نيجيرفان بارزاني: عملية السلام في تركيا فرصة تاريخية لترسيخ الأمن بالمنطقة

نيجيرفان بارزاني: عملية السلام في تركيا فرصة تاريخية لترسيخ الأمن بالمنطقة
2025-04-16 08:21

شفق نيوز/ جدد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، يوم الأربعاء، دعم الاقليم لعملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني، واصفا اياها بأنها "فرصة تاريخية" لاستتباب الأمن في المنطقة.

وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة ألقاها خلال ملتقى السليمانية بنسخته التاسعة ، ان "العالم حالياً تحديات مشتركة، خاصة في مجال التغير المناخي الذي يمثل خطراً على الأمن الغذائي، وهناك أيضاً الهجرة والإرهاب والعديد من المخاطر الأخرى التي تهدد حاضر ومستقبل العالم والبشرية".

وأضاف أن "هذه التأثيرات تتراءى لنا بوضوح في العديد من مناطق العراق، حيث اضطر الآلاف إلى تغيير أماكن إقامتهم نتيجة شحة المياه".

وقال ايضا "إننا في إقليم كوردستان نؤمن بأهمية التعاون والعمل المشترك والتنسيق الدولي لمواجهة هذه التحديات، ونعتقد أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته المشتركة تجاه القضايا العالمية التي تهم البشرية جمعاء".

وتابع رئيس اقليم كوردستان القول إنه "في خضم كل هذه التحديات كلها، يسرنا أن نلمس تطورات إيجابية في المنطقة تهدف إلى تحقيق السلام"، مردفا بالقول ان "ما شهدته تركيا مؤخراً من سعي باتجاه تحقيق السلام هو عملية وفرصة تاريخية، ونحن نؤكد ترحيبنا به ودعمنا لإنجاحه بكل الطرق".

واشار الى أن، هذه فرصة لتعزيز الاستقرار في المنطقة وفتح صفحة جديدة من التعاون البناء الذي سيعود بالنفع والفائدة على المنطقة برمتها.

ومضى نيجيرفان بارزاني بالقول إن: السلام قوة، والسعي للسلام هو نهج المؤمنين والأقوياء. ليس في السلام هزيمة لأحد، بل يكون الجميع فيه منتصرين وتزدهر بلدان المنطقة في ظله. فقوة السلام أشد من قوة كل الحروب.

كما أكد أن، الكورد وشعب كوردستان بشكل عام محبون للسلام، وكلما كان هناك بصيص أمل للسلام في أي وقت وأي مكان، رحب به شعب كوردستان دائماً بأمل. على كل فرد ومنظمة سياسية في كوردستان أن يؤمن بهذا النهج وبهذه الإرادة لدى شعب كوردستان.

وتابع رئيس اقليم كوردستان قائلا، إن اتفاق جميع الأحزاب والأطراف الكوردستانية على المطلب السلمي لحل القضية الكوردية في سوريا مبعث سرور، وقد اتخذوا خطوات جيدة في هذا الاتجاه من خلال توحيد مطالبهم، معربا عن أمله، بأن "يتمكنوا، مع الحكومة السورية، من بناء سوريا ديمقراطية تضمن حقوق جميع القوميات والمكونات لتصبح مصدراً للاستقرار في المنطقة.

وشدد على أنه "يجب أن تكون الحكومة السورية معبرة عن جميع مكونات البلاد بدون تمييز، وأن تضمن مشاركة وحقوق الجميع فيها".

وقال نيجيرفان بارزاني إن "إقليم كوردستان أثبت باستمرار أنه عامل أمان واستقرار، ويستطيع أن يؤدي دوراً إيجابياً ومهماً في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة، مؤكدا التزام الاقليم بمواصلة هذا الدور، من خلال تعزيز علاقاته مع الدول المجاورة والمجتمع الدولي، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

ومضى بالقول "نحن مؤمنون تمام الإيمان بالتكامل بين إقليم كوردستان والعراق ودول المنطقة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في جميع المجالات. فالتعاون والعمل المشترك بين إقليم كوردستان والعراق، وبينهما وبين دول الجوار والمنطقة من أجل حل المشاكل وتحقيق السلام من خلال الدبلوماسية والحوار، ينتج فرصاً كبيرة أمام شعوب ودول المنطقة لضمان حاضر ومستقبل أفضل.

ونبه رئيس الاقليم الى ان "تطور إقليم كوردستان كجزء من العراق مرتبط باستقرار العراق، وتقدم إقليم كوردستان قوة كبيرة للعراق"

وخلص بالقول إن "السنوات المائة الأخيرة اثبتت بجلاء أن تجاهل وإنكار حقوق الكورد وشعب كوردستان لم ولن يؤدي إلا إلى الحرب والفوضى والدمار والمعاناة والتخلف للمنطقة وشعوبها".

وذكّر بأنه "قدم لنا الماضي درساً وعبرة تاريخية، ولكن الثمن كان باهظاً، ومفاد هذا الدرس هو أن المحاولات العبثية لمحو شعب في منطقة الشرق الأوسط، تعداده عشرات الملايين، يعيش في وطنه وعلى أرضه الأصلية، لن تجلب أبداً الأمان والاستقرار للمنطقة، بل على العكس، ستبقي المنطقة دائماً في مواجهة مصير واحتمالات مخيفة.

ونوه نيجيرفان بارزاني، الى أنه "بعد هذا الماضي المرير، نعتقد أن الوقت قد حان للالتفات بجدية إلى هذه القضية"، مشددا على أنه "علينا جميعاً في هذه المنطقة، أن نضع يد الصداقة في يد بعضنا البعض ونحقق معاً بروح التعايش والوئام وقبول الآخر والتعاون المشترك والتعايش السلمي والطوعي، سلاماً دائماً، سلاماً يضمن مستقبلاً مشرقاً للجيل الحاضر ولأجيال المستقبل لجميع شعوب المنطقة، مستقبلاً تكون فيه هذه المنطقة مركزاً مهماً للعالم والبشرية.

وأكمل قائلا إن "الفرصة مواتية والظروف ملائمة في جميع البلدان التي يعيش فيها الكورد والقوميات الأخرى معاً، وتربطهم علاقات تاريخية وقديمة تمتد لآلاف السنين، لكي يتم حل المشاكل في كل بلد، وفقاً لوضعه وطبيعته وخصوصيته، وضمن حدوده، ومن خلال الحوار والتفاهم والطرق السلمية، فتتحقق الطمأنينة والأمان والاستقرار الدائم، ولكي يمضي الجميع معاً نحو مستقبل آمن وخالٍ من المخاوف".

وأكد رئيس اقليم كوردستان، أن "الكورد من الشعوب الأصيلة والكبيرة في المنطقة، والسلام سيعزز كثيراً دور الكورد في تقدم المنطقة، وبالتالي ستتمتع دول المنطقة بقوة أكبر بكثير".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon