الكورد الفيليه بين الواقع والتأويل

عبدالوهاب عابد/ أللغه هي احدى الاركان الاساسيه لوجود ايه مجموعه انسانيه واداه بقائها بين المجتمعات القريبه والبعيده على السواء لانها تعبر عن وجود هذه الامه وطريقه تفكيرها.

لذا حاول المختصون وعلماء اللغه التعرف على هذه الشعوب والدخول في فصائلها وعروقها وطرق معيشتها واختص الاخرون بعلومها منذ القرن الناسع عشر حتى الان , باذلين اقصى الجهود سابرين اغوارالعلوم الفيزيائيه والطبيعيه والاجتماعيه والنفسيه و ليتعرفوا على كل ما يحيط بها. لماذا بقيت بعض المجموعات البشريه واندثرت الاخريات ؟ ماهي العوامل اتي ساعدت على بقائها ؟ كيف كانت تفكر ؟ استفسارات عديده اجابوا عليها وبقت الاخريات تنتظر الاجابه ,فاضافوا بذلك للغه وعلومها مزايا كثيره ادت الى تقدم هذا العلم والوصول الى نتائج متقدمه . وجاءت هذه الدراسات نتيجه لظروف تاريخيه تجاوزتنا الدول الاوربيه بسب مساحه الحريه التي حصل عليها الاوربيون وخاصه بعد الثوره الصناعيه فيى اوربا وحاجه الاوربيون الى اسواق يصرفون فيها بضاعتهم علما ان حركه الاستكشافات التي قام بها المغامرون الاوربيون بدأت قبل ذلك التاريخ على اثره قامت صراعات دمويه فيما بينهم ثم امتدت فيما بعد الى دول الخليج وعلى اثر ذلك جاء الدبلماسيون والاستخباريون والمؤرخون وزاروا المنطقه ليكتبوا تقلريرهم حولها ولاغراض تجاريه وسياسيه لذا جرت دراسات متعدده حول لغات المنطقه واصولها التاريخيه القديمه عن طرق الاختلاط بهم او دراسه انتاجهم الفكري واجراء دراسات مقارنه بين هذه اللغات ولهجاتها ولكون الكثير من هؤلاء المؤرخين واجهوا صعوبات كبيره نتيجه لعدم المامهم بهذه اللغات بشكل كامل وبالاخص لهجاتها لذا ظهرت بعص الدراسات مرتبكه وغير علميه باعتبار ان العلم يعتمد على جمله من العوامل الثابته في حين ان البعض مع الاسف يربط اللغه وبسبب افتقاره الوصول الى الحقيقه بمجموعه من الخرافات المضحكه والغير قابله للواقع مثل اتهام الشعب الكردي بانهم جاءوا من الجن وغيره من الخزعبلات التي تدل على فقدان العلميه في تحليل النصوص اضافه الى ارتباط البعض منهم بالمخابرات الاجنبيه للدول الاستعماريه ويمثلون مصالحها ,على سبيل المثل ادمونز او بيل واخرون. ان اغلب اللغويون يميلون في دراساتهم ال الاعتقاد بان اللغه الكرديه لاتمت بصله الى اللغه الفارسيه كلهجه وفرع بل هي لغه تمتاز بخصائصها المستقله ومنهم جستي وسوسين كما يذكر الدكتور فؤاد حمه رشيد . اما اللهجات الكرديه فهى مع الاسف لم تدرس دراسه علميه صحيحه بسبب الظروف السياسيه الي مرت بها القضيه الكرديه حيث عدم الاعتراف بها من قبل الحكومات الاقليميه بل دخلت في حروب معها وبالرغم من اننا في القرن الواحد والعشرين الا ان هذه الحكومات مازالت لم تعترف بحق الشعوب وتجثم على شعوبها بالنار والحديد وقدم الشعب الكوردي الالاف من الضحايا وعشرات المقابر الجماعيه والتهجير الجماعي والتطهير العرقي لالسبب سوى حق التعلم بلغته والعيش مثل الاخرين بكرامه وامان , لذا كانت الثقافه الكورديه خلال القرن الماضي لم يعطى لها مساحه من العمل من اجل تطوير اللغه والثقافه ومرت وما تزال العلاقه بينها وبين تلك الحكومات في ازمات مستمره ومن اضعف الحلقات في هذه المساحه هي اللهجه الفيليه متاثره بالصراعات القوميه والطائفيه ومصالح الدول الاقليميه والظروف الجيوسياسيه التي يمر بها الشعب الكوردي والعلاقات المتوتره بين الحكومات في المنطقه ووقوعها في اغنى المناطق الاقتصاديه ومنابع النفط والجسر البري الرابط بين الشرق والغرب الذي يسمى القناه الجافه لذا يحاول البعض لاغراض سياسيه اوعرقيه او طائفيه جرد الكورد الفيليه من قوميتهم بقصد او بدونه او عدم درايتهم باللغه الكرديه ولهجاتها او ثاثيرا بالظروف السياسيه والاجتماعيه .وما زالت هذه الشريحه تعاني من عدم الاعتراف بهويتهم متعرضين للابتزازمن قبل الاجهزه التنفيديه المبتزه . في قراءتي لبعض الصحف العراقيه او صفحات الانترنيت و سماع بعض المحاضرات من قبل بعض المثقفين وجدت البعض منها تدخل في مجال اللاعلميه لكون قسما منها وبدافع نرجسي يؤمن بالخرافات وينقل معاومات لايتقبلها العقل ولا المنطق كربط اللغه بالاساطير القديمه التي تتعلق بالجن مثلا او ربطها بكلمات هم يجهلونها والكثير من الذين كتبوا حول اللهجه الفيليه يبدوا انهم يجهلون تاريخها ولم تدرس اللهجه بشكل كامل وجل اعتمادهم على المقالات وكتب المستشرقون وان الرأي الذي يدعي بان الكورد الفيليه ليسوا عربا وليسوا كوردا كما وليسوا فرسا ولكن يعيشون بين هذه الاقوام منذ القدم وقبل الاف السنين وترتبط بشكل قسري باعتبارهم طارئين عن المنطقه في حين ان اقوام وطوائف الفيليه لها تاريخ نضالي طويل ترتبط بتاريخ المنطقه وصراعاتهاولا تنفصل عنهاوكانت مناطقهم تسمى باللور الاصلي ويقول الاستاذ المرحوم عباس العزاوي كانت لور ستان تابعه للعراق الى نحو سنه 700 للهجره وكانت مضيفا لخلفاء بني العباس وفيها مدافن بعض افرادهم ومنها قبر (الخيزران) ام الخليفه هارون الرشيد وكانت واردات الخراج الاراضي الزراعيه تعتبر واردا لخزانه دار الخلافه ببغداد وان الكثير من العشائر العربيه هاجرت اليها منذ قديم الزمان ولاتزال تفتخر بانسابها العربيه والكورد الفيليه باعتبارهم كورد من حقهم ان يفتخرون بقوميتهم باعتبارهم كوردا وهناك امراء كورد فيليه حكموا العراق ومنهم الامير ذو الفقار الكلهوري وفي نفس الوقت اتسع نطاق الهجره من لورستان الى بغداد ووسط العراق وجنوبه فاستوطنت اجيال كثيره فيه واندمجوا مع السكان الاصليين .. وان اللور الكورد قاطبه كانوا من اتباع المذهب الشافعي الى حين دخول سنابك خيل الشاه اسماعيل الصفوي لورستان (العزاوي). على صفحات الانترنيت توجد خارطه – الاماكن الاصليه للعشائر الكورديه الكبرى اعدها الاستاذ ميهردار ر. ئيزادي من جامعه (هارفرد ) في الولايات المتحده في الجهه الجنوبيه من الخارطه توجد اخر لهجتين هي :- واكبر مدنهما هي (بدره--- وعيلام) وبالنسبه للثانيه هي ( دريشهر ) Judikan و Pahla

واللهجه الفيليه معروفه بين العوائل الفيليه فهم مجموعه من العشائر والطوائف , لورستان كانت تابعه للعراق ولكن بعد اتفاقيه( سايكس—بيكو) الاستعماريه قسمت المنطقه الى قسمين قسم في العراق والقسم الاخر في ايران . واللغه هي مجموعه من الظواهر منها ما يتعلق بظواهر اللغه او دلالاتها اوحياتها او بالاصوات وليس فقط الاعتماد على التاريخ وهي اصلا لاتسير وفقا لاراده الافراد والمجتمعات,او تبعا للاهواء والمصادفات (الوافي ). ودراسه لغه ما والفيليه احداها تعتمد على دراسه تراثهم وعقائدهم والاصوات والقصص الشعر عاداتهم , تقاليدهم اما التحليلات السطحيه فهي لاتجدي نفعا و تفتقد ا لعلميه تماما .