تليسكوب أوروبي في رحلة فضائية لاستكشاف "الكون المظلم"
شفق نيوز/ يستعد صاروخ تابع لشركة "سبيس إكس" للانطلاق من ولاية فلوريدا الأمريكية، حاملاً تليسكوباً مدارياً، لدراسة ظاهرتين كونيتين غامضتين تُعرفان باسم "الطاقة المظلمة والمادة المظلمة".
وقال موقع (Arabic post) إن التليسكوب الذي أطلق عليه اسم "يوكليد" تابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وموجود داخل حجرة الشحن الخاصة بصاروخ "فالكون 9″ الذي من المتوقع أن يؤدي المهمة، التي تبلغ تكلفتها 1.4 مليار دولار وستستمر ست سنوات على الأقل، لتسليط الضوء على الفيزياء الفلكية، وربما فهم طبيعة الجاذبية نفسها.
وفي حال سارت الأمور كما هو مخطط لها فسينفصل "يوكليد" عن الصاروخ بعد فترة وجيزة من إطلاقه إلى الفضاء، ليمضي التليسكوب في رحلة مدتها شهر إلى وجهته في مدار شمسي، على بعد نحو 1.6 مليون كيلومتر من الأرض، وهو موقع تكون فيه الجاذبية بين الأرض والشمس مستقرة.
ومن هناك، سيستكشف "يوكليد" تطور ما يشير إليه علماء الفيزياء الفلكية إلى أنه "الكون المظلم"، باستخدام تليسكوب ذي زاوية واسعة لمسح المجرات على بعد عشرة مليارات سنة ضوئية من الأرض، عبر مساحة هائلة من السماء.
كذلك تركز المهمة على عنصرين أساسيين في "الكون المظلم"، أحدهما هي "المادة المظلمة"، وهي مواد كونية غير مرئية لكنها مؤثرة من الناحية النظرية، ويُعتقد أنها تعطي الكون شكله وبنيته.
والثاني هو "الطاقة المظلمة"، وهي قوة غامضة يُعتقد أنها ستفسر سبب سرعة توسع الكون منذ فترة طويلة، وهو أمر توصل إليه العلماء في تسعينيات القرن الماضي.
وكان عالمان قد أشارا في دراسة نشرتها الدورية العلمية "ذا أستروفيزيكال جورنال ليترز" عام 2021، إلى أن "المادة المظلمة" في الكون قد تكون مسؤولة عن نشأة الثقوب السوداء الضخمة منذ عصور الكون السحيقة، وفقاً لما أورده موقع "الجزيرة نت".
وكان أينشتاين، العالم الفيزيائي الشهير، أول من افترض أن الفضاء الخارجي ليس فارغاً، وأنه يمتلك خصائص مذهلة، وأنه مع خاصية التوسع يمكن أن يخرج المزيد من الكون للوجود ممتلكاً طاقته الخاصة، ومع زيادة الطاقة فإن الكون سيستمر في التوسع بطريقة أسرع.
ويقدم بعض العلماء تفسيراً آخر لاكتساب الكون للطاقة، بما يعرف بنظرية الكم للمادة، والتي تقترح أن الفضاء يمتلئ بالجسيمات المؤقتة والوهمية التي تتكون وتختفي باستمرار، ولكن حين حاولوا حساب مقدار الطاقة التي تُنشئ هذا الفراغ خرجت النتيجة خاطئة بنسبة كبيرة.