"شال الكشمير".. اغنية لكاظم الساهر ترفع مبيعات هدايا أعياد الميلاد في العراق
شفق نيوز/ أيام قليلة تفصل العراق عن العام الميلادي الجديد 2025 وسط حالة من البهجة والسرور بين المواطنين وإقبال كبير لشراء الهدايا ومستلزمات أعياد الميلاد.
وبين حين وآخر تظهر ابتكارات جديدة في سوق الهدايا، وقد يصل بعضها إلى حد يصبح معه "ترند"، كما هو الحال أخيراً في الشال الكشميري الذي أخذ مكانة في قلوب النساء من جانب، واستحوذ على اهتمام الرجال من جانب آخر.
ويتميز الشال الكشميري بنعومته ودفئه، وما زاد من جماله ابتكار لفه على باقة الورد نفسها، ما رفع من مستوى الإقبال عليه أكثر حتى أصبحت كلمات الفنان العراقي كاظم الساهر حول الشال الكشميري حين غنى من كلمات نزار قباني في قصيدته "مع بغدادية" قائلاً "شال الكشمير على كتفيك يرفّ حديقة ريحان".
وتحولت هذه الأغنية إلى "ترند" في عالم تنسيق الورود والهدايا، وغيّرت الأجواء الشتوية إلى دفئ وحنان بين الأحباب والأصدقاء، بوضع الشال على الكتف لتدفئة الجسم.
وبعد أن كانت هدية الشال توضع في علبة أو كيس، يتم حالياً تنسيقه مع الورد الطبيعي مع توفر موديلات وأفكار وألوان مختلفة ومتنوعة.
وفي هذا السياق، تقول أم ريحانة من بغداد صاحبة صفحة "إليكم تصميمي ريحانة للهدايا" على فيسبوك، إن "أغلب الهدايا بمناسبة أعياد الميلاد هي الشال الكشميري مع الورد الطبيعي".
وتضيف أم ريحانة لوكالة شفق نيوز، أن "الطلب على الشال الكشميري بدأ في الارتفاع منذ أسبوعين، وأكثر الطلب هو على اللونين الأسود والأبيض".
وإلى جانب الشال الكشميري، هناك هدايا أخرى يتم الطلب عليها أيضاً، منها طبع صور على الملابس ونحت أسماء وأراكيل وغيرها، وكل ذلك يتم تزيينه مع الورود، بحسب أم ريحانة.
وتشير إلى أن "أغلى هدية أهدتها امرأة لرجل بلغت قيمتها 350 ألف دينار، أما ما يهديه الرجال للنساء فقد وصلت قيمة أغلى هدية 250 ألف دينار"، مبينة أن "أكثر الطلبات تأتي من محافظات كربلاء والبصرة والنجف".
من جهتها، تقول أم رقية مواطنة من كربلاء، إن "الشال الكشميري يتصدر الهدايا في الوقت الحالي وهو أما يكون حجاباً أو يوضع على الأكتاف للتدفئة، وحصلتُ على شالين جاءتني كهدية من زوجي وأخي".
وتؤكد السيدة لوكالة شفق نيوز، أن "الهدايا ليست بالقيمة المادية بل هي تقدير للمقابل بتوقيتها ومعناها، وخاصة الورود التي تلف الشال، فهي تتمتع بقيمة رمزية أكبر من المالية".
ولا يقتصر الأمر على النساء فقط، حيث لقي الشال وحتى الشماغ الكشميري اهتماماً خاصاً من الرجال ليسجل نفسه شكلاً أنيقاً.
ويقول أبو أحمد من بابل، أن "في أعياد رأس السنة نستذكر أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا بالهدايا، وبما أن الشال الكشميري مع باقة الورد أصبح ترنداً في هذه الأعياد، فقد اختصر الهدايا ووفر الكثير من المال".
ويؤكد أبو أحمد لوكالة شفق نيوز، أن "الشال الكشميري فكرة جميلة ومناسبة لأصحاب الدخل المحدود والمتوسط، وهو أنيق ويمكن ارتداءه هذه الأيام لمناسبته الأجواء الحالية الباردة".
وعن التأثير النفسي للهدايا، تقول الأخصائية النفسية، بتول عيسى، إن "الهدية تعتبر من أبرز الوسائل التي تعبر عن المشاعر والعلاقات الإنسانية، ولها تأثير نفسي كبير على الفرد".
وتشرح عيسى هذا التأثير النفسي لوكالة شفق نيوز، أن "الهدايا تلعب دوراً مهماً في تقوية الروابط بين الأفراد، فعندما يتلقى شخص هدية، يشعر بالتقدير والاهتمام، مما يعزز مشاعر الألفة والانتماء".
وتضيف، كما أن "الهدايا تثير مشاعر الفرح والسعادة، وتشير الأبحاث إلى أن تلقي الهدايا يمكن أن يعزز إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يساهم في تحسين المزاج".
وتتابع عيسى، أن "تلقي هدية خاصة أو ذات معنى يمكن أن يعزز من شعور الفرد بقيمته وأهميته، وهذا التقدير يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الصورة الذاتية".
وتكمل، كما أن "الهدية تعتبر وسيلة للتعبير عن المشاعر، مثل الحب، والامتنان، والاحترام، وهذا يعزز التواصل ويعمق العلاقات بين الأفراد".
وتؤكد الأخصائية النفسية، أن "الهدايا يمكن أن تكون بمثابة مصدر للراحة والدعم النفسي، خاصة في الأوقات الصعبة، حيث إن فكرة تلقي هدية تدل على الدعم والشعور بالاهتمام وقد تساعد في تخفيف الضغوط النفسية".
وتشير إلى أن "دلالات الهدايا ومدى تأثيرها تختلف وفقاً للثقافات المختلفة، ففي بعض الثقافات، تُعتبر الهدايا رمزية وتعبر عن الترابط العائلي أو المجتمعي، بينما في ثقافات أخرى قد تقترن بمؤشرات نجاح معينة أو مكانة اجتماعية".
وتوضح عيسى، أن "في العلاقات العاطفية، يمكن أن تعكس الهدايا مدى الالتزام والاهتمام بالشريك، مما يعزز العلاقة ويدعم الاستقرار العاطفي، كما تحفز الهدايا التفكير الإيجابي، حيث يركز الأفراد على اللحظات الإيجابية المرتبطة بالهدايا، مما يعزز من روح التفاؤل".
وخلصت الأخصائية النفسية إلى القول، إن "الهدايا ليست مجرد أشياء مادية، بل تحمل معانٍ عميقة ولها تأثير كبير على الحالة النفسية والعلاقات الاجتماعية للفرد".