البصرة "تشكو" جهات عدة بالتسبب في ارتفاع ملوحة مياهها وتخشى تكرار التجربة "المريرة"
شفق نيوز/ حددت دائرة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الجنوبية، الأسباب التي أدت إلى تلوث مياه محافظة البصرة، وفيما أشارت إلى العلاج الرئيسي لها، حذّرت من مخاطر تكرار تجربة عام 2018 "المريرة".
وقال مدير الدائرة وليد الموسوي، لوكالة شفق نيوز، إن "مياه البصرة غير مطابقة للمعايير البيئية المعتمدة، بسبب كمية ما يُلقى بها من ملوثات في نهري دجلة والفرات، والتي تندفع لتصل إلى شط العرب، وفي مقدمة تلك الملوثات مياه الصرف الصحي وتجاوز المنشآت الحكومية والأهلية والمخلفات الصحية، فضلا عن الاستخدام السيء وغير الرشيد للمياه، فكل هذه تؤثر على نوعية مياه شط العرب الذي يعتبر شريان محافظة البصرة".
وأضاف الموسوي، كما أن "قلّة الاطلاقات المائية تجعل مياه البحر تندفع باتجاه شط العرب وتصل إلى أماكن متقدمة تتجاوز أبو الخصيب وسيحان، لذلك أمست الاملاح الذائبة في مياه شط العرب أكثر بشكل كبير عن المعدلات المعتمدة، وتم تسجيل ارتفاع كبير بالأملاح الذائبة خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب قلة الاطلاقات المائية الواصلة لنهري دجلة والفرات من الجارتين تركيا وإيران".
وبيّن المسؤول البصري أن "المناطق المتأثرة بشكل مباشر من هذه الأملاح هي منطقة الفاو وسيحان وأبو الخصيب، فضلاً عن تضرر الأراضي الزراعية وتربية المواشي والدواجن".
وبيّن مدير دائرة حماية وتحسين البيئة، أن "العلاج الرئيسي لهذه الحالة هو زيادة الاطلاقات المائية الواصلة إلى شط العرب من ناظم قلعة صالح في محافظة ميسان، وهناك تعاون من قبل حكومة ميسان المحلية في هذا الجانب، كما أن وزارة الموارد المائية أوعزت إلى دائرة الموارد المائية في ميسان بضرورة زيادة الاطلاقات المائية من ناظم قلة صالح لغرض دفع اللسان الملحي عن تلك الأماكن".
وعن كمية المياه الواجب إطلاقها لدفع اللسان الملحي، أوضح الموسوي بالقول "نحتاج إلى أن يُطلق من قلعة صالح من 120 إلى 150 متر مكعب في الثانية، فهذه الإطلاقات من شأنها أن تدفع اللسان الملحي عن مدينة الفاو"، مبيناً أن "في حال قلّت الإطلاقات عن هذا المعدل فإن اللسان المحلي سيعود إلى التقدم من جديد، ما سيلقي بظلاله على طبيعة المياه في شط العرب، وستتأثر المناطق الزراعية وتربية الدواجن والمواشي، ما يؤدي إلى خسائر باهظة".
وتابع الموسوي مستذكراً "تجربة مريرة" حصلت قبل أعوام، بالقول إنه "في عام 2018 حصلت أزمة استمرت لمدة ثلاثة أشهر، وتم إحصاء كلف التدهور التي حصلت في المواشي والدواجن والاراضي الزراعية، وتبين أنها وصلت إلى 550 مليار دينار عراقي، لذلك نتمنى عدم تكرار تلك التجربة المريرة التي دخل على إثرها أكثر من 118 ألف مواطن بصري إلى المستشفيات يعانون من المغص المعوي والقيء والإسهال الشديد، ودخلت على إثرها المحافظة في أزمة صحية وبيئية كبيرة".
يُذكر أن البصرة تعد من أكبر المحافظات العراقية في ضمها لحقول النفط وتعاني من مشاكل بيئية كبيرة، حيث تشهد إنتاجاً نفطياً كبيراً وحرق الغاز المصاحب في عملية الاستخراج وما تخلفه العمليات الإنتاجية للمشروعاتِ النفطية من أضرارٍ بالغة الأثر على السكان.