مقهى كركوكي باسم مطرب تركي.. البطالة تدفع الشاب العراقي لـ"الابتكار" بكسب رزقه (صور)
شفق نيوز/ نتيجة للظرف الاقتصادي الذي مر به العراق وتفشي البطالة بنسب ملحوظة، بدأ الشاب العراقي بالبحث عن مشاريع خاصة تلفت الأنظار لكسب قوت يومه، وهذا ما بدا واضحا في سوق قيصري بمحافظة كركوك، وهو سوق تأسس عام 1855.
وفي هذا السوق، لفت الأنظار مقهى "بارش مانجو" نسبة إلى المطرب التركي الراحل "بارش مانجو" الذي توفي عام 1999 عن عمر ناهز 56 عاماً، وجاءت هذه التسمية تماشيا مع ظاهرة التسميات التي تشهدها مقاهي العراق لفنانين وشعراء وأدباء ومفكرين وغيرهم، حيث مزج صاحبه بين الحاضر والماضي في تصميمه.
وخلال تجوال وكالة شفق نيوز، في السوق، التقت مع صاحب المقهى وهو، خوتي بهاء الدين الكاكائي، وقال عن تجربته: لقد تولدت الفكرة لدي من خلال زياراتي المتكررة إلى شارع المتنبي في بغداد وأماكن مماثلة في تركيا، وعلى إثرها افتتحت المقهى الذي أطلقت عليه أسم مقهى بارش مانجو، وهو من أشهر المطربين الأتراك الراحلين في سوق القيصري بمحافظة كركوك".
وتابع "شهد الافتتاح، الذي جرى في نيسان/ أبريل الماضي، حضور الوفد التركي الذي زار كركوك يومها، وقامت بافتتاحه وكالة تيكا TİKA)) عن طريق سركان قايالار والوفد المرافق له، وبحضور أبو اسماعيل التونچى وعلي مهدي، وعدد من الشخصيات السياسية والحكومية والكفاءات والنخب العراقية".
وبين أن "المقهى يشهد إقبالا منقطع النظير، وأغلب مرتاديه هم من الشباب، وكذلك كبار السن ممن عاصروا المطرب التركي الراحل بارش مانجو، فضلا عن روادها من المثقفين والأدباء الذين يقضون ساعات يتأملون المكان ويقومون بممارسة هواياتهم بالكتابة، سواء بالقصة أو الشعر، حيث تشجعهم على ذلك أجواء المقهى التي توحي بالأصالة والعراقة".
ولفت إلى أن "بمشروعي هذا، بدأ بعد أن وضعت فيه لمسات جميلة توحي للمطرب الراحل وإرثه الفني، وقمت باختيار الآلات الموسيقية التراثية، وصور مختلفة وأثاث يتناسب وخصوصية المكان".
ولقد بدأ شباب العراق في بغداد والمحافظات، بابتكار طرق لجلب الزبائن والتفنن بها، من خلال خلق الأجواء التي تتماشى مع التسمية، كما هو السائد في مقاه أخرى، كمقهى الأسطورة ومقهى أم كلثوم اللذين يقعان في شارع المتنبي، حيث يستمع روادها لأغاني كوكب الشرق مع الاستمتاع بصور فوتوغرافية ولوحات فنية لها، وكما في مقهى فيروز، الذي يوحي كل شيء فيه بكروان لبنان الصادح المطربة فيروز، فضلا عن مقاه أخرى كمقهى الزهاوي والشابندر، وغيرها التي لا تقل شهرة وتميز ولا يستطيع كل من يرتاد تلك الأماكن إلا الوقوف عندها والتقاط الصور التذكارية فيها.
وكان البنك الدولي قد كشف في إحصائيات سابقة، أن مستوى البطالة في العراق بلغ 13.7 بالمئة، وهو المعدل الأعلى منذ العام 1991، وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، مبينا أن نسبة الفقر في العراق شهدت أيضا ارتفاعا خلال العام 2023 لتصل إلى 31.7 بالمئة، لكنها انخفضت قليلا في 2024 لتصل إلى 30 بالمئة.