موظفو كوردستان يحيون عيد الأضحى بلا رواتب وسط "صمت" حكومي (صور)

موظفو كوردستان يحيون عيد الأضحى بلا رواتب وسط "صمت" حكومي (صور)
2025-06-06 11:06

شفق نيوز/ جاء عيد الأضحى، وموظفي إقليم كوردستان بلا رواتب، هذا هو الحال في الإقليم، بمشهد يتكرر منذ سنوات، ويعكس أزمة اقتصادية وإدارية عميقة، تراها واضحة على وجوه الموظفين وعائلاتهم.

وعلى الرغم من التصريحات السياسية التي وُجهت بهذه المناسبة، فإن الحكومة الاتحادية لم تتخذ أي خطوات فعلية لمعالجة مشكلة الرواتب أو إيجاد بدائل تضمن استمرار دفعها، مما أدى إلى موجة استياء شعبية واسعة.

ويقول مراسل وكالة شفق نيوز إن موظفي إقليم كوردستان، احتفلوا اليوم الجمعة، بأول أيام عيد الأضحى، وسط أوضاع اقتصادية خانقة، وغياب تام للرواتب، التي لم تُصرف لهم في ظل استمرار الخلافات بين حكومتي الإقليم والحكومة الاتحادية.

وتزامنت هذه المناسبة مع تصاعد أصوات الخطباء والقادة السياسيين محذرين من تداعيات استمرار هذا الظلم على حياة المواطنين ومعيشتهم.

يُذكر أن أزمة الرواتب في إقليم كوردستان تعود إلى شهر حزيران/ يونيو عام 2014، إذ بدأت عمليات صرف الرواتب بشكل غير منتظم وبآليات اقتطاع كبيرة، مما أثر بشكل مباشر على حياة الموظفين وأوضاعهم المعيشية، في وقتٍ يشهد فيه السوق ارتفاعاً مستمراً في الأسعار رغم انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الدينار.

وفي خطب عيد الأضحى لهذا اليوم، أكد عدد من خطباء المساجد في الإقليم، في خطبهم والتي حضر بعضها مراسل وكالة شفق نيوز، أنه "إذا قمنا بزيارة أحد المنازل خلال العيد ولم نجدهم قد استعدوا كما ينبغي، فعلينا أن نلتمس لهم العذر، لأن الظلم المسلط عليهم كبير ولا يمكن تجاهله".

من جانبه، عبّر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كوردستان، پشتیوان صادق، خلال تصريح للصحفيين تابعته وكالة شفق نيوز، عن قلقه البالغ إزاء قرار الحكومة الاتحادية بوقف صرف الرواتب خلال العيد، قائلاً: "نحن قلقون جداً من أن الحكومة الاتحادية قطعت الرواتب في مناسبة دينية كبرى، وهو قرار غير دستوري وغير قانوني. لا أعتقد أن هناك حكومة في العالم تفعل ذلك في مناسبة كهذه".

وأضاف: "هذا القرار من الناحية الدينية والإنسانية يُعد تجاوزاً خطيراً، ولم نشهد مثله في أي بلد آخر. نأمل من القيادة السياسية في الإقليم أن تتحرك عملياً بعد العيد لمعالجة هذه الأزمة جذرياً".

وفي السياق ذاته، وصف الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مسعود بارزاني، قرار قطع الرواتب بأنه "ظالم وغير شرعي"، مؤكداً أن "السياسة الممنهجة لتجويع شعب كوردستان لا تختلف كثيراً عن حملات الأنفال والقصف الكيمياوي والإبادة الجماعية التي نفذها النظام السابق".

وقال بارزاني: "إرادة شعب كوردستان أقوى من كل ظلم وإبادة، وعلى من يعادون شعب الإقليم أن يعوا أن التاريخ لن يرحمهم. لقد أثبت شعب كردستان صموده أمام كل الضغوط والانتهاكات، وخرج منتصراً دائماً".

وفي السياق نفسه، أبدى رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني، قلقه من أن "يمرّ العيد دون أن يتسلم الموظفون رواتبهم"، معتبراً ذلك "ظلماً كبيراً يُمارس بحقهم وحرماناً من أحد أبسط حقوقهم الأساسية".

وختم طالباني برسالة طمأنة، قائلاً: "كونوا على ثقة أننا، بعد العيد، سنصعّد جهودنا حتى إزالة كل العقبات، وسنسعى بكل السبل إلى إيجاد مخرج لحل هذه الأزمة الكبرى".

ووسط صمت حكومي وغياب أي حل واقعي من قبل بغداد، تتعمق أزمة الرواتب في إقليم كوردستان لتتحول من خلاف سياسي إلى كارثة إنسانية. وبينما ينتظر الموظفون بصيص أمل بعد العيد، تبقى التساؤلات قائمة حول مصير حقوقهم، وما إذا كانت الأعياد القادمة ستمرّ عليهم بفرح حقيقي أم بألم متجدد.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon