انبعاثات سامة تخنق مدينة هيت الانبار والبلدية تعزوها "للنبّاشة" وتتوعدهم

شفق نيوز/ ناشد رئيس مركز الفرات البيئي، صميم سلام، اليوم الثلاثاء، الجهات المعنية في محافظة الأنبار بالتدخل العاجل لإيقاف الكارثة البيئية التي تعيشها مدينة هيت جراء الانبعاثات السامة الناتجة عن الطمر "اللاصحي" وعمليات الحرق العشوائي للنفايات.
وقال سلام، إن "السماء في هيت باتت ملبدة بالدخان والغازات السامة المنبعثة من مواقع الطمر، في ظل انقطاع التيار الكهربائي واعتماد الأهالي على المبردات، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية والبيئية".
وأكد أن مركز الفرات البيئي لوكالة شفق نيوز، أنه "سبق أن طالب مرارًا وتكرارًا بعدم إشعال النيران في مواقع الطمر اللاصحي، أو نقلها بعيدًا عن المناطق السكنية، لكن دون استجابة تذكر"، مشددًا على أن "الانبعاثات الناتجة عن حرق النفايات تُعد من أخطر أنواع التلوث، وتؤثر بشكل مباشر على صحة السكان وسلامة البيئة".
وتابع قائلاً: "إلى متى تستمر هذه الممارسات سواء كانت مقصودة أو ناتجة عن الإهمال؟ كلا الحالتين تُعرض حياة المواطنين للخطر، ونحمّل الجهات المسؤولة كافة التبعات المترتبة على هذا الإهمال المتكرر".
وحذر رئيس مرصد الفرات البيئي، صميم سلام، من المخاطر الصحية الجسيمة الناتجة عن حرق النفايات في الهواء الطلق، مؤكدًا أن هذا السلوك غير القانوني يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، خصوصًا الأطفال والمصابين بالأمراض التنفسية.
وقال ايضاً إن "حرق النفايات في مواقع الطمر أو خارجها يؤدي إلى إطلاق غازات سامة وخطيرة، منها الديوكسين والمركبات العضوية المتطايرة وجزيئات دقيقة ترتبط علميًا بأمراض خطيرة كأمراض القلب، والانسداد الرئوي المزمن، والربو، وحتى السرطان".
وأضاف سلام، أنه "مع حركة الرياح، تنتقل هذه الانبعاثات إلى داخل منازل المواطنين، مسببة حالات اختناق، والتهابات في الحلق والرئتين، وطفوحًا جلدية، وسعالًا متكرراً، وهي أعراض بدأت تظهر بوضوح في بعض مناطق مدينة هيت".
كما أكد أن "دراسات علمية متعددة وثّقت العلاقة بين حرق النفايات في الهواء الطلق والإصابة بسرطان الدم، ولاسيما لدى الأطفال"، مشيرًا إلى أن "الاستمرار في تجاهل هذه الكارثة الصحية لا يمكن أن يُبرر، والسكوت عنها نوع من التواطؤ مع الضرر".
وطالب رئيس مرصد الفرات البيئي السلطات المحلية بـ"تطبيق صارم للقوانين البيئية، وملاحقة المتسببين، سواء عن طريق الإهمال أم الفعل المتعمد، لحماية المواطنين ووضع حد لهذا التلوث القاتل".
من جانبها، أصدرت مديرية بلدية هيت، بيانًا توضيحيًا بشأن أزمة التلوث الهوائي التي تعيشها المدينة، مؤكدة أن من يقف وراء عمليات حرق النفايات هم بعض من يُعرفون محليًا بـ"النبّاشة"، الذين يقومون بهذه الأفعال بهدف استخراج مواد قابلة للبيع، في مخالفة صريحة للقانون وتعريض مباشر لصحة المواطنين للخطر.
وقالت المديرية في بيانها إن "عملية حرق النفايات سواء في موقع الطمر الصحي أو خارجه تُعدّ فعلًا مدانًا قانونيًا، لما يسببه من ضرر بالغ على الناس والبيئة".
وأضاف البيان أن "(النبّاشة) سبق أن تمت ملاحقتهم ومنعهم في مرات سابقة، إلا أن بعضهم ما زال يكرر هذا الفعل الخطير"، مؤكدة أن "البلدية ستتابعهم قانونيًا وتتخذ بحقهم الإجراءات اللازمة دون تهاون".
وحذّرت المديرية كل من يشارك في هذه الأفعال قائلة: "نحذر من يقوم بحرق النفايات والإضرار بصحة الناس بأن يد القانون ستطالهم، وحينها لن ينفع الندم".
إلى ذلك، قال الناشط والصحفي عبدلله بندر، أحد سكان مدينة هيت، إن المدينة تعيش أوضاعًا بيئية كارثية بسبب الدخان الكثيف المنبعث من مواقع الطمر الصحي، والذي يغطي سماء المدينة بالكامل، وسط معاناة متزايدة للسكان وخاصة المرضى المصابين بأمراض تنفسية.
وأوضح، لوكالة شفق نيوز أن "عددًا من الأهالي أبلغوا بشكاوى عاجلة بعد تعرض ذويهم من المصابين بالربو ونوبات الاختناق لمضاعفات خطيرة بسبب التلوث الهوائي الذي يلف المدينة منذ ساعات"، محذرًا من "عواقب وخيمة ما لم تتدخل الجهات المعنية فورًا لاحتواء الأزمة".
وطالب بندر "بوقف الحرق العشوائي للنفايات ومعالجة ملف الطمر اللاصحي بشكل عاجل وفعال"، مشددًا على أن "صمت الجهات المسؤولة أمام معاناة الناس لم يعد مقبولًا، خاصة في ظل تكرار هذه الحوادث دون محاسبة أو إجراءات وقائية واضحة".