واشنطن تعيد تمركز قواتها في سوريا بتعزيزها بالمناطق الكوردية وتقليصها بدير الزور

شفق نيوز/ كشف مصدر مطّلع مقرّب من القوات الأمريكية
العاملة في سوريا، يوم الأحد، عن شروع الجيش الأمريكي بتنفيذ خطة إعادة انتشار
عسكري خلال الأيام الأخيرة، مؤكداً أن الخطة تركّز بشكل أساسي على تعزيز وجوده في
المناطق الكوردية بمحافظة الحسكة شمال شرقي البلاد.
وبحسب حديث المصدر، لوكالة شفق نيوز، قامت القوات
الأمريكية خلال اليومين الماضيين بنقل معدات عسكرية ثقيلة عبر ثلاثة أرتال ضمّت
عشرات الشاحنات والآليات من قواعدها في دير الزور إلى مواقع في الحسكة، من بينها
قواعد الشدادي، تل بيدر، قصرك، ورميلان، مشيراً إلى نقل نحو 100 جندي أمريكي ضمن
هذه العملية.
وأوضح أن "أكثر من 50 شاحنة عسكرية، معظمها فارغة،
وفي دخلت برفقة آليات تابعة للتحالف الدولي، اليوم الأحد من الأراضي العراقية إلى
شمال شرق سوريا عبر معبر الوليد الحدودي، في إطار دعم عملية إعادة التموضع".
وأشار المصدر، إلى أن "عملية إعادة الانتشار تشمل
أيضاً نقل معدات عسكرية متطورة، بينها أنظمة رادار ومنصات إطلاق صواريخ، من قواعد
دير الزور إلى المواقع الجديدة في الحسكة، ما يعكس توجهاً لتثبيت الوجود في
المناطق الكوردية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".
وأضاف أن "القوات الأمريكية بدأت بالفعل بتقليص عدد
قواعدها في سوريا، في إطار إعادة تقييم استراتيجية الوجود العسكري في
البلاد".
كما تعزز هذه المعلومات ما كشفته صحيفة "نيويورك
تايمز" يوم الخميس الماضي، نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية،
والتي أفادت بأن الجيش الأمريكي أغلق ثلاث قواعد صغيرة في سوريا، وذلك في ظل
تغيّرات تشهدها المنطقة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ووفقاً للتقرير، فإن هذه الخطوة ستشمل سحب مئات الجنود
الأمريكيين، ما سيخفض عدد القوات من نحو 2000 إلى قرابة 1400 جندي، ومن بين
القواعد التي تم إخلاؤها "القرية الخضراء" قرب حقل كونيكو، وقاعدة
"الفرات" في حقل العمر، إضافة إلى موقع ثالث لم تُفصح المصادر عن
تفاصيله في ريف دير الزور.
وقبل أيام قليلة، افادت قناة "i24NEWS" العبرية، بأن مسؤولين أمنيين أمريكيين
أبلغوا المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن الانسحاب التدريجي للقوات العسكرية
الأمريكية من سوريا سيبدأ خلال شهرين.
وقال المحلل العسكري للقناة العبرية يوسي يهوشاع، إن
جهود إسرائيل في ثني واشنطن عن سحب قواتها باءت بالفشل لكن المؤسسة العسكرية لن
تستسلم وستمارس الضغوط على إدارة الرئيس دونالد ترامب.
يذكر أن وزارة الدفاع السورية كشفت لوكالة شفق نيوز، يوم
الأربعاء الماضي، عن عدم وجود أي ترتيبات لانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي
السورية، في حين أكدت انضواء جميع الفصائل المسلحة في الوزارة.
وفي وقت سابق، نقلت "رويترز" عن اثنين من
المسؤولين الأمريكيين أن الجيش الأمريكي يستعد لدمج قواته في سوريا خلال الأسابيع
والأشهر المقبلة، في خطوة قد تُقلص عددها إلى النصف.
وقال أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن
هويته، إن هذا الدمج قد يقلل عدد القوات في سوريا إلى ألف تقريبا.
بينما كشفت صحيفة "ذا كرايدل" الأمريكية، أن
الجيش الأمريكي بدأ منذ منتصف آذار/ مارس الماضي بتفكيك بعض قواعده العسكرية في
شمال شرق سوريا، في إطار عملية انسحاب تدريجي ونقل قوات ومعدات إلى الأراضي
العراقية.
يُشار إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة
يتواجد في أكثر من 20 قاعدة وموقعاً عسكرياً في شمال شرق سوريا، تتركز في محافظتي
الحسكة ودير الزور، ضمن مناطق سيطرة "قسد"، بالإضافة إلى قاعدة التنف
الواقعة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، والخاضعة لنفوذ
الحكومة السورية.