بين بكاء القصائد وضحكاتها.. رضا جمشيدي وسرُّ العيش من أجل الشعر

شفق نيوز/ حينما تتوحّد مشاعرك بالحزن والفرح مع أحزان الناس وأفراحهم، فلا شكّ أنك ستغدو شاعرًا وإن لم تكتب قصيدة واحدة؛ فالشاعر الحقّ شاعرٌ في قلبه أولًا، مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بقلوب أبناء أمته ووطنه. هكذا يصف الشاعر والكاتب الكوردي رضا جمشيدي طبيعة أعماله الأدبية والشعرية.
- كيف تحب ان تعرف بنفسك للناس؟
: انا رضا جمشيدي من مواليد عام 1973 في مدينة سربيل زهاب، وقضيت طفولتي فيها، وبعد الحرب العراقية الايرانية نزحت الى شاه اباد، حيث اكملت فيها سنوات الدراسة، وانا اعيش في كرماشان منذ عدة سنوات، وانا شاعر وكاتب كوردي.
- اشعارك انعكاس لاحاسيسك، فهل تستطيع العيش من دون الشعر؟
: انا بعنوان الشاعر والكاتب الكوردي، في البداية يجب ان اعرف الناس، واعيش مع احزانهم وافراحهم، لكي اتمكن من التعبير عما في قلوب الناس في كل اشعاري، بالتأكيد انا اعيش مع قصائدي، وكل جهودي تنصب على اكون مع الناس بقلب واحد، ويحب الناس اشعاري، ولكي يحبوا اشعاري يجب ان تكون بالشكل الذي يحبونه بأن تكون ترجمة لاحاسيسهم وهمومهم وافراحهم، وانا كشاعر وكاتب عشت وحيدا مع قصائدي وبكيت مع اشعاري وضحكت معها وعايشتها.
- متى تمكنت من التأكد انك شاعر؟
: منذ الطفولة ترعرعت وسط أسرة كبيرة، والدي كان قارئا لمقام "الهوره"، واقربائي يمارسون العمل الفني والموسيقي، ولكني شخصيا بدأت مع الشعر الفارسي ومع اشعار حافظ وسعدي، وبعدها بدأت شيئا فشيئا بالولوج الى عالم كتابة الشعر الكوردي منذ اكثر من ثلاثة عقود، والتحقت بالجامعة وهناك تعرفت على المجالس الشعرية، وبدأت بقرض الشعر، اي انني اكتب الشعر منذ تسعينيات القرن الماضي ولحد اليوم.
في الطفولة، كنت اقرأ اشعار حافظ، لان كل بيت في ايران لا يخلو من ديوان حافظ، وهو ما جعلنا نتعرف على عالم الشعر.
- برأيك، ما هو الشعر الجيد؟
: الشعر الجيد هو ذلك الشعر الذي يحوي مشاعر القلق والحزن الذي ينتاب مجتمع اليوم، وله تأثير على الناس، والناس يحبونه ويتناغمون معه، عندما يكتب شاعر ما قصيدة، لا يعلم من اين ينطلق ولا يعلم من الذي يقرأه، ولكن عندما يحفظ الناس ذلك الشعر فسيكون الشعر الذي يحتوي على الام الناس وكتب من اجلهم.
- كم ديوان شعر طبعت؟
: انا عندي 29 كتابا، من بينها 8 دواوين شعرية كوردية:
۱-یهی داوان ههساره: ملء حضن من النجوم
۲- دواره چوزه دهیم: براعمنا تنبت مجددا
۳-دهنگ چهوه یلد تیهی: اسمع صوت عينيك
4- کهموتهرانه: كما الحمائم
5- پهری وهچ: بنات الملاك
6- نازار ئاسمان کهو: مدللة السماء الزرقاء
۷- دهخیل وه خوهد بهسامه: انت ملجأي
۸- مینا : مينا
ولي خمس روايات، من بينها بالفارسية، ومنها ما ترجمت الى الكوردية، ورواية "ما وراء الحرب" ترجمت الى العربية:
۱- بانتر له جهنگ: ما وراء الحرب
۲- هیلان: العش
۳- دهریایگ که غهرق بی: البحر الذي غرق
4- روله: يا ولدي
5- مینا: مينا
وايضا لدي اربعة دواوين شعرية كوردية تحت الطبع، وكتاب باسم (بافه: الحصاد) ويضم اشعارا كلاسيكية لمعظم شعراء ايلام وكرماشان وجزء من لكستان قمت بجمعها ومن المؤمل ان يرى النور قريبا.
ولدي كتب عن مدينة سربيل زهاب والتاريخ والتصوير، وبعض الكتب التي سيتم طبعها مستقبلا ، واتمنى ان تشكل اضافة للادب الكوردي.
- بماذا تنصح الذين مازالوا لا يظنون ان بامكانهم السير على طريق الشعر والشعراء؟
: الشعر استعداد داخل كل شخص منا، وجميع الناس في العالم شعراء، ولكن يتوجب ان يسلكوا طريق الشعر بشكل صحيح وان يكثروا من القراءة، وان يكبروا مع الشعر شيئا فشيئا، ولكن يجب ان يكون لديهم ارتباط نفسي وجهود ذاتية، فالشعر من بين كل الفنون بحاجة الى طموح واخلاص وعاطفة خاصة به، يتوجب ان يكون عندهم استعداد خاص له، نصيحتي هي انه يتوجب عليهم الاكثار من القراءة والتقليل من الكلام، ليصبحوا شعراء كبار في يوم ما.
- الى اين وصل الشعر والادب باللهجة الكوردية الجنوبية والفيلية في ايران؟
: الشعر والادب بهذه اللهجة في ايران له مكانة كبيرة جدا، ولكن في ايلام ومنطقة كرماشان متقدم بشكل اكبر، مقارنة بمناطق اقليم كوردستان في العراق او المناطق الكوردية في سوريا والمناطق الاخرى، اذ ان هناك تقدم كبير في الشعر الكلاسيكي وقصائد الغزل والمثنويات والرباعيات والمقاطع الرباعية، وهناك قرابة 400 الى 500 شاعر متمكن في هاتين المنطقتين، وانا واثق بانهم سيكتسبون مكانة اكبر، وهناك تطور في مسألة النقد ايضا، وفي الشعر الحديث المعاصر خطو خطوات كبيرة وهناك شعراء كبار منهمكون في العمل.
- الى اي حد انت سعيد بالعلاقة مع الادب بصورة عامة واللهجة الكوردية الفيلية في العراق؟
: انا سعيد جدا باللهجة الفيلية في العراق، ولي اصدقاء كثر يكتبون الشعر بهذه اللهجة في العراق، ومبعث فخر ان يكون هناك شعر كوردي باية لهجة كانت، نحن في كرماشان لدينا نادي او مجلس الشعر، ولنا علاقات مع جميع الكورد داخل ايران وفي اقليم كوردستان العراق لنا علاقات ايضا، ولكن مع الكورد الفيليين في بغداد، نأمل ان نتواصل معهم من خلال وكالة شفق نيوز، ونتعرف على الكورد الفيليين في بغداد، واتمنى ان اتمكن في يوم من الايام ان اقوم بقراءة الشعر وسط الكورد الفيليين في مدينة بغداد.
- وكيف ترى جهود ومساعي مؤسسة شفق؟
: انا من المتابعين لوكالة شفق نيوز، التي قامت عبر غوغل والانستغرام بالتعريف بقسم من الشعراء والفنانين، وهناك الملايين ممن يتابعون هذه الوكالة، وبامكانها ان تقوم بتعريفنا للعالم، واتمنى لها النجاح والتوفيق.