مرصد بيئي يعزو اشتعال الحرائق في هور الحويزة بالعراق إلى 4 مشاكل طبيعية
شفق نيوز - بغداد / ميسان
حدد مرصد "العراق الأخضر"، يوم الخميس، أربع مشاكل طبيعية تسببت في اشعال الحرائق بمنطقة "ذيل الفحل" في هور الحويزة بمحافظة ميسان منذ ايام.
ونقل المرصد عن الناشط البيئي في المحافظة احمد صالح نعمة قوله، إن ارتفاع درجات الحرارة والتي وصلت الى معدلات غير مسبوقة، والجفاف وانبعاثات الغازات من الحقل النفطي القريب من المنطقة، والألياف العالية التي تحتويها التربة كانت اسباباً طبيعية في إحداث مثل هذه الحرائق المستمرة منذ ايام.
واضاف ان المياه التي كانت موجودة في المنطقة عملت كالـ"كوابح" للغازات التي تنبعث في المنطقة مما حافظ عليها طوال السنوات الماضية.
وأكد نعمة ان مثل هذا الأمر موجود في الجانبين العراقي والإيراني على حد سواء ولنفس الأسباب.
واستبعد الناشط البيئي، ان يكون الفريق الهندسي التابع للواء العاشر سبباً في احداث هذه الحرائق كما اشيع من اجل انجاز السدة الترابية في هذه المنطقة.
وكان الناشط البيئي في محافظة ميسان مرتضى الجنوبي، كشف يوم 26 من شهر تموز/يوليو الجاري، عن حرق قصب وغابات هور الحويزة، وتهيئة التربة فيه، تمهيدا لإعلانه حقلا نفطيا.
وقال الجنوبي، لوكالة شفق نيوز، إن "الحرائق الموجودة حاليا في هور الحويزة من جهة العظيم، سببها قيام إحدى الشركات العراقية المتعاقدة مع الجانب الصيني، حيث تقوم بتهيئة الساحات الترابية بارتفاع 7 متر، إلى جانب الطرق داخل الهور".
وأضاف أن "هور الحويزة عبارة عن غابات من القصب، وهذه الغابات لا يمكن إزالتها الا عن طريق الحرق"، مبينا أن "هذه الخطوة من أجل تهيئة الساحات والطرق تمهيدا لإعلان حقل الحويزة النفطي".
وكانت وكالة شفق نيوز، كشفت في نيسان/ أبريل الماضي، عن تعرض هور الحويزة في محافظة ميسان جنوبي البلاد، إلى تجفيف متعمد منذ نهاية عام 2021.
وفي شباط/فبراير 2023، أعلنت الحكومة العراقية توقيع عقود “الجولة الخامسة” من جولات التراخيص النفطية، متضمنةً تطوير ستة حقول ورُقع استكشافية، بينها حقل الحويزة الممتد على مساحة 17 كيلومتراً طولاً و8 كيلومترات عرضاً، والذي أُحيل إلى شركة "جيو جيد الصينية، وإثر ذلك، تصاعدت المخاوف من أن أعمال التنقيب والحفر في منطقة مدرجة على لائحة التراث العالمي ستُلحق ضرراً كبيراً بالتنوع الإحيائي، فضلاً عن انتهاك شروط اتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة.
وتمّ اكتشاف التركيب الجيولوجي لحقل الحويزة عام 1975 خلال مسوحات أجرتها شركة (CGG) الفرنسية.
وتقع الأهوار في جنوبي العراق ضمن منطقة ما بين النهرين التاريخية (دجلة والفرات)، وتُعدّ من أوسع المسطحات المائية الداخلية في منطقة الشرق الأوسط، وكانت هذه المسطحات المائية على مدى قرون موطنًا فريدًا للسكان المحليين الذين امتهنوا صيد الأسماك وتربية الجواميس وصناعة القصب والبردي، ما خلق تراثًا ثقافيًا ومجتمعيًا متجذرًا.
أُدرجت الأهوار العراقية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2016، ضمن ملف حمل عنوان: "الأهوار (الأهوار الوسطى والحويزة والحمار الشرقية والغربية) ومدن بلاد ما بين النهرين القديمة".