هوشيار زيباري: ما جرى في سوريا "ليس سوى البداية"

شفق نيوز/ على منصة مضاءة بضوء خافت في قاعة المؤتمرات بالجامعة الامريكية في السليمانية، ارتفعت لهجة التفاؤل الكوردي مع تكرار هوشيار زيباري، الوزير العراقي الأسبق وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، قوله إن ما جرى في سوريا "ليس سوى البداية".
لكن الرسالة الأوضح في اليوم الثاني من "الملتقى التاسع" من منتدى السليمانية بمشاركة قادة ومسؤولين محليين ودوليين جاءت من مسؤولين كورد وساسة غربيين يرون أنّ لحظة ما بعد الحرب قد بدأت بالفعل، وأنّ الكورد يعتزمون حجز مقعد دائم على طاولة صنع القرار في دمشق.
وفي الجلسة الرئيسية التي ناقشت "سوريا الجديدة ومصير روج آفا"، وحضرتها وكالة شفق نيوز، جلس زيباري إلى جانب إلهام أحمد، رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والدبلوماسي الأميركي المخضرم بيتر غالبرايث، ليرسم الثلاثة خريطة طريق غامضة لكنها طموحة لمستقبل بلد مزقته أربعة عشر عاماً من الصراع.
"خطوة أولى لكنها حاسمة"
هكذا وصف زيباري الاتفاق المكوّن من ثماني نقاط الذي وقّعه، يوم الاثنين 10 آذار/مارس، كلٌّ من مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، وأحمد شرع، رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية، يدعمهما في ذلك عرّابون دوليون الولايات المتحدة وفرنسا على وجه الخصوص، يرون في الاتفاق مساراً لإدماج الكورد في ترتيبات الحكم المقبلة بعد أفول نجم الرئيس بشار الأسد.
قال زيباري إن تراجع قبضة الأسد "زلزال سياسي" وقع في 8 شباط/فبراير من العام الماضي ولا يزال يترك صداه عبر الحدود، مضيفاً أن النظام الجديد ينبغي "توسيع خطواته" بعد نصف قرن من "الهيمنة والقمع".
في روج آفا، المنطقة ذات الحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع على الحدود التركية، تُعد كلمات زيباري تأكيداً على أنّ التجربة الكوردية في العراق التي تحوّلت من نزاع مسلّح إلى كيان فدرالي معترف به يمكن أن تلهم مشروعاً مشابهاً وإن كان مختلفاً في شمال سوريا. "لا نفرض نموذجنا"، قال زيباري، "لكن توحُّد الكورد مفتاح كل شيء".
تدقيق على التنفيذ
إلهام أحمد، احتفت بالاتفاق قائلة إنّه "أنهى سلسلة الاتهامات" التي لاحقت الكورد في سوريا.
لكنها بدت حذرة أيضاً. فالمرحلة الحاسمة، في رأيها، تبدأ الآن مع لجان فنية تبحث آليات تنفيذ الاتفاق، من أحياء الأشرفية والشيخ مقصود في حلب إلى سد تشرين الاستراتيجي شرقاً.
وعن الاستفادة من تجربة إقليم كوردستان، قالت: "ننظر إلى إقليم كوردستان كخبرة مهمة، لكن في سياق وظروف وتاريخ مختلف، واقع كورد روج آفا، بل والنسيج الاجتماعي في سوريا بأكمله، يختلف عن العراق، كما ندرس أيضاً تجارب دول أخرى مشابهة يمكن أن نستفيد منها".