"لغز" الكهرباء يزداد تعقيداً والحكومة عاجزة عن إنقاذ المواطن
شفق نيوز/ تقتصر معاناة العراقيين مع الطاقة الكهربائية على فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حيث تكوي الشمس وجوههم وأجسادهم في الشارع ولا يسعفهم هواء (المبردات) المشبع بالرطوبة في منازلهم وأماكن عملهم، إذ لا يستطيع غالبيتهم تشغيل أجهزة التكييف على تيار المولدات الأهلية المتذبذب، ومع حلول فصليّ الخريف والشتاء تخف المعاناة نوعاً ما، لكن يبدو أن العام الحالي مختلف كلياً حيث تجهيز الطاقة في أدنى مستوياته.
مواطنون من العاصمة بغداد، شكوا في أحاديثهم لوكالة شفق نيوز، من تدني تجهيز الطاقة الكهربائية إلى حد غير مسبوق، إذ يقول أحدهم أن مجموع من يحصلون عليه من الطاقة خلال اليوم لا يتجاوز الخمس أو الست وبشكل متقطع وليس مستمر، في بعض المناطق.
ويوضح "عندما تجهيزنا الوزارة بالتيار الكهربائي لا يستمر سوى لدقائق وفي أحسن الأحوال لمدة ساعة، ثم ينقطع لساعات ولولا المولدات الأهلية لكنا في أتعس حال، والمشكلة أنه كلما زاد تشغيل المولدة كلما طالبنا صاحبها بزيادة الأجور، يعني في كلا الحالتين المواطن ضحية".
أهالي قضاء المدائن جنوب شرقي العاصمة، يؤكدون أن تجهيزهم بالطاقة بواقع ست ساعات تشغيل مقابل ست ساعات إطفاء، وفي بعض المناطق سبع ساعات تشغيل مقابل خمس ساعات إطفاء.
ذوو المهن والورش التي يعتمد عملها على الطاقة الكهربائية، اضطروا إلى التوقف لعدم قدرتهم على دفع كلفة الاشتراك بالمولدات بالإضافة إلى بدلات الإيجار وأجور العاملين معهم، مع الكساد الذي تشهده البلاد بسبب وباء كورونا والأزمة الاقتصادية.
في المقابل يشكو أصحاب المولدات الأهلية من أن وزارة النفط لا تقوم بتجهيزها بالكميات الكافية من الوقود (الكاز) ما يضطرهم إلى شراء ما يحتاجونه للتشغيل من السوق السوداء، ما يستوجب رفع أجور الاشتراك التي يتحملها المواطن في نهاية الأمر.
ومن واقع الحال يبدو أن لدى وزارة الكهرباء والحكومة حل لهذه الأزمة المزمنة، سوى تقديم تبريرات سواء كانت واقعية أو غير ذلك فهي لم تعد تقنع المواطن.
وبهذا الصدد يقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان "العراق لديه عقود مع الجانب الايراني لتجهيز المحطات الانتاجية الكهربائية بمقدار 50 مليون قدم مكعب من الغاز"، مبينا أن "إيران خفضت تجهيز الغاز ليصل الى 5 ملايين قدم مكعب بعد أن كان 10 ملايين قدم مكعب قبل أيام".
وأضاف موسى أن "انخفاض التجهيز أثر سلبا على إنتاج المنظومة الكهربائية حيث افقد المنظومة ما بين 5 الى 6 الاف ميغا واط وبالتالي انعكس سلبا على ساعات تجهيز الكهرباء".
واشار موسى الى انه "بعد توجيه رئيس الوزراء وزارة النفط بتوفير الوقود السائل بدل الغازي كوقود لهذه المحطات الانتاجية الا ان المنتج المتوفر لا يسد النقص الحاصل بالتشغيل وادامة زخم عمل المحطات الانتاجية، فضلا عن الوقود السائل مكلف جدا يحتاج الى استيراد في ظل عدم وجود خطة وقودية وتأهيل حقول الغاز وشبكة الأنابيب".
وازدادت ساعات قطع التيار الكهربائي منذ أكثر من شهرين في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية بشكل كبير، ليصل 18 ساعة إطفاء باليوم في بعض المناطق، مما دفع المولدات الاهلية الى رفع اسعار الامبير نتيجة ذلك.