المياه النظيفة تعيد الحياة تدريجيا الى سنجار
شفق نيوز/ روت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإغاثية كيف يساهم برنامج توفير المياه النظيفة الذي تدعمه في منطقة سنجار، في استعادة الحياة وعودة النازحين اليها.
ونقل التقرير عن الايزيدية رنا (13 سنة) وهي ممن أجبروا على الفرار عندما اجتاح تنظيم داعش المنطقة في العام 2014، قولها "احب سنجار كثيرا فهي موطني، بيتي، وهي المكان الذي ولدت فيه".
كانت رنا تبلغ من العمر ست سنوات فقط عندما نزحت الى جانب 400 الف شخص امام تقدم داعش في المنطقة، وما زالت تتذكر بوضوح كيف تركت سنجار مع عائلتها للاحتماء في الجبال القريبة حيث ظلوا هناك سبع ليال مع القليل من الطعام والماء.
ونقل التقرير عن "سردشتي"، التي تعمل منسقة مجتمعية في منظمة "انقذوا الاطفال" في العراق، قولها انه "عندما دخل داعش، فانهم سجنوا النساء وقتلوا الرجال وهدموا الكثير من الاشياء ودمروا البنية التحتية.
واوضحت سردشتي ان مسلحي داعش دمروا شبكات المياه والكهرباء في مدينتها وتحولت الاف المنازل الى انقاض.
وتابع التقرير انه برغم ان رنا وسردشتي تمكنتا من النجاة، مثل 250 الف ايزيدي آخرين بلجوئهم الى مناطق مجاورة، الا ان عائلاتهم التي حرصت على العودة الى ديارها، اكتشفت انه ليس لديها ما تعود من اجله.
واضاف انه بعد مرور اكثر من 3 سنوات من الحياة في مخيم للنازحين، فان عائلة رنا صارت على استعداد للعودة الى موطنها، لتنضم بذلك الى العديد من الايزيديين المتمسكين باعادة اعمار منازلهم، برغم العنف الذي يزعزع استقرار اجزاء من شمال العراق.
وعندما عادت رنا في تلك اللحظة الى المدرسة مع اعادة فتح المدارس، "لم يكن هناك العديد من المدرسين ... وكانت خزانات المياه القديمة مثقوبة والمياه قذرة، وغسلنا ايدينا بها فقط".
لكن التقرير اشار الى انه من خلال مشروع "بناء مستقبل السلام" الذي تنفذه "انقذوا الاطفال"، اصبح لدى رنا وزملاؤها مياه صالحة للشرب. وينقل عنها قولها ان المنظمة "قامت بتوزيع خزانات المياه وتركيب وحدات لتنقية المياه لنا وتعقيمها ولهذا اصبح لدينا مياه نظيفة الان".
وشاركت سردشتي مع فريقها في جلب المياه النظيفة لآلاف من العائلات، موضحة انهم قاموا بانشاء "شبكات توزيع المياه في معظم اماكن سنجار"، مشيرة الى التأثير الكبير للمياه النظيفة على حياة الناس.
وذكرت "انقذوا الاطفال" انها تنشط في سنجار منذ العام 2017 بهدف دعم العائدين من العائلات، وتعمل الى جانب المجتمعات بالشراكة مع المجموعات المحلية لمساعدة الناس في العثور على وظائف، واعادة اعمار البنى التحتية للمجتمع وتقديم الخدمات الرئيسية مثل الرعاية الصحية والاستشارات القانونية.
واوضح التقرير انه في اطار مشروع "بناء مستقبل السلام"، جرى تشكيل لجان تضم متطوعين من المجتمع السنجاري، من خلفيات متنوعة، وهو امر حيوي بالنظر الى الى التوترات العرقية المؤججة للنزاع المستمر في المنطقة.
وينقل التقرير عن زيما، وهي ناشطة رئيسية في اللجنة ، قولها وهي تستعيد ذكريات الفظائع التي وقعت في سنجار، انها واجهت بعدها صعوبة كبيرة في العودة، الا انها تؤمن الان بأهمية اعادة البناء، وتتشارك مع المجتمع بمعرفتها هذه.
وتقول زيما انه من خلال العودة الى سنجار، "يجب أن يكون لدينا قلب قوي من اجل مواجهة كل شيء".
وختم التقرير بالاشارة الى ان مشروع "بناء مستقبل السلام"، مدعوم من جانب الحكومة الاسترالية، ويتم تنفيذه من قبل "انقذوا الاطفال" ومنظمة "كير" بالاضافة الى المجلس النرويجي للاجئين.