تغيير أسلوب علاج مرض السرطان
بقلم: بيلين إنسيسو (أسترازينيكا) وألفت برّو (روش)
يؤثر مرض السرطان علينا جميعاً خلال حياتنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فتشخيص الإصابة به يحدث توتراً جسدياً وعاطفياً هائلاً على الأفراد وأحبائهم ومجتمعاتهم، إذ يُعدّ من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم بأسره. ويلقي هذا المرض عبئاً متزايداً باطراد على الأنظمة الصحية في مختلف بلدان الشرق الأوسط مع ارتفاع معدلات الإصابة به.
يمكن لتطورات التكنولوجيا الطبية أن تعكس هذا المسار التصاعدي، غير أن توفير أحدث تكنولوجيات مكافحة السرطان للمرضى لا يسير بسرعة كافية. فتلبية هذه الحاجة الملحة يتطلب تضافر جهود الشركات المطورة لهذه التكنولوجيات مع الأطراف المعنية الأخرى (كالحكومات والأطباء) لدفع عجلة الابتكار وتوفير هذه التكنولوجيات.
بقيت العلاجات المعتادة للسرطان، حتى فترة قريبة جداً، تركز على موقع الخلايا السرطانية ومدى تقدم المرض. أما الآن، فقد فتحت الإنجازات في فهمنا لعلم الوراثة الباب أمام علاجات أكثر ملاءمة للاحتياجات الفردية لكل شخص، كون كل حالة تختلف عن الأخرى، مما منح المرضى فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.
تقدّم هذه التكنولوجيا الجديدة، التي تُعرف باختبار المؤشرات الحيوية، تعريفاً جديداً لعلاج السرطان عن طريق متابعة تغيرات في المورثات والبروتينات ومواد أخرى تقدم معلومات بالغة الأهمية عن الخلايا السرطانية. ويمكن إجراء هذا الاختبار أثناء تشخيص السرطان أو عند عودته أو في مراحله المتقدمة، مما يتيح لممارسي الرعاية الصحية وضع خطط علاج أكثر فعالية تناسب الاحتياجات الفردية للمرضى وتحدّ من الآثار الجانبية.
لكن هذه الابتكارات الطبية، كما هو الحال دائماً، لن تثمر إلا إذا حصل عليها من يحتاجونها. ولذلك، فتوفير اختبار المؤشرات الحيوية للمرضى هو التحدي الذي نواجهه حالياً. ويمثل افتقار كثير من ممارسي الرعاية الصحية إلى المعلومات والثقافة الكافية عن هذا الاختبار أكبر عوائق توفره في الشرق الأوسط لأنه يعني أن المرضى لا يعرفون بوجوده بين خيارات العلاج.
تعمل أسترازينيكا وروش على إيجاد حل في إطار مبادرة جديدة مشتركة تدعم اختبار المؤشرات الحيوية في مختلف أنواع الأورام ومراحل السرطان ابتداء بسرطان الرئة. ولدينا اعتقاد راسخ بأن الشراكات غير التقليدية كهذه الشراكة عامل أساسي في تحقيق تطورات مهمة في مكافحة السرطان.
يركز النشاط المشترك الأول على سرطان الرئة، وهو من أكثر أشكال السرطان انتشاراً في المنطقة. فقد جمعت ورشة عمل افتراضية، عقدت في 7 أيلول/ سبتمبر، اختصاصيين في علم الأمراض والأشعة التداخلية وطب الرئة التداخلي وجراحة الصدر من جميع أنحاء المنطقة بهدف تطوير مهارات المشاركين في التعامل مع الأنسجة في المختبر والتوصيف الجزيئي وتأهيلهم لتحديد عدد أكبر من المرضى الذين تفيدهم العلاجات الموجهة. وستُشكل لجنة توجيهية في وقت لاحق من هذا العام لوضع بروتوكولات وإرشادات قياسية عن الوسائل المثلى لتشخيص سرطان الرئة.
يُعدّ تشخيص السرطان من أكثر الأمور إثارة لمخاوف الإنسان، لكن التطورات الطبية تعني، أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، أن السرطان لم يعد حكماً بالإعدام. والعمل معاً على توعية الناس بالتكنولوجيات الجديدة، مع تسليح ممارسي الرعاية الصحية بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع المرضى، يتيح لنا إعادة تعريف تشخيص السرطان وعلاجه في منطقتنا ومنح جميع مرضى السرطان أفضل فرصة ممكنة لمواجهته.