الاتحاد الوطني يدعو كورد مناطق النزاع للعودة إليها خلال التعداد: ثبّتوا هويتكم
شفق نيوز/ دعا الاتحاد الوطني الكوردستاني يوم الأربعاء، الكورد للعودة الى المناطق المتنازع عليها والمشاركة في الإحصاء السكاني المزمع إجراؤه في شهر تشرين الثاني المقبل، مشددًا على أن هذه العملية تشكل فرصة لتثبيت الهوية القومية لهذه المناطق.
وخلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، دعا رزكار حاجي حمه، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، المواطنين الكورد الذين يعيشون خارج إقليم كوردستان، ولا سيما في المناطق المتنازع عليها مثل كركوك وخانقين، إلى العودة إلى منازلهم قبل بدء عملية الإحصاء لتسجيل أسمائهم في سجلات السكان.
وقال، إن "هذا الإحصاء لا ينبغي أن يتم دون تسجيل المواطنين الكورد في المناطق الكوردستانية الواقعة خارج الإقليم".كما أشار حمه إلى أن "المواطنين الكورد المقيمين خارج العراق بإمكانهم العودة مع وثائقهم الرسمية للمشاركة في الإحصاء وتثبيت إقامتهم في مدنهم".
وأوضح أن "الاتحاد الوطني الكوردستاني قام بتشكيل لجان خاصة لمتابعة ملف الإحصاء بدقة عالية لضمان مشاركة المواطنين الكورد في هذا الحدث الوطني".
وعبر حمه عن قلقه من عدم وجود سؤال عن القومية في استمارات الإحصاء السكاني الحالية، معتبرًا أن إدراج هذا السؤال ضروري لإظهار العدد الحقيقي للمواطنين الكورد في هذه المناطق.
وأضاف، أن "عدم تضمين سؤال القومية يمكن أن يؤثر على نتائج الإحصاء ويسهم في تغييب الهوية الكوردية لهذه المناطق".
وأشار إلى أن "الإحصاء السكاني يجب أن يُنظر إليه على أنه مسألة وطنية وقومية، ويجب أن يُبعد عن أي تجاذبات سياسية"، مؤكدًا على "ضرورة العمل المشترك بين جميع الأطراف لإنجاح هذه العملية".
وكان العراق قد أجرى آخر تعداد سكاني عام 1987، الذي اشتركت فيه جميع المحافظات، تبعه إحصاء عام 1997 الذي أجري دون مشاركة محافظات إقليم كوردستان.
وظلت البلاد طيلة السنوات الماضية مُعتمدة على الأرقام الإحصائية التقريبية الصادرة عن مؤسسات ومراكز أبحاث غير رسمية تُعنى بهذا الشأن، قبل أن تصدر تقديرات وزارة التخطيط في عام 2022 بأن عدد سكان العراق بلغ أكثر من 42 مليون نسمة.
وفي المقابل، فإن ملف المناطق المتنازع عليها في العراق يعد من أكثر القضايا تعقيداً و حساسية في المشهد السياسي والتي لم ترَ طريق الحل من بعد 2003، وهذه المناطق تشمل أراضي واسعة تمتد بين إقليم كوردستان والحكومة في بغداد، كما تتميز بتنوعها من الناحية القومية والإثنية.
وتأجل التعداد بسبب مخاوف من تسييسه، وعارضته جماعات عرقية في المناطق المتنازع عليها مثل مدينة كركوك التي يسكنها الكورد والعرب والتركمان وتضم حقولا نفطية كبرى، لأنه قد يكشف عن تركيبة سكانية من شأنها أن تقضي على طموحاتها السياسية.
وقد يقدم الإحصاء اجابات او يوجد مزيدا من المشاحنات في بلد متعدد الأعراق عاني من عنف طائفي بعد الغزو الأمريكي عام 2003 ويحاول الآن دعم المكاسب الامنية في وقت يعكف فيه على اتخاذ قرار بشأن كيفية توزيع ثروته النفطية الضخمة. ويملك العراق ثالث اكبر احتياطي نفطي في العالم.
وطالب اقليم كوردستان بعد 2003 بضم كركوك واجراء التعداد السكاني، وسيحدد الاحصاء ان كان الكورد أكبر تكتل عرقي في المدينة وهو ما قد يدعم تلك المطالبة.
كما سيكشف عن عدد السكان الذين يعيشون في إقليم كوردستان الامر الذي سيحدد حصته في إيرادات الحكومة العراقية التي تبلغ حاليا بنحو 12 في المئة.
وكان من المقرر أن يظهر الإحصاء التركيبة الدينية للعراق ذي الاغلبية المسلمة، أو القومية، لكن سيتعمد ألا يسأل السكان عن ذلك، وهو ما ولد رفضاً من سكان مناطق النزاع.