قيادية في "الاتحاد الديمقراطي": "الوطني الكوردي" يريد التقاسم في كل شيء وعليه أن يعيد النظر بمطالبه
شفق نيوز/ قالت القيادية البارزة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، فوزة يوسف، إن المجلس الوطني الكوردي يريد أن يتقاسم مع أحزاب الوحدة الوطنية الكوردية، كل شيء بالنصف، داعيةً إياه إلى عادة النظر في مطالبه من أجل استئناف المفاوضات بين الطرفين وتوحيد الصف الكوردي.
وسبق أن تم الإعلان عن تشكيل إطار كوردي جديد يحمل اسم "أحزاب الوحدة الوطنية الكوردية" وتضم كل من حزب الاتحاد الديمقراطي pyd ومجلس سوريا الديمقراطية وأحزاب ومنظمات أخرى، في أيار الماضي، بغية التفاوض مع المجلس الوطني الكوردي في سوريا.
وأضافت فوزة يوسف عضو في "الوحدة الوطنية الكوردية"، في تصريحات لوكالة شفق نيوز، أنهم توصلوا خلال المرحلة الماضية إلى خطوات إيجابية مع المجلس الوطني الكوردي، حيث تفاهموا على الرؤية السياسية المشتركة لكيفية حل القضية الكوردية في سوريا، كما تم التوافق بين الطرفين على تشكيل مرجعية كوردية، إلا أن ذلك لا يعني أنهم توصلوا إلى "اتفاق نهائي".
وأوضحت "يوسف" أن هناك نقاط ما زالت تنتظر التفاهم عليه وهو كيفية مشاركة المجلس الوطني في الإدارة الذاتية الديمقراطية في روجافا كوردستان (غرب كوردستان) مشيرة أنهم تأخروا بذلك لأن رؤية أحزاب "الوحدة الوطنية" مختلفة ولديها وجهات نظر لا تتطابق في الكثير من الأمور لذلك فهي حاجة للوقت من أجل تجاوز نقاط الخلاف هذه.
وعن نقاط الخلاف الرئيسية بين أحزاب "الوحدة الوطنية" والمجلس الوطني الكوردي، أفادت "يوسف" أن الأخير (الوطني الكوردي)، يريد أن يتقاسم كل شيء بالنصف وهذا أمر لا يمكن قبوله من قبل الأطراف المشاركة في الإدارة الذاتية، لأن هناك أحزاب كوردية تشارك في الإدارة الذاتية ولكنها غير مشاركة في الحوار الكوردي – الكوردي".
وأردفت، لا يمكن وضع تلك الأحزاب جانباً، بالإضافة إلى أنه هناك مكونات أخرى من عرب وسريان، لذلك لا يمكن أن يتم إحداث أي تغيير دون إرادتهم.
ولفتت أن "الوطني الكوردي"، "يريد فرض نموذج تجربة إقليم كوردستان مثلما تم تقاسم الحكومة في الإقليم في التسعينات ما بين حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وبين حزب الديمقراطي الكوردستاني، في حين أن الظروف السياسية والديمغرافية في روجافا كوردستان مختلفة تماما".
وذكرت "يوسف"، أنه لا يمكن نسخ نموذج إقليم كوردستان وتطبيقه في روجافا، مشيرةً أن هدف الحوار بين أحزاب “الوحدة الوطنية" و"الوطني الكوردي" يجب أن يكون لوحدة الصف الكوردي، "في حين إثارة موضوع المناصفة بنسبة50 بالمئة في كل شيء يعني وضع العربة أمام الحصان".
وعن السؤال فيما إذا كان تغير الراعي الأمريكي سبباً في تأخير المباحثات بين أحزاب "الوحدة الوطنية" والمجلس الوطني الكوردي، أوضحت "يوسف"، أن ذلك صحيح لكنه ليس السبب الوحيد، مبينةً أنهم لم يتلقوا حتى الآن أي اتصال من المسؤولين الأمريكيين لتحديد موعد من أجل استكمال المفاوضات.
ودعت "يوسف"، "الوطني الكوردي"، إلى إعادة النظر بمطالبه "لأننا ككورد بحاجة إلى وحدة صفنا لكي نحمي مناطقنا من التهديدات، هذه هي الأولوية الأساسية، الأمور الأخرى كلها يمكن حلها بسهولة، إذا ما جرت الانتخابات سيحصل كل حزب على المقاعد حسب قوته الجماهيرية. في حين إذا تم الاستمرار في فرض هذه المطاليب المنافية لمبادئ الديمقراطية هذا سيضيع منا الوقت وهو ما يجب أن نتجنبه".
وسبق أن صرّحت "يوسف" لوسائل إعلام، أن أحزاب "الوحدة الوطنية" والمجلس الوطني الكوردي قد أحرزوا تقدماً ملحوظاً في المباحثات الداخلية الكوردية خلال العام الأخير منذ بدء هذه المباحثات، إلا أن "المباحثات توقفت مؤخراً ووصلت إلى طريق مسدود".
ورداَ على ذلك التصريح قال عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكوردي، سليمان أوسو لوكالة شفق نيوز إن "المجلس لا يرى بأن المفاوضات وصلت لطريق مسدود، ولقد وصلنا لمرحلة متقدمة، وهناك استحقاقات يُطلب من PYD تنفيذها"، مضيفاً أن المفاوضات يجب أن تكون خالية من التدخلات الكوردستانية الخارجية (في إشارة لحزب العمال الكوردستاني).
بدورها ردت "يوسف" على "أوسو"، في تصريح لوكالة شفق نيوز، قائلةً: "إنه إذا كانت المفاوضات لم تصل إلى طريق المسدود، لماذا إذاً لم ننجز ما كان يجب إنجازه في الفترة الماضية؟!".
وتابعت "يوسف" أنه يتوجب العمل بين أحزاب "الوحدة الوطنية" و "الوطني الكوردي"، "من أجل تحقيق تطور ملحوظ، لأن الوضع السوري حساس ومازال هناك اقصاء للكورد ومن أجل ألا نعيش ما عشناه في القرن الماضي علينا أن نقترب بمسؤولية من روح المرحلة التي نحن بصددها. إذا لم نفرض إرادتنا ككورد على الحل السوري فإننا سنخسر قضيتنا ولن يبقى شيئاً نتقاسمه في ذلك الوقت لأننا سنخسر كل شيء".
وحول قول "أوسو" أن المفاوضات يجب أن تكون خالية من التدخلات الكوردستانية الخارجية، اعتبرت "يوسف"، أن "حزب العمال الكوردستاني من أكثر القوى الكوردستانية الذين يشجعون وحدة الصف الكوردي في روجافا كوردستان وهم كانوا ضامني اتفاقية دهوك التي تم بناء الحوار الحالي عليه".
واستطردت، "باعتقادي أن على المجلس الوطني الكوردي أن يكون محايدا في مقاربته للقوى الكوردستانية وألا يصبح طرفا في الصراع بين الأحزاب الكوردية، إننا إذا كنّا نريد الوحدة يجب ألا نستهدف الأحزاب الكوردية الأخرى، بالعكس يجب أن نخفف من الاحتقان. هذه السياسات لا تخدم مصالح شعبنا ولا تعزز الثقة بل تخدم اعدائنا الذين يريدوا ان نتقاتل فيما بيننا لكي يتمكنوا من السيطرة علينا".
وكان قد بدأ المجلس الوطني الكوردي (يضم 15 حزبا) وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية مفاوضات برعاية أمريكية في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، وبإشراف قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي مطلع نيسان/أبريل الماضي، بهدف توحيد صفوف الكورد في سوريا ومشاركة المجلس الكوردي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.