الأنبار.. منازل تحصد أرواح الأبرياء بسبب "تفخيخ متطور" حيّر العالم
شفق نيوز/ إلى محافظة الأنبار غربي العراق، بينما ماتزال مخلفات تنظيم داعش وحرب طرده شاخصة حتى اللحظة، منازل سكنية مدمرة بالكامل وأخرى شارفت على ذلك، لكن الأهم من هذا يكمن بوجود دور سكنية مفخخة تهدد حياة السكان، بعد أن تسببت بمقتل وإصابة العديد من المواطنين وعناصر الأجهزة الأمنية، التي لم تتمكن من تفكيكها بعد.
قائممقام قضاء راوه، حسين علي، أوضح في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "عند تحرير القضاء من تنظيم داعش قبل قرابة الأربعة أعوام، كان هناك 143 منزل مفخخ، لكن تمكنت الهندسة العسكرية التابعة لقوات الجيش العراقي من تفكيك أغلبها، وبعضها لم تتمكن الأجهزة الأمنية من معالجتها، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد المواطنين وأفراد أجهزة الأمن عند محاولتهم إبطال مفعول هذه العبوات".
وأشار علي، إلى أن "منذ تحرير القضاء لغاية الآن، انفجرت خمسة منازل، بعضها على مواطنين وأخرى على الأجهزة الأمنية، مما أدى إلى مقتل 16 شخصاً، غالبيتهم أطفال، فضلا عن إعاقة أربعة مواطنين، واستشهاد أربعة ضباط من الهندسة العسكرية، عند محاولتهم تفكيك العبوات داخل المنازل".
وأشار علي إلى أن، "منطقة محيط راوه، التي تعد منطقة شبه صحراوية، أيضا مفخخة بالكامل، وتشكل خطرا كبيرا على حياة السكان، كونها محيطة بالقضاء ولا تبعد كثيرا عن مراكز المدن".
وتابع أن "تواصلا تم مع دائرة شؤون الألغام في إقليم كوردستان، وايضا تم التواصل مع منظمات عالمية ومحلية، لأجل المساعدة بتفكيك هذه المنازل، وتمت الاستجابة فعلا، لكن التنظيم فخخ هذه المنازل بشكل متطور ومعقد، ولم تتمكن من تفكيك أي منزل من أصل 43".
واستطرد علي قائلا، إن "حكومة المحافظة بذلت جهدا كبيرا لأجل تفكيك هذه المنازل، لكن الأمر لم يقف عن التخصيص المالي، بل إنها مسألة تقنية، وحتى أن شركات بريطانية ومن ضمنها شركة (Halo Trust) المختصة بهذا الشأن، قدمت لأجل المساعدة بتفكيكها، فضلا على منظمات أميركية ونرويجية وحتى صينية، لكن لم تتمكن من تقديم شيء، بسبب تطورها".
وأكد أن "عدم التمكن من رفع الألغام من هذه المنازل لا يشكل خطرا على حياة المواطنين والأجهزة الأمنية فحسب، بل إنه وقف عائقا كبيرا أمام عودة النازحين، إذ أنهم يرفضون العودة إذا ما تم إزالة مخلفات داعش من مناطقهم بالكامل".
وناشد علي، الحكومة المركزية والمنظمات الدولية بالتدخل السريع، كون حياة سكان راوه بخطر، مبينا أن "كل يوم يمر عليها وهي بهذا الوضع المزري، يزداد الأمر خطورة".