"أفكار شريرة يمكن استخدامها فيما بعد".. انتقادات لتعنيف النساء في الدراما العربية

شفق نيوز/ أثار مشهد في مسلسل "العتاولة" المصري، الذي يعرض حالياً، جدلاً كبيراً بعد أن هدد فيه أحد الممثلين طليقته بإلقاء "ماء النار" الحارق على وجهها، "حتى لا تصلح له أو لغيره".
وجاءت الانتقادات لهذه العبارة، كونها مرتبطة بتهديد يتحوّل في بعض الأحيان إلى جريمة بشعة تهدد المجتمع، وخاصة النساء، بحسب تقرير لموقع "الحرة".
وقالت مخرجة العمل الوثائقي، آية الله يوسف، إنها حينما تابعت الجدل حول مشهد التهديد في المسلسل الرمضاني، انزعجت بشدة.
وأوضحت: "فيلمي مرتبط جداً بالمشهد الذي عُرض. هذه مشاهد يمكن أن تؤثر على الناس، وتعرض عليهم أفكاراً شريرة يمكنهم استخدامها فيما بعد".
وتابعت: "في مثل هذه الحالة، يمكن أن يخرج الشخص المدان بعد 5 سنوات سجن، في حين أن الضحية التي ركزت عليها في فيلمي، تعاني منذ أكثر من 10 سنوات، وفقدت عينها ولم تتحسن حالتها".
مؤسسة تدوين النسوية الحقوقية في مصر، استنكرت المشهد وكتبت: "عندما تعرض الدراما جريمة خطيرة بهذا الشكل وبأسلوب هزلي، فهي لا تتجاهل بشاعتها فقط، بل تساهم في تطبيع العنف ضد النساء بدلًا من محاربته".
المحامية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، انتصار السعيد، ترى أن مشهد التهديد في "العتاولة"، أنه "تم تمريره بشكل عادي في المسلسل، مما يمثل ترويجا للعنف ضد النساء".
وتابعت: "للأسف التهديد بإلقاء ماء النار على وجوه النساء والفتيات منتشر، خاصة حال عدم الرغبة من جانب النساء في إتمام الخطبة أو إنهاء علاقة".
انتقاد آخر برز في رمضان هذا العام، وإن كان أقل حدة، طال مسلسل "أشغال شقة جداً"، الكوميدي، متهماً إياه بتعزيز صور نمطية سلبية وكذلك التنمر، بسبب دور يجسد عاملة منزل نيجيرية، تم الربط بين قوتها الجسدية المفرطة وجنسيتها.
وقالت الممثلة السودانية إسلام مبارك، التي جسدت دور عاملة منزل نيجيرية تدعى "مدينة"، في تصريحات تلفزيونية إنها كانت ترتدي أزياء لإظهارها بشكل أضخم، حتى تتماشى مع الشخصية التي تجسدها، والتي تمتلك بنية جسدية ضخمة تجعلها على سبيل المثال قادرة على حمل سيارة في أحد مشاهد المسلسل الكوميدي.
وانتقدت بعض الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي الدور باعتباره يمثل "تنمراً على الممثلة السودانية، بسبب بنيتها الجسدية وتناولها للطعام بشراهة وأصولها الأفريقية وبشرتها السمراء".
وليست هذه المرة الأولى أو الأخيرة التي ستواجه فيها الدراما بشكل عام، أو المصرية التي تشهد نشاطاً كبيراً خلال شهر رمضان، مثل هذه الانتقادات، لكن يتفق خبراء بمجال الفن والقانون، أن "المشكلة تكمن في شكل المعالجة، وليس في التناول أو عدمه".