الموصل.. نقص الأجهزة والأدوية يفاقم آلام مرضى السرطان
شفق نيوز/ أفاد مدير مستشفى الاورام الكرفانية في الموصل الطبيب الاختصاص عبد القادر سالم، يوم السبت، بأن المستشفى يستقبل نحو 5 آلاف مراجع شهرياً بينهم 150 مصاباً بالسرطان، مشيراً الى أن المستشفى يعاني من نقص أجهزة "مهمة".
وقال سالم لوكالة شفق نيوز، إن "المستشفى يعاني احيانا من نقص الادوية التي تستخدم في تركيب الجرعات الكيمائية التي تقدم لمرضى السرطان"، موضحا أن "هنالك قرابة 50 نوعاً من هذه الادوية هي اساسية ويحتاجون اليها وتجهزهم الوزارة بـ80 % منها لكن احياناً يضطر المريض الى شراء الادوية التي لا تتوفر لاكمال الجرع".
وشرح سالم، آلية التركيب وما يشتكي منه المرضى، قائلا إن "الجرعة تتكون من عدة انواع والمريض يشتري المادة غير المتوفرة وهذا يجعله يعتقد بانه يشتري الجرعة ويدفع تكاليفها كاملة لكن في الحقيقة هو يغطي النقص".
وتابع مدير المستشفى، "انهم يسيطرون على موقف الجرعات في بداية الشهر لكن مع نفاذ الكميات يظهر النقص والعجز لديهم، وهذه المشكلة ليست في مستشفى الاورام بالموصل فقط انما في عموم البلاد"، مبينا أن "المشكلة الكبرى ليست في نقص الادوية انما في عدم وجود جهاز اشعاع داخل المحافظة وذلك بعد ان دمرت كل الاجهزة والمستشفى الخاص بها في المجمع الطبي بالجانب الايمن".
واشار الى ان "المرضى يعانون معاناة كبيرة وبعضهم يذهبون الى محافظات اخرى لتلقي الاشعاع وهذا مايثقل كاهلهم بصورة كبيرة ولكن ما باليد حيلة فهم ينتظرون اكمال المستشفى القديم بالجانب الايمن وهذا يحتاج من عام الى اثنين".
من جانب اخر اشتكى المصابون بالسرطان من المشاكل ذاتها التي تحدث عنها مدير المستشفى، وقالوا إنهم "يقومون بشراء بعض الادوية من السوق واسعارها كبيرة جداُ وتتراوح أسعارها مابين 150 دولارا الى 1000 دولار امريكي، مع ضعف الإمكانيات المادية لغالبية المرضى".
وتقول حنان احمد احدى المصابات بمرض السرطان لمراسل وكالة شفق نيوز، إنها "تعتمد على تبرعات الخيرين لتحصل على جرعتين كل شهر يصل ثمنهما الى 600 الف دينار في حال لم عدم توفرها في المستشفى".
واشارت الى ان "تعامل الكوادر معهم انساني ويقدرون معاناتهم لكن في ذات الوقت ليس بيدهم حيلة عندما تنفذ الادوية".
وفي اطار الحديث عن مشكلة جهاز الاشعاع، قال خالد الجبوري وهو اداري في مستشفى الاورام إن "هنالك جهازي اشعاع في المستشفى البحثي داخل جامعة الموصل ولكن لم يتم افتتاح المستشفى بسبب المشاكل الادارية".
وبين خالد أن "المرضى بامس الحاجة الى هذه الاجهزة ورغم كل الوعود التي اطلقها المسؤولون وحتى وعود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الا انه لم يتغير شيء ومايزال المستشفى البحثي مغلقا، والناس بامس الحاجة للاجهزة الموجودة فيه".
ونوه الجبوري الى "ضرورة استخدام هذه الاجهزة؛ فمن غير المعقول ان ينتظر المصابون بالسرطان لعام او اثنين حتى يكتمل بناء المستشفى القديم"، لافتا الى ان "المحافظة تحتاج الى مالايقل عن 5 اجهزة اشعاع وذلك بسبب تعداد سكانها الذي تجاوز 4 مليون نسمة".
وما بين وعود المسؤولين والمشاكل الادارية يعيش المصابون بالسرطان حياة مليئة بالوجع والالم والحاجة الى العلاج ورغم واقعهم المأساوي الا ان الجهات المعنية لم تجد حلاً لهم.
وبحسب الاحصائيات التي حصلت عليها وكالة شفق نيوز فان نينوى تسجل كل عام مايقارب 2000 اصابة جديدة بالسرطان، وبدأت هذه المعدلات ترتفع نسبياً ويرجح مدير المستشفى ان الحرب الاخيرة في الموصل قد تكون السبب في هذه الاصابات.