غادرته منذ الحرب العالمية الثانية.. موسكو تعود لتدريب الدلافين على مهمات عسكرية بحرب أوكرانيا

شفق نيوز/ تستخدم القوات المسلحة الروسية، وريثة الجيش السوفييتي، منذ عشرات السنين، تقنيات لتدريب الدلافين بقصد استعمالها في مهمات عسكرية، وهو ما لجأت إليه مرة أخرى ضمن حربها على أوكرانيا.

ولجأ الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة إلى استخدام الدلافين خلال حقبة الحرب الباردة، وتدريبها على رصد الغواصات والألغام البحرية والأفراد أو الأغراض قرب المرافئ والسفن، لكن التقنية تراجعت مع نهاية الحرب الباردة.

إلا أن موسكو عادت لهذه التقنيات منذ فترة، وهي الآن تحاول الاستفادة منها في جهودها لغزو أوكرانيا.

والجمعة، رجحت بريطانيا أن يكون الجيش الروسي قد استخدم دلافين مدرّبة لمنع غواصين من الاقتراب من قاعدة بحرية في شبه جزيرة القرم، التي استولى عليها الكرملين في عام 2014.

ومنذ 2016، سعت موسكو لشراء خمسة دلافين ضمن سعيها لإحياء التكتيك، شمل استخدام هذه الحيوانات الذكية لأداء مهمات ذات طبيعة عسكرية، وفق وكالة فرانس برس.

وكانت شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، تضم مركزا لتدريب الثدييات البحرية منذ 1965.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991، أغلق المركز وبيعت دلافينه إلى إيران، وفق الوكالة ذاتها.

وفي العام 2012، أعادت السلطات الأوكرانية فتح هذا المركز، لكنه أصبح تحت سيطرة روسيا بعد ضمّ القرم سنتين بعد ذلك.

وفي مايو 2022، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن مجموعة من الدلافين العسكرية المدربة، كانت موجودة بقاعدة بحرية روسية في ميناء سيفاستوبول الاستراتيجي.

وقال موقع "بابيلور ميكانيك" وقتها إن الروس كانوا بصدد "تدريب الدلافين على اكتشاف الجنود الغواصين الذين يمكنهم مهاجمة القاعدة بالعبوات الناسفة والألغام".

كيف تتم عمليات التدريب؟

يتبع تدريب الدلافين نفس النمط الذي تتبعه الشرطة في تدريب كلاب الصيد.

يتم تلقين الثديات البحرية عموما والدلافين على وجه التحديد، طرق اكتشاف الألغام تحت الماء والأعداء ومن ثم العودة إلى مروضيهم، الذين يمنحونهم مكافآت مثل الأسماك عند إكمال المهمة بشكل صحيح.

يقوم طاقم من الأطباء البيطريين والفنيين وعلماء الأحياء البحرية ومدربين بتربية الدلافين على تقنية الرصد والاستكشاف وتتكرر ذات العملية على مدار الساعة لمدة زمنية طويلة.

يتم الاحتفاظ بالدلافين ومتابعة حالتها الصحية من خلال فحوصات روتينية، مع الإشراف على التغذية وجمع البيانات الشامل وإدارتها أيضا للحفاظ على لياقتها البدنية.

وتعتمد طريقة تدريب الثديات البحرية على اختلاف مهماتها.

ووجد الجيش الأميركي أن الدلافين الكبيرة مناسبة بشكل فريد للعديد من المهام حيث تتميز بذكائها وحاسة سمعها الممتازة، مما يسمح لها بتحديد مواقع الأشياء والمخاطر تحت الماء.

كما أنها سريعة الحركة للغاية ويمكنها السباحة بسرعات عالية، ما يجعلها مثالية لمطاردة غواصات العدو.

يذكر أن عملية التدريب صارمة وتتطلب قدرا كبيرا من الصبر والتفاني من الدلافين ومدربيها.

تتعلم الدلافين أولاً كيف تثق بمدربيها وتطيعهم، وبعد ذلك يتم تعليمها المهام المحددة التي سيُطلب منهم القيام بها.

ووفق الاستخبارات البريطانية، سبق لروسيا أن استخدمت بعض أنواع الحيتان والفقمة لمهمات في الدائرة القطبية.

وعاود حوت يضع سرجا، الظهور قبالة سواحل السويد الشهر الماضي، بعدما ظهر قبالة النروج في 2019، ما أثار شكوكا بأنه يستخدم للمراقبة والتجسس.

وكان السرج الموضوع على الحوت يتضمن عبارة "معدات سانت بطرسبورغ".

وقال الضابط السوفياتي السابق فيكتور بارانتس لوكالة فرانس برس في وقت سابق، إن موسكو قامت بتدريب الدلافين حتى على زرع متفجرات في سفن "الأعداء".

وتكتسب شبه جزيرة القرم، حيث تم نشر تلك الدلافين، أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، وتضم مقر أسطول البحر الأسود الذي تعرّض لسلسلة هجمات خصوصا باستخدام الطائرات المسيّرة، منذ بدء موسكو غزوها لأراضي أوكرانيا في فبراير 2022.