفضل من البيتين الشيعي والسني، وربما عودة مشروع (التحالف الكوردستاني) الذي كان عام 2009، أي دخول (الاتحاد) و(الديمقراطي) في قائمة واحدة في مجلس النواب العراقي".

ويرى كريم خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "التحديات التي تواجه العراق حالياً لا تتعلق بالانتخابات ولا تشكيل حكومة إقليم كوردستان، بل التحديات الكبيرة هي ما يتعلق بالمفاوضات النووية بين إيران وأمريكا، التي في حال عدم التوصل إلى نتيجة ستكون هناك عواقب أمنية وخيمة على المنطقة، لذلك العراق يراقب بحذر، ويتمنى نجاح هذه المفاوضات لكي تكون المنطقة آمنة ومن ضمنها العراق".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon