بأول خطوة لإلقائها .. 30 مقاتلاً من حزب العمال يضرمون النار باسلحتهم قرب السليمانية (صور)

بأول خطوة لإلقائها .. 30 مقاتلاً من حزب العمال يضرمون النار باسلحتهم قرب السليمانية (صور)
2025-07-11 09:09

شفق نيوز - السليمانية / اربيل

أقدم عشرات المقاتلين من حزب العمال الكوردستاني ومن كلا الجنسين النساء والرجال، قبل ظهر اليوم الجمعة، على إضرام النيران بأسلحتهم في كهف "جاسنة" بين قضاء دوكان ومدينة السليمانية كخطوة اولية نحو نزع سلاح الحزب، وإنهاء العمليات العسكرية، والتوجه نحو العمل السياسي في تركيا.

ونقل مراسل وكالة شفق نيوز، عن "مولا نادر" عضو السلام لقضايا الشرق الأوسط وأحد الذين حضروا مراسم إلقاء السلاح في كهف "جاسنة"، إن 30 مقاتلا من الحزب تقريبا نصفهم رجال والنصف الآخر نساء قاموا بإضرام النيران والقاء اسلحتهم فيها أمام الحاضرين.

وعن مصير هؤلاء المقاتلين، ذكر نادر أنهم عادوا الى جبل "جاسنة"، لذا يتعين على الحكومة التركية أن تبادر باصدار عفو عام عنهم وتعيد دمجهم داخل المجتمع مرة اخرى ليمارسوا حياتهم بحرية تامة، وان تجري تعديلا للدستور في البلاد ليكون دستور "المواطنة".

وتابع القول ان الاسلحة التي تم إضرام النيران فيها هي الاسلحة التقليدية التي كان مقاتلو الحزب يحملونها والتي تنوعت بين خفيفة مثل: الكلاشينكوف، والقناصات، والمتوسطة مثل: الـ BKC، وبها تنتهي مراسم تسليم سلاح حزب العمال في مرحلتها الأولى.

وبهذا الصدد قال مراسلو شفق نيوز، إن من بين المقاتلين اربعة قياديين، بينما الباقون هم عناصر في الحزب.

وأضافوا أن القياديين الأربعة شغلوا مناصب مختلفة، من بينهم ثلاثة أعضاء في الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكوردستاني، بالإضافة إلى قائد آخر (من فرع بسيه هوزات).

وقال المراسلون أيضا، إن العناصر الذين سلموا أسلحتهم، فقد كانوا مناصفة بين: 15 امرأة، و15 رجلاً.

وانطلقت المراسم بحضور ممثلين عن حكومة إقليم كوردستان وعن حكومتي بغداد وأنقرة، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني والصحفيين.

بدورها قالت "مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي" وهو الفصيل الذي ألقى سلاحه اليوم في كهف "جاسنة"، في بيان "نحن، نساء ورجال مناضلو الحرية الذين انضموا إلى حزب العمال الكوردستاني في مراحل مختلفة، وحملوا السلاح، وقاتلوا في مناطق مختلفة لمواجهة الهجمات التي تهدف إلى إنكار الوجود الكوردي وتدميره، أتينا إلى هنا اليوم استجابةً للدعوة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في بيانه الذي يستند وصولنا أيضًا إلى نداء السلام والمجتمع الديمقراطي الذي أعلنه القائد وقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني كخطوة حسن نية وعزم على النجاح العملي لعملية السلام والمجتمع الديمقراطي".

وأضاف أنه "من الآن فصاعدًا سنواصل نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية والاشتراكية من خلال السياسة الديمقراطية والوسائل القانونية نُدمّر أسلحتنا أمامكم، بإرادتنا الحرة، تحقيقًا لأيديولوجيتنا، وعلى أساس سنّ قوانين التكامل الديمقراطي".

وأعربت المجموعة في بيانها، عن أملها بأن "تعود هذه الخطوة التي اتخذناها بالنفع على جميع أبناء شعبنا، وخاصة النساء والشباب، وشعوب تركيا والشرق الأوسط، والبشرية جمعاء، وأن تُحقق السلام والحرية".

وأكدت أنه "لم يكن هناك شيء سهل أو مجاني أو بدون نضال؛ بل على العكس، فقد تحقق كل شيء بدفع ثمن باهظ يوميًا وبالنضال بكل ما أوتينا من قوة. وبالطبع، سيستمر المستقبل بكفاح شاق. نحن نُدرك هذه الحقيقة جيدًا".

ووفقا للبيان، فإنه "في وقت يتزايد فيه القمع والاستغلال الفاشي عالميًا، وتتحول منطقتنا، الشرق الأوسط، إلى حمام دم. في هذه البيئة التي يحتاج فيها شعبنا إلى حياة حرة ومتساوية وديمقراطية بسلام أكثر من أي وقت مضى، نرى ونشعر بأهمية وصواب وإلحاح هذه الخطوة التاريخية التي اتخذناها.

وتابعت المجموعة "نأمل أن يرى الجميع - نساءً وشبابًا، عمالًا وكادحين، قوى اشتراكية وديمقراطية، جميع الشعوب، والإنسانية جمعاء - القيمة التاريخية لهذه الخطوة من أجل السلام والديمقراطية، وأن يفهموها، ويقدروها".

ودعا البيان، جميع القوى الإقليمية والعالمية المسؤولة عن معاناة شعبنا إلى احترام حقوقه الوطنية المشروعة والديمقراطية، ودعم عملية السلام والحل الديمقراطي.

كما دعا ختاما، "جميع القوى السياسية إلى أداء واجباتها التعليمية والتنظيمية والعملية بنجاح في جميع المجالات، والنهوض بالحياة الديمقراطية من خلال الفهم الصحيح لخصائص العملية التاريخية التي نمر بها، وعملية السلام والمجتمع الديمقراطي".

يذكر أن زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان قال، يوم الأربعاء الماضي، إن الحزب قد تخلى عن مفهوم تشكيل الدولة القومية للكورد في تركيا.

وقال أوجلان، في رسالة عبر تسجيل فيديو من داخل السجن في تركيا، إن "التخلي عن السلاح انتصار تاريخي، ومعه بدأت مرحلة ممارسة القانون والسياسة"، لافتاً إلى أن "السياسة والسلام المجتمعي أمر مهم مقابل حمل السلاح".

وأضاف أن استراتيجية حرب التحرير القومية قد انتهت، وحزب العمال الكوردستاني قد تخلى عن تشكيل الدولة القومية للكورد، مبيناً أن تركيا قد اعترفت بالكورد والاهداف الرئيسية التي كنا نسعى لها قد تحققت، مستطردا أنه لم يطلب في اي وقت من الاوقات اطلاق سراحه.

وأعلن حزب العمال في 12 أيار/ مايو الماضي حلّ نفسه وإلقاء السلاح، منهياً بذلك أكثر من أربعة عقود من التمرّد ضد الدولة التركية خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.

وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان في شباط/ فبراير الماضي من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول، حثّ فيها مقاتليه على إلقاء السلاح وحلّ الحزب.

وبعد أربعة عقود من حرب أودت بأرواح أربعين ألف شخص، جاء قرار الحزب استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان أطلقها في شباط/ فبراير الماضي بنزع السلاح.

وكان أوجلان الذي يقبع في سجن تركي منذ عام 1999 ويقضي عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة، قد أبلغ حزبه عبر نواب أتراك من "حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية" المؤيد للكورد كانوا قد زاروه في سجنه، أمره لجميع المجموعات المسلحة بإلقاء السلاح وحل الحزب.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon