لماذا لا ينجح الفيليون في الاختبارات؟
علي حسين فيلي/ من الامور المحسومة منذ زمن بعيد ان هنالك ثلاثة اطراف مرتبطة بملف الكورد الفيليين لها افكار ورؤى وخطط مختلفة ولكن نتيجة سياساتها السلبية وتأثيراتها وحتى اذا كانت لا ترغب فيها، ولكنها في قبالة هذه القضية تتشابه جميعا. وقبل الجميع واول تلك الجهات هي تلك الاطراف الكوردستانية التي تعتقد من المنطلق القومي بانه من الواجب ان يكون القرار بيدها وان اي شخص او جهة لها وجهة نظر مخالفة تكون "رافضية" (من وجهة نظر قومية، هم يريدون من الكورد الفيليين ان يكونوا على خطاهم وثقلهم كالذي كانوا عليه في الستينيات والسبعينيات، اي قبل ان تحل بهم كارثة الابادة الجماعية –الجينوسايد- في وقت وبسبب هذه النوعية من النظرة فان ما كانوا ينتظرونه في البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يبدو عليه اليأس السياسي القومي).
الثاني هو الطرف السياسي المشترك في جغرافيا الحياة والمشابه في الرؤية المذهبية التي لها شرعية سماوية وفي الجغرافيا نهمه بسلطته هو، و لا يرغب باي شريك بان يلوذ معه بأضرحة الائمة في حال خروجه عن دائرة قراره، والطرف الثالث وهو الطرف الكوردي الفيلي الذي ليس له ثقة لا بنفسه ولا بغيره ولا يستطيع خلق الثقة! (بإخطائه ينقلون المشكلات الداخلية للشريحة التي هي انعكاس للفكر السياسي والمذهبي وايضا ليست خارجة عن هم المجتمع العراقي، الى خارج حدودها الطبيعية).
وعلى الرغم من ان الرأي العام متعاطف مع الفيليين، ولكن داخل قيادات اصدار القرار وحلقات السلطة القومية والمذهبية في هذا البلد هناك شعور واضح بعدم وجود تعبير عن افكار ومطالب الكورد الفيليين. في السنين السابقة قام هذان الطرفان مرات كثيرة بمعاقبتهم قوميا ومذهبيا، وشكلا جبهة لخلق اليأس لديهم. بمعنى اوضح لم يمنح الكورد الفيليون ثقلهم الحقيقي لا عند هؤلاء ولا عند هؤلاء.
وهنا فيما يتعلق بهذا الموضوع فان الشيء المهم جدا والذي يتمكن من تغيير شكل النظرة والتعامل غير الصحي من المقابل ويجعله متوازنا هو فقط الطرف الثالث (الفيليون انفسهم).
ولا يجوز، كما كان يجري دائما، ان يدخلوا الى عملية امتحان المسؤولية وطلب الحقوق من دون استعداد! اذا استمرت الامور على ما كانت تسير عليه دائما كالعرف السائد، فهذا معناه عدم النجاح ويجب ان ينشغلا دوما في قبر الامل ودفن المطالب الشرعية للانسان الفيلي.