"رعب داعش والإهمال" الأمني يسلب عشرات القرى الكوردية في خانقين
شفق نيوز/ شكا مواطنون كورد نازحون من خانقين إلى إقليم كوردستان، يوم السبت، من سلب اراضيهم نتيجة سيطرة داعش على قراهم، إضافة الى "الإهمال" الأمني.
ابو محمد الدلوي (54عاما) احد سكان اطراف خانقين اكد لوكالة شفق نيوز، ان "24 قرية كوردية في اطراف خانقين مهجورة وخالية من السكان ونزحت الى كوردستان ومناطق خانقين وتم الاستيلاء على غالبية الاراضي الزراعية وسط صمت وتفرج السلطات المعنية".
واستبعد الدلوي اي "رغبات او مساع لعودة السكان الى مناطقهم في ظل الظروف الحالية ومخاوف الرعب من هجمات داعش الليلية والمباغتة والمتوقعة في اي لحظة"، مشيرا الى ان "قرى الكورد من خانقين شبه خالية من السكان خلال السنوات الاربع او الخمس الاخيرة".
ويشاطر محمد مسلم (43 عاما) ما أفاد به الدلوي ويؤكد ان "استحالة عودة الكورد الى قراهم بسبب انعدام الثقة السائدة قبل أحداث أكتوبر 2017"، مؤكدا ان "القرى النازحة كانت بعيدة عن متناول و وطأة الارهاب قبيل احداث أكتوبر 2017".
ودعا مسلم في حديثه لوكالة شفق نيوز ,الى "وقف عمليات "الاستيلاء الانتقامي" على اراضي وممتلكات الكورد دون اي مسوغ قانوني او شرعي وحتى انساني"، منتقدا "اهمال مطالب السكان بتأمين العودة واعادة الاراضي المسلوبة التي تعد مدعاة لمشاكل قومية وخيمة عاجلا ام اجلا".
من جانبها اكدت رواء سمير مديرة مكتب خانقين لدائرة المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم انه "وبحسب البيانات الرسمية فان 23 الى 24 قرية كوردية نزحت من خانقين نحو كوردستان وكلار ومناطق في خانقين هربا من الهجمات الارهابية والاهمال الامني".
وبينت سمير في حديثها لوكالة شفق نيوز، ان "15 الف نسمة موزعين في 4280 اسرة كوردية نزحوا من مناطقهم الى بحثا عن الأمن وحفاظا على أرواحهم من هجمات وتهديدات داعش الارهابي"، مشيرة الى ان "غالبية أراضي وبساتين القرى النازحة تم الاستيلاء عليها رغم امتلاك اصحابها الكورد عقود زراعية منذ عام 1975".
ورهنت سمير، "انهاء معاناة القرى النازحة وعودتهم بتوفير الامن وابعاد هاجس الخوف والهجمات الارهابية الليلية الا ان بوادر الحلول لازالت غائبة وبعيدة حتى الان".
وشهد قضاء خانقين، (105 كم شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى) خلال الاعوام الاخيرة ، ارتفاعاً واضحاً في معدلات الخروقات الامنية، والتي أصبحت بشكل شبه يومي بعد انسحاب قوات البيشمركة العام 2017، والتي كانت منتشرة في المنطقة وتسيطر عليها امنياً، قبل انسحابها بعد أحداث استفتاء كوردستان".
وتسبب انسحاب البيشمركة من خانقين ومحيطها العام 2017 بفراغ أمني شاسع وتصاعد الهجمات وانحدار بالوضع الأمني بشكل غير مسبوق، فيما اكدت احصائيات امنية تحول 84 قرية في محيط خانقين الى مناطق ضائعة امنيا وعرضة لتسلل وتنقل العناصر الارهابية القادمة من تلال حمرين ومحافظات كركوك وصلاح الدين.