رغم إعلان حله.. توثيق 8 استهدافات تركية على مواقع "عُمّالية" بدهوك

شفق نيوز/ أعلنت منظمة "سي بي تي" الأمريكية، يوم الخميس، أن القوات التركية نفذت ثماني عمليات قصف استهدفت مناطق مختلفة من قضاء العمادية الواقع شمال محافظة دهوك، وذلك بعد إعلان حزب العمال الكوردستاني عن حل الحزب رسمياً والتخلي عن العمل المسلح في ختام مؤتمره الثاني عشر.
وقال كاميران عثمان العضو في المنظمة لوكالة شفق نيوز، إن "قرى ومناطق تقع ضمن سفوح جبلي متين وكارة، تعرضت لقصف مدفعي وغارات شنتها طائرات مسيرة تركية"، موضحاً أن "هذه العمليات العسكرية جاءت رغم إعلان الحزب إنهاء نشاطه المسلح".
وأضاف عثمان، أن "الطائرات المسيرة التركية لا تزال تحلق بشكل مكثف فوق أجواء عدد من مناطق إقليم كوردستان لا سيما فوق جبال قنديل وخواكورك المعروفة بتواجد مواقع عناصر الحزب فيها".
واليوم الخميس، كشف محافظ دهوك علي تتر، أن نحو ثلث قرى المحافظة باتت مدمرة وخالية من سكانها جراء الصراع المسلح بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي، مؤكداً أن دهوك أشد المناطق تضرراً في إقليم كوردستان من هذا الصراع.
وأضاف تتر خلال مؤتمر صحفي حضره مراسل وكالة شفق نيوز، إن "السبب الرئيس وراء عدم عودة سكان هذه القرى إلى مناطقهم يعود للسياسات التي ينتهجها حزب العمال الكوردستاني"، مؤكداً أن "هناك مواطنين لم تطأ أقدامهم أراضي قراهم منذ أكثر من 38 عاماً بسبب استمرار التوترات الأمنية والانتشار المسلح في المناطق الحدودية".
ودعا المحافظ مسلحي الحزب إلى إخلاء القرى والجبال التي يتمركزون فيها ليتسنى للأهالي العودة إلى بيوتهم ومزارعهم واستئناف حياتهم الطبيعية، معتبراً أن هذا الأمر يمثل "أولوية إنسانية وتنموية في آن واحد".
ورحب تتر بأي خطوات نحو التهدئة ووقف إطلاق النار، مؤكداً دعم إدارة محافظة دهوك لجهود السلام بين أنقرة وحزب العمال الكوردستاني، داعياً إلى إكمال العملية السلمية بما يضمن استقرار المنطقة وعودة الحياة الطبيعية إلى القرى الحدودية.
وكشف أن حكومة إقليم كوردستان قد "باشرت فعلياً في تنفيذ بعض مشاريع إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من بينها تعبيد طريق وادي بالند الواصل إلى منطقة نيروه وريكان، إلى جانب استكمال هذه المشاريع في مناطق أخرى مثل القرى الواقعة على سفوح جبلي كارة ومتين"، مستدركاً "لكن مناطق دوسكي زوري، وريكان ما يزال إعادة إعمارها مرهوناً بالتقدم في العملية السلمية بين الجانبين".
من جهته، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع التركية، يوم الخميس، أن الجيش "سيواصل العمل في المناطق التي استخدمها حزب العمال الكوردستاني"، مبيناً أن مؤسسات الدولة المعنية ستنسق مع نظيراتها في دول المنطقة لإنشاء آلية منسقة لتسليم أسلحة الحزب.
وجاءت تصريحاته بعد ثلاثة أيام من إعلان حزب العمال الكوردستاني حل نفسه وإنهاء تمرده الذي استمر أربعة عقود وأودى بأكثر من 40 ألف شخص.
وبحسب مصدر في الوزارة، "لم يتغير شيء" بالنسبة للقوات التركية عقب الإعلان عن حل الحزب.
وأضاف المصدر "مع أن حزب العمال قرر حل نفسها، إلا أننا بحاجة إلى توخي الحذر (من الاستفزازات)... ممن هم داخل حزب العمال الكوردستاني غير الراضين عن القرار".
وقال "إذا تم تطبيق قرار تنفيذ حل بشكل ملموس، سنعاود أنشطة التطهير من دون القيام بعملية".
وأضاف أن "جهاز الاستخبارات التركي إم آي تي سيُنشئ آلية "لمراقبة نزع السلاح" بالتنسيق مع قوات الأمن في العراق وسوريا، مبينا "لا يُمكن للقوات المسلحة التركية تنفيذ هذه المهمة لأنها في دول أخرى".
وتابع "سنُقدّم الدعم عند الحاجة، فلدينا قواعد هناك، سيتواصل وجودنا (في العراق وسوريا) حتى نتأكد من الأمن".
بدوره، قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن عملية حل الحزب ستخضع لمراقبة ميدانية دقيقة من قبل مؤسسات الدولة. وأضاف أن التنفيذ العملي والكامل لقرار حزب العمال الكوردستاني سيكون نقطة تحول.
وأعلن حزب العمال الكوردستاني، الاثنين الماضي 12 من شهر أيار/مايو الجاري، حل نفسه وانتهاء أكثر من أربعة عقود من القتال مع الدولة التركية. ويأتي الإعلان تلبية لدعوة أطلقها مؤسس الحزب عبدالله أوجلان، المسجون في سجن جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول منذ 1999، حثّ من خلالها في فبراير/شباط مقاتليه على نزع السلاح وحل الحزب.