"المدكوكة" الأنبارية.. حلوى تراثية بشكل عصري (صور)
شفق نيوز/ رغم انتشار الكثير من أنواع الحلويات، ما تزال "المدكوكة"، تحتفظ بمكانتها في الأنبار، لتشكل واحدة من أشهر الحلويات التقليدية، التي تشهد إقبالا كبيرا من الأهالي.
ويعتمد تحضير "المدكوكة" على التمر والسمسم المحمص والمكسرات، كعناصر أساسية، مما يمنحها قيمة غذائية عالية ونكهة غنية لطالما ميزتها عن غيرها من الحلويات.
ويقول عمر أبو سالم، وهو أحد صانعي المدكوكة في الرمادي، لوكالة شفق نيوز، إن "المدكوكة ليست مجرد حلوى بل هي جزء من التراث الأنباري الذي توارثته الأجيال".
ويضيف أن "إعدادها كان يتم قديمًا في المنازل باستخدام أدوات تقليدية مثل الجرن الحجري والمدق الخشبي، حيث كانت النساء يتجمعن لإعدادها، بينما أصبح تحضيرها اليوم يتم باستخدام آلات بسيطة وحديثة، لكن النكهة الأصلية ما تزال محفوظة بفضل الاعتماد على التمر المحلي عالي الجودة".
من جهته، يؤكد أحمد العلواني، وهو صاحب محل حلويات شعبية، لوكالة شفق نيوز، أن "الطلب على المدكوكة ما يزال مستمرًا خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية، ومنها شهر رمضان، حيث يفضلها الأهالي لكونها مصدراً طبيعياً للطاقة، كما تُقدَّم في المجالس العشائرية والضيافات التراثية".
ويلفت إلى أن "هناك محاولات لتطوير طرق تقديمها عبر إضافة الشوكولاتة أو الفستق الحلبي لإرضاء أذواق الأجيال الشابة".
أما أم حسن، وهي ربة منزل فتقول إنها تحرص "على شراء المدكوكة لعائلتها لأنها أكثر فائدة من الحلويات المصنعة" مشيرة إلى: "تعلمت طريقة تحضيرها من والدتي، لكني أجد أن الحلوى التي تُباع في الأسواق أكثر تماسكًا بسبب دقها جيدًا على أيدي الحرفيين".
ورغم التحديات التي تواجه صناعة المدكوكة، مثل ارتفاع أسعار المكسرات وقلة الأيدي العاملة الماهرة، إلا أن الحرفيين في أسواق الأنبار يواصلون الحفاظ على هذا الإرث الذي يربط الماضي بالحاضر، حيث يؤكد حسين الدليمي أحد الباعة، لوكالة شفق نيوز، أن "هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل السياح والزوار بهذه الحلوى التراثية، مما يعزز فرص انتشارها خارج المحافظة".
ويتابع أن "بعض المحال بدأت بتغليفها وتسويقها بأسلوب حديث لجذب مزيد من الزبائن".
ويرى خبراء في التراث الغذائي، أن زيادة الاهتمام بالأطعمة التقليدية قد يسهم في إعادة إحياء المدكوكة عبر الترويج لها في المهرجانات التراثية والأسواق المحلية، مما يضمن استمرارها كرمز للكرم في المجتمع الأنباري.
