اشياء متشابهة على مر العصور.. هذا ما يحمله الجنود في حقائبهم
شفق نيوز/ قد تتطور الحروب على مر العصور لكن ما يحمله الجنود في حقائبهم شبه ثابت لم يتغير، وهذا ما تظهره مقارنة بسيطة على مدار ألف عام.
هذا أيضا ما يؤمن به توم أتكينسون، المصور الذي حرص على تصوير محتويات حقيبة أحد المتطوعين قبل توجهه إلى ميدان القتال في أوكرانيا.
وعلى الأرضية الخرسانية لمخبأ نووي في كييف، قام كاس جروس، وهو متطوع في الفيلق الدولي عمل سابقا في الجيش الألماني، بتفريغ حقيبة أدواته التي ضمت مجموعة متنوعة من أدوات التمويه وقناع غاز قديم ولعبة صغيرة على شكل أوزة ومعجون أسنان ومرطب للشفاه.
ومنذ 2014، يحرص أتكينسون على تصوير حقائب أدوات الجنود، وجمع مجموعة من حوالي 32 صورة تغطي ما يقرب من ألف عام من القتال، حسبما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية في تقرير لها.
تشابه
للوهلة الأولى، قد تبدو العناصر الموجودة في حقيبة أحد الجنود في معركة هاستينغز (وقعت في 1066 بأقصى جنوب إنجلترا) بعيدة كل البعد عن الأدوات المتقدمة الموجودة في حقيبة جندي بالقرن الـ21، إلا أن التدقيق في الأمر يكشف التشابه الملحوظ.
ومنذ آلاف السنين، هناك ثلاثة أشياء أخرى حملها الجنود هي ملعقة ولعبة (لتمضية الساعات المملة) ونوع من الإبرة والخيط، أما بالنسبة للأسلحة والدروع فهي تتطور لكنها تبقى في جوهرها نفس الأدوات لكن في شكل أكثر حداثة.
"المدافع الصامد"
تضم حقيبة جندي استطلاع بريطاني يستعد للسفر إلى بولندا للمشاركة في تدريبات "المدافع الصامد" لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مُسيرة وكاميرا وخريطة حرارية وهي أدوات ضرورية لجندي الاستطلاع.
كما تضم بندقية دقيقة للغاية ذات رؤية بعيدة المدى ومخازن ذخيرة وبدلة غيلي تستخدم فوق السترة الواقية بمثابة تمويه، وكيس نوم ومقص وزجاجات مياه وملابس وساعة وكتاب.
تدريب
في حقيبة هذا المجند أدوات تم توفيرها من جانب الدول الداعمة لأوكرانيا وتشمل جميع معدات النجاة والحماية، بدون أسلحة مثل أدوات كاسحة ألغام، ومجرفة، وسترة حرارية وأحذية مقاومة للماء والثلج، وأحذية ثقيلة للخنادق، بالإضافة إلى ترجمة أوكرانية لكتاب عن إسبرطة.
"المهندسون الملكيون"
في حقيبة جندي ضمن فيلق "المهندسين الملكيين" البريطاني في مقاطعة هلمند بأفغانستان، يوجد جهاز للكشف عن المعادن لاستخدامه في إزالة الألغام ومتفجرات وصندل ودرع وبندقية هجومية وخوذة مزودة بأنظمة رؤية ليلية وغيرها.
معركة "هيو"
بحلول حرب فيتنام، بدأت الأسلحة في التطور مثل مدفع الرشاش الآلي في حقيبة جندي من مشاة البحرية الأمريكية في مدينة هيو عام 1968.
وتضمنت الحقيبة أيضا، سترة ميدانية وجهاز تنفس صناعي ومسدس وغيرها.
وقال أتكينسون "يبدو أن فيتنام كانت الحرب الأولى التي يمكنك رؤيتها.. لقد كانت حرب المصور الصحفي".
عملية "ماركت جاردن"
في عام 1944، كان للجندي المظلي معدات أكثر بكثير من أي جندي آخر، لأنه كان يتم إسقاطهم خلف خطوط العدو، حيث كان عليهم البقاء على قيد الحياة لفترة أطول، واحتوت الحقيبة على بندقية وقنابل يدوية وسترة ومظلة وسكين وغيرها.
"هجوم كيرينسكي"
وفق أتكينسون، فإن "الحرب ترتبط في أذهاننا بالرجال لكن من المؤثر رؤية مجموعة ملابس المرأة" ضمن كتيبة الموت بهجوم كيرينسكي عام 1917.
ومع ذلك، فإن الزي الرسمي للمرأة الروسية ملادشي أونتروفيسير مطابق تقريبًا للزي الذي كان سيحصل عليه زميلها الرجل.
وضمت الحقيبة أدوات مثل معطف صوفي ومجرفة وحزام مع أكياس ذخيرة وقنبلة يدوية وبندقية وغيرها.
معركة "السوم"
رغم أن الحرب العالمية الأولى بدأت بجنود يمتطون الخيول ويحملون الرماح، لكنها انتهت بحرب الدبابات والمدفعية وحرب الخنادق، لذلك فإن الزي الخاص بجندي ألماني شارك في معركة السوم عام 1916 يحمل شبح الحرب العالمية الثانية حيث ظلت الكثير من الأشياء على حالها.
وكان في الحقيبة أدوات مثل معطف وقنبلة يدوية وبندقية.
معركة "جيتيسبيرغ"
البعض يعتبر الحرب الأهلية الأمريكية مقدمة للحرب العالمية الأولى فكلاهما تضمن قتال الخنادق واستخدام الحراب التي تعد من أهم الأدوات.
ولذلك كانت عنصرا رئيسيا في حقيبة أحد الجنود إضافة إلى أحذية جلدية ومعطف صوفي بغطاء للرأس وبندقية وعدة الخياطة وغيرها.
معركة "نصيبي"
كان جيش أوليفر كرومويل أول قوة قتالية منظمة وموحدة في بدايات الجيش البريطاني خلال العصر الحديث وتميز السترة الرسمية الحمراء جنوده.
كما أنها تعد الأصل للزي الرسمي لحرس غرينادير اليوم، وتضم أدوات الجنود في هذه الفترة مجموعة صغيرة الحجم مثل حزام وخنجر وغمد ومشط ناعم وصابون الدهن الحيواني وقبعة من الصوف.
معركة "هاستينغز"
وفي معركة هاستينغز عام 1066، كان هناك بالإضافة إلى السهام ومعدات القتال نرد لتمضية الساعات الطويلة كما ضمت الحقيبة درع وخوذة وسيف وفأس.