في خانقين.. ماجد شاليار يقود "معركة الألوان" لحماية هوية المدينة الكوردية

في خانقين.. ماجد شاليار يقود "معركة الألوان" لحماية هوية المدينة الكوردية
2025-04-20 17:10

شفق نيوز/ على ضفاف نهر الوند، حيث يلتقي الفنانون والهواة في الأمسيات الخاصة، أو تحت زخات المطر أو في نزهات البحث عن الفطر، يصر الرسام والنحات ماجد شاليار على أن يبقى الفن "خط الدفاع الأول" عن كوردية خانقين.

منذ تخرجه في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1990، يكرس شاليار ريشته وإزميله لإبراز ملامح المدينة وتراثها، واضعاً نصب عينيه أن "الفن رسالة إخلاص إلى العالم".

رسالة لون

شاليار، الذي يدير المركز الثقافي ويشرف على متحف خانقين، يقول في مقابلة مع وكالة شفق نيوز، إن أي فنان قادر على إحداث تغيير حقيقي: "مهمتنا أن نوصل رسالة أو لوناً يؤكد كوردية هذه المدينة، والناس تنتظر منّا ذلك".

داخل المتحف، تصطف ستة عشر تمثالاً لشخصيات خانقينية بارزة نُحتت على مراحل متعاقبة بأيدي مجموعة من الفنانين، بينهم شاليار نفسه. "الخامات قليلة والإمكانات شحيحة، لكن خانقين لا تبخل بالمواهب"، يضيف وهو يشير إلى قاعة العرض.

ومواهب ولّادة و"مجانين خانقين"

يُدرّس شاليار مادة الرسم في معهد الفنون الجميلة المحلي، حيث لا يرى في ندرة الموهبة عائقاً دائماً: "من بين 17 طالباً لدي، عدد محدود يمتلك موهبة فطرية، وهذه طبيعة الأشياء، لكن خانقين تبقى ولّادة".

يستعيد ماجد شاليار لحظة إنجازه للوحته الأكثر جدلاً "مجانين خانقين" قائلاً: "حين وضعت اللمسة الأخيرة لم أفهم كيف اكتملت؛ فسنوات معرفتي بهؤلاء الأشخاص وجلوسي الطويل معهم أفرزا في ذهني مشهداً وحيداً بدا لي مثل فريق رياضي تجمع في لقطة جماعية، جسدت هذا المشهد بالألوان، وجعلت الجسر القديم خلفية ترمز إلى خانقين التي جمعتنا جميعاً".

ولتفادي أي إيحاء بالتهكم، أدرج الفنان صورته في قلب المجموعة، مؤكداً: "أردتُ أن أقول لهم إنني واحد منهم، لا أقلل من شأن أحد. حتى عندما تحولت اللوحة إلى ملف قضائي، كانت صورتي دليلاً على المودة، لا السخرية".

لكن هذا العمل جرّ على صاحبه متاعب كثيرة: شكاوى قضائية، وعتاب حاد أجبره على الاختفاء فترة، ثم مواجهة عابرة في السوق حين صدمه أحدهم بكتفه وقال: "ها قد انتقمت منك!"، مشهد آخر ينضم إلى ذاكرة اللوحة وما أثارته من ضجيج.

الماضي والمستقبل على لوح واحد

"أنا أعيش حقيقتي، لكنني أتطلّع إلى ما هو أكبر"، يقول شاليار عندما سُئل إن كان غارقاً في ذكريات خانقين أو مشغولاً بما سيأتي.

وبينما يترقب استكمال مشاريع ثقافية جديدة ويواصل البحث عن المنح والدعم، يظل هدفه ثابتاً: الحفاظ على الهوية الكوردية للمدينة عبر الفن والتعليم والموروث الشعبي.

في نهاية اللقاء، يوجه مدير المركز الثقافي رسالته مجدداً: "خدمة خانقين ليست ترفاً. على الفنانين أن يتحرّكوا، أن يمنحوا الناس سبباً إضافياً للفخر بهذه المدينة. الفن قادر على فعل ذلك بالخط واللون والنحت، الخ...

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon