رئيس إقليم كوردستان: سنبذل كل جهد وسنواصل العمل لجعل سنجار محافظة
شفق نيوز/ أكد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني يوم السبت مواصلته الجهود والعمل من اجل تحويل قضاء سنجار الى محافظة، مجددا دعوته لإعادة إعمار المناطق الايزيدية لكي يتسنى للنازحين من أبناء الطائفة العودة الى ديارهم مرة أخرى.
وجرت ظهر اليوم، في قرية "كوجو" التابعة لقضاء سنجار، مراسم دفن رفات 104 من ضحايا تنظيم داعش من الإيزيديين، بحضور عدد غفير من ذوي الضحايا والمسؤولين في حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية.
وألقيت في المراسم كلمة الرئيس نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، ألقاها مستشاره نوزاد هادي قائلا "إن إعادة رفات أخواتنا وإخواننا الكرام هؤلاء إلى ديارهم، هي فتح لصفحة أخرى حزينة من التاريخ المليء بالآلام والأوجاع لأخواتنا وإخواننا الإيزيديين الذين واجهوا في سبيل الدفاع وحماية أنفسهم ودينهم ولغتهم ولعشرات المرات من الفرمانات المتتالية وحملات الإبادة الجماعية المماثلة لهذه".
واضاف ان "المجتمع الإيزيدي، أنموذج للمجتمع المعتدل المتسامح المحب للحياة والإنساني المسالم ذي القيم الجميلة والرفيعة، الذي يريد العيش مع الجميع، مع كل المكونات والتنوع، في أمان وسلام. لا يشغلهم غير العيش وإدارة شؤونهم الحياتية. وقدموا على مر التاريخ تضحيات جسيمة، وضحوا بالأرواح والأموال، لكي يتمكنوا من الحفاظ على معتقدهم وإيمانهم بالله وعلى الإيزيدية ودينهم. لم يكونوا قط مصدر مشاكل أو قلق لجيرانهم ولمن حولهم، بل على العكس كانوا دائماً عامل أمان ووئام وأنموذجاً للتعايش".
واردف المستشار بالقول ان "الإبادة الجماعية التي ارتكبها إرهابيو داعش بحق الإيزيديين، لم تكن مجرد محاولة رجعية لضرب أقدم أديان المنطقة والإنسانية، بل محاولة عقيمة بائسة لضرب المفاهيم والقيم العليا لشعب كوردستان المتمثلة في التسامح والتعاضد والتعايش والإنسانية وحب الحياة التي هي السمات البارزة والمشهودة للمجتمع الإيزيدي".
واشار الى انه "صحيح أن الإرهابيين وجهوا ضربة لهذه المفاهيم والقيم وحاولوا محوها، لكن لا شك أن شعبنا وأخواتنا وإخواننا الإيزيديين بصورة خاصة، أسمى بكثير من تلك المحاولات ولم يستطع عدو على مر التاريخ، ولن يستطيع التقليل ولو قليلاً من رغبتنا وإرادتنا للحياة، وحبنا للإنسانية وللتعايش وقبول الآخر والتسامح. وكما جرى دائماً، ستواسي مكونات البلد القومية والدينية كافة بعضها البعض وتخفف عن بعضها البعض آلامها ومعاناتها، وسنواجه معاً الصعوبات، ونضمد جراحنا معاً".
وشدد المستشار على "التعايش والتكاتف وقبول الآخر"، قائلا "نطمئن الإيزيديين إلى أننا سنسعى كل سعي وسنستمر مع كل الأطراف المعنية العراقية والدولية لتكون الإيزيدية محمية دائماً، وأن يكون الإيزيديون وجميع المكونات وكل شعب كوردستان مطمئنين إلى حاضرهم ومستقبلهم، وأن يعاد إعمار منطقة الإيزيديين وتعاد إليها الحياة والخدمات والأمان، وأن يعودوا إلى ديارهم أعزة آمنين مطمئنين بدون خوف أو وجل".
وقال ايضا "سنبذل كل جهد وسنواصل العمل على جعل سنجار محافظة. سنعمل ونتعاون وننسق مع العراق والمجتمع الدولي كي لا يتعرض الإيزيديون وأي مكون آخر لفاجعة من هذا النوع. وندعو الحكومة الاتحادية العراقية إلى تعويض أخواتنا وإخواننا الإيزيديين، وأن ينال الإرهابيون ومرتكبو الإبادة الجماعية عقابهم القانوني".
وطالب مستشار رئيس الاقليم "بتنفيذ الاتفاق الأخير بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية لتطبيع أوضاع سنجار وأن تتخذ الحكومة الاتحادية خطوات جادة في هذا الاتجاه وبما يخدم أمن وأمان وإعادة إعمار المنطقة وعودة النازحين"، داعيا "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تقديم العون والمساعدة في هذا المجال".
وتابع بالقول انه "من أصل (6417) مختطف من الأخوات والإخوة الإيزيديين تم حتى الآن تحرير 3543 (3543) منهم ليبقى (2874). ونطمئنكم إلى أننا سنواصل جهودنا لتحرير ولكشف مصائر كل المختطفين ولن نستسلم أبداً".