إيلام تحيي تراثها: الأزياء الكوردية التقليدية بين الهوية والحداثة

إيلام تحيي تراثها: الأزياء الكوردية التقليدية بين الهوية والحداثة
2025-12-06T18:33:36+00:00

شفق نيوز- ترجمة خاصة  

ما زالت الأزياء التقليدية في محافظة إيلام الفيلية بشرق كوردستان، تمثل أحد أبرز رموز الهوية الثقافية لشعوب زاغروس، حيث تجمع بين الألوان المستوحاة من الطبيعة والنقوش الضاربة في التاريخ والخياطة المرتبطة بعمق الجذور، لتقدم نموذجا حيا للتراث الكوردي الأصيل.

وأكد تقرير لوكالة مهر الايرانية وترجمته وكالة شفق نيوز، أن ملابس النساء في إيلام، مثل گلونی، هَبر، قتره، كمرچين، سخمه وكراس، تعد انعكاسا لذائقة جمالية متوارثة، فيما تمثل في الوقت ذاته جزءا من الذاكرة الاجتماعية للمنطقة، وتتناغم هذه القطع عبر ألوانها القوية وخاماتها الطرية وانسيابيتها، لتقدم صورة واضحة عن مكانة المرأة ودورها في المجتمع عبر الزمن.

أما الزي الرجالي المتكون من الشال، الگیوه، الفرجي، اللچك، الكلاش والكلاو، فيعكس طبيعة العيش في البيئة الجبلية لإيلام، حيث تجمع هذه القطع بين البساطة والعملية والثبات، وتبقى حتى اليوم رمزا للوقار والتراث الكوردي في المنطقة.

ورغم تحولات أنماط الحياة الحديثة، ما تزال هذه الأزياء حاضرة بقوة في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات والطقوس الدينية، كما استعادت حضورها في الأعراس التقليدية والمهرجانات الثقافية خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يعكس اهتماما متزايدا من الجيل الشاب بالتراث المحلي.

دعم رسمي لصناعة الأزياء التراثية

ونقل التقرير عن معاون الشؤون الثقافية والإعلامية في إيلام، حسن أسدي نيا، تأكيده أن الزي التقليدي يشكل لغة صامتة تعبر عن هوية السكان، مشيرا إلى أن المحافظة شهدت عدة معارض ومهرجانات خاصة بالموضة واللباس المحلي بمشاركة واسعة من الفنانين والمهتمين.

وأضاف أن جمعية للموضة واللباس تأسست في المحافظة بهدف دعم المصممين وتطوير برامج تدريبية متخصصة، لافتا إلى وجود تخصصات جامعية في مجال التصميم والأزياء، الأمر الذي يسهم في تعزيز هذا القطاع.

كما أعلن أسدي نيا عن التحضير لإقامة معرض جديد للموضة خلال شهر آذار/مارس المقبل بالتزامن مع شهر رمضان، إضافة إلى تنظيم معرض موسع خلال مراسيم الأربعين في موكب فناني إيلام ومثلث كارزان، تم فيه عرض نماذج مستوحاة من الملابس التراثية الكوردية.

التراث كفرصة اقتصادية

من جانبه، أوضح مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في إيلام، فرزاد شريفي، أن المحافظة تعمل على توثيق الأزياء التقليدية عبر الكتب المتخصصة والأفلام والمعارض الدائمة، إضافة إلى تشجيع استخدامها في الحياة اليومية.

وأشار إلى أن دعم الحرفيين المحليين وإقامة ورش التدريب والأسواق الشعبية أسهمت في توفير فرص عمل وزيادة مشاركة الشباب في تصميم وإنتاج الملابس ذات الطابع الكوردي.

وأكد شريفي أن الزي التراثي الإيلامي يمثل جزءا أساسيا من هوية المنطقة، داعيا إلى استمرار الجهود لضمان انتقال هذا الإرث الثقافي إلى الأجيال القادمة في صورة عصرية قابلة للاستمرار.

تراث حي وهوية تتجدد

يمثل الزي التقليدي في إيلام أكثر من مجرد إرث تاريخي، فهو عنصر ثقافي متجدد حاضر في الوعي الجمعي لسكان المحافظة. ومع اتساع الاهتمام الرسمي والشعبي به، يسعى أهالي إيلام إلى تحويله إلى مورد ثقافي واقتصادي مستدام يعزز الهوية الكوردية ويسهم في تنمية المنطقة ثقافيا واجتماعيا.

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon