مفاجأة العدد الكبير لمجلة "فهیلی"
علي حسين فيلي*/ قبل ان أُعرِّج على موضوع الافتتاحية الخاصة بمناسبة صدور العدد 200 لمجلة “فهیلی” التي تعد مصادفة سعيدة جدا، لابد من البحث عن اجابة ذلك السؤال الذي يتحدث عن ضرورة الاستمرار في الحديث عن الفيليين خصوصا في الاعلام واهميته الملحة في الاوضاع الحالية؟ على الرغم من ان الوضع المرتبط بهذه القضية ليس عادلا وجوابه مطولا؛ ولكن وجود وبقاء مجلة مماثلة يعني سعيا للعودة الى وضع طبيعي ومتناسب مع حاجتنا للاعلام ومشاركتنا في تصوير الوجه الحقيقي لمشكلة هذه الشريحة.
ليس كثيرا عدد تلك المراكز والمؤسسات المهتمة بهذا الملف وتعمل من اجله بحيث ان وجودها وعدمه يكون محل جدل ولا عمل، غير ان مجلة “فهیلی” لا تشبه النضال السياسي الذي يكون له اصدقاء وخصوم مسبقا. هذا العمل يعني فن بلورة واظهار تلك الموضوعات التي تعبر عن قضية مشروعة وهوية شريحة اصيلة تحتاج دائما الى الاستمرار في التحديث لكي تصبح مصدرا ارشيفيا حيا. ان معاناة الكورد الفيليين لم تبدأ مع مجيء صدام ولم تنتهِ بذهابه.
بمعنى ان هذا الحظ من المعاناة له وجود مستمر في العراق على الرغم من انه في عهد البعث وصل الى ذروته. والآن فان استمرار عيش العراقيين في معاناة الحروب العنصرية والمذهبية والسياسية و.. يفسر ذلك الواقع المرّ حين يعيش الجميع في الجحيم. لقد عبرنا مرحلة البعث وحصلنا في مرحلة مابعد البعث التي تُعد مرحلة الفرص على بعض المكتسبات والخيبات.
الانسان الفيلي كباقي الشرائح، كان شريكا في ميراث الخيبات التي ابتلي بها المواطنون. تجربة العمل والحياة في هذا البلد تخبرنا انه على الرغم من ان العراق يعيش تحت نفوذ المعادلات الدولية ويسير على خط الصراعات الاجتماعية والثقافية والسياسية المليئة بالتجاذبات ولكن مصيرنا يتم تحديده محليا وليس دوليا !.
ان وجود مجلة “فهیلی” في ميزان الذين يرون ان الانفتاح على العالم الخارجي امر ضروري، له اهميته لان كل الاعمال التي قامت بها الاوساط الاعلامية الخاصة بالكورد الفيليين بعد سقوط صدام لم يكتب لها الاستمرار بشكل كامل مثلما اثبت عمر مجلة فيلي تلك الحقيقة. مهما كانت القراءات، فان مائتي عدد من المجلة مليئة بالاف الجمل والكلمات الثمينة وعشرات ومئات الموضوعات المفيدة تعتبر مفاجأة للذين يبحثون عن التعريف والعثور على تجربة ناجحة في مجال العمل والنشاطات الفيلية.
ان استمرار حياة مجلة باللغة العربية يعني ابقاء المسألة الكوردية بشكل عام والفيلية بشكل خاص حية خارج كوردستان.
ان العمل المهني بمعنى وجود ثقافة وبناء ثقافي عصري يوفر الفرصة على مساحة هذه المجلة من اجل اظهار عمق المسألة الكوردية وقراءتها. بعد مضي قرابة عقدين من الزمان لا يمكن اخفاء الحقيقة التي تقول بأنهم ليسوا كثيرين اولئك الذين شجعونا جهارا وبكل امكانياتهم لكي تستلهم المجلة القوة والامل من ميراث شعبنا.
وليسوا قليلين اولئك الذين رافقوا سفرنا من الناحية المعنوية ويعرفون ان هذه الجهود وهذا الكفاح لم يولد في ظروف طبيعية ولكننا كدحنا وعانينا لكي نضمن هذه المرحلة طويلة الامد. من اليوم فصاعدا نتمنى الحفاظ على تلك الثقافة والميراث لتصبح هذه الثقافة واجب جميع اطرافنا وهما لها. شكرا لجميع الاشخاص الذين شاركوا في هذا المشروع المقدس والمهم، واوصلوا مجلة فيلي للعدد 200.
رئيس تحرير المجلة