العام الدراسي الجديد في السليمانية.. تحديات اقتصادية وسياسية ونقص بالتجهيزات
شفق نيوز/ تحديات اقتصادية وأخرى سياسية اضافة الى البنى التحتية ونقص التجهيزات، كلها معوقات تواجه العام الدراسي الجديد في السليمانية.
ومع الارتفاع الكبير في أسعار المستلزمات الدراسية، أصبح من الصعب على العديد من الأسر توفير احتياجات أبنائهم الأساسية مثل الكتب والزي المدرسي والقرطاسية.
تحديات اقتصادية
يقول أحد التجار مفضلاً عدم الكشف عن نفسه لمراسل وكالة شفق نيوز، والذي يملك مكتبة صغيرة في السليمانية، إن "أسعار المستلزمات الدراسية المستوردة ازدادت هذا العام بسبب التضخم وارتفاع أسعار الشحن والعديد من الأهالي باتوا يشترون الكتب المستعملة أو يعتمدون على نسخ مصورة لتوفير التكاليف".
فيما يقول المواطن جبار خليل، وهو أب لثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة لمراسل وكالة شفق نيوز، "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، نضطر للتخلي عن بعض المستلزمات غير الأساسية، ولكن هذا يؤثر على جودة التعليم".
تأخر الرواتب وتداعياتها
تأخر صرف الرواتب للمعلمين والموظفين أصبح مشكلة مزمنة تؤثر على القطاع التعليمي في السليمانية وكثير من المعلمين يعتمدون على رواتبهم لدفع تكاليف النقل إلى المدارس وشراء الوسائل التعليمية.
الأستاذة زهراء علي، معلمة في إحدى المدارس الحكومية، تعبر لمراسل وكالة شفق نيوز، عن استيائها وتشير إلى أن "تأخر صرف الرواتب يجعل من الصعب علينا القيام بواجبنا التعليمي بشكل كامل".
وتضيف، "لقد اضطررت للاستدانة لتغطية تكاليف المواصلات"، مبينة أن "العمل دون أجر لفترة طويلة يزيد من إحباط المعلمين، وقد أدى ذلك إلى إضرابات جزئية في بعض المدارس، مما أثر على انتظام الحصص الدراسية وخلق فجوة تعليمية للطلاب خصوصا في مرحلة الإضراب التي لاحقت العملية التعليمية في السليمانية العام الماضي".
ويؤكد نائب رئيس اتحاد معلمي كوردستان عطا احمد لوكالة شفق نيوز، إن "تأخير صرف الرواتب هذا العام قد يؤثر على بدء العام الدراسي الجديد وقد يلجأ المعلمون الى الإضراب ما لم تصرف لهم رواتبهم المتأخرة منذ شهرين".
من جانبه حذر مجلس المعلمين المعترضين في السليمانية من تأخير صرف الرواتب على بدء العام الدراسي الجديد 2024-2025.
البنية التحتية وتأثيرها على جودة التعليم
وتواجه عدد من المدارس في السليمانية نقصاً حاداً في التجهيزات الأساسية والبنية التحتية اللازمة لاستقبال الطلاب ومن بين المشاكل الشائعة، هو نقص الفصول الدراسية، وتهالك المباني، وغياب الوسائل التكنولوجية الحديثة التي أصبحت جزءاً أساسياً من التعليم المعاصر.
الأستاذة ئارزو سردار، توضح لمراسل وكالة شفق نيوز قائلة، "الكثير من مدارسنا لم تشهد أي أعمال صيانة منذ سنوات، لدينا فصول دراسية مكتظة بالطلاب، والمرافق الصحية غير كافية وهنالك نقص في برادات الماء والوقود ووسائل التدفئة".
وتتساءل، "كيف يمكن أن نوفر بيئة تعليمية مناسبة في ظل هذه الظروف؟"، وتشير إلى أن بعض المدارس لا تزال تستخدم أدوات تعليمية تقليدية، مما يعوق عملية التحصيل العلمي فالكثير من المدارس تفتقر إلى اجهزة الحاسب والمختبرات وغيرها من مستلزمات التعليم".
الظروف السياسية
الظروف السياسية المضطربة في العراق بشكل عام، وفي إقليم كوردستان بشكل خاص، وفي السليمانية على وجه الخصوص أضافت عبئاً إضافياً على النظام التعليمي، فالصراعات السياسية تؤدي إلى تأخير في وضع السياسات التعليمية وتنفيذها، مما ينعكس سلباً على استقرار العملية التعليمية.
سوزان رشيد، خبيرة في شؤون التعليم، تقول لمراسل وكالة شفق نيوز، إن "العملية التعليمية بحاجة إلى استقرار سياسي لتكون فعالة، ومع الصراعات السياسية الحالية، هناك حالة من عدم اليقين تسيطر على الجميع، وهذا يؤثر على التخطيط طويل الأمد للمدارس والجامعات".
وتضيف أن "تأثير هذه الظروف يتجلى في تردد الحكومة في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تطوير التعليم، مما يؤدي إلى تراجع جودة التعليم".
ومن أبرز التحديات التي تواجهها السليمانية هو التفاوت الكبير في توزيع الموارد التعليمية بين المناطق الحضرية والريفية.
ففي حين أن بعض المدارس في المدينة مجهزة نسبياً، فإن المدارس في المناطق الريفية تعاني من نقص شديد في الكوادر التعليمية والموارد الأساسية.
وتوضح الأستاذة ئارزو سردار لوكالة شفق نيوز أن "المدارس في المناطق الريفية تواجه تحديات مضاعفة، فبعض المدارس تعاني من نقص في المعلمين وفي التجهيزات التعليمية الأساسية وهذا التفاوت يخلق فجوة تعليمية بين طلاب المدن والقرى، مما ينعكس على فرصهم في المستقبل".
وأكد مصدر خاص في وزارة التربية بحكومة اقليم كوردستان لمراسل وكالة شفق نيوز أن مليون و 797 ألف طالب سيشاركون في العام الدراسي الجديد 2024-2025، مليون و 664،865 منهم في التعليم والمدارس الحكومية و 132.000 منهم في الدراسة الأهلية، وسيكون 100.000 طالب جديد في المرحلة الأولى".
وأضاف المصدر، "في عموم الإقليم توجد 6810 مدارس وروضة أطفال حكومية، فيما يوجد 6500 مدرسة أهلية، فيما يوجد 122.000 معلم ومدرس على الملاك العام لوزارة التربية، كما ويوجد 38.000 محاضر مجاني.