مقاتلو فصائل موالية لتركيا "سجناء" في تل أبيض السورية
شفق نيوز/ روى مقاتل في فصيل مسلح موال لتركيا كيف أنه إلى جانب زملائه باتوا كالسجناء في مدينة كري سبي / تل أبيض السورية ورفض قادة الفصائل وتركيا عودتهم إلى بيوتهم في محافظة إدلب.
فقبل نحو عام اجتاز "المعتصم بالله" وهو اسم مستعار لمسلح تابع لفصيل "الجبهة الشامية" الموالية لتركيا الحدود إلى مدينة تل أبيض برفقة عائلته وعشرات العوائل الأخرى قادمين من محافظة إدلب السورية بناء على طلب الحكومة التركية وقادة تلك الفصائل ليحلوا بدلاء عن عوائل مسلحين غادروا المدينة أثناء وصولهم.
وقال "المعتصم بالله" لوكالة شفق نيوز، إن "الإتفاق كان على أن نبقى في المدينة لستة أشهر ثم العودة إلى إدلب لتحلّ عوائل أخرى مكاننا، كي لا تبقى مدينة تل أبيض خالية من السكان على حد تعبيره".
وأضاف، "كان الأمر جيداً في البداية، أثناء وصولنا استلمنا منزل مفروش يعود ملكيته لأحد السكان الأصليين من الكورد الفارين في حي الجسر، ولكن فيما بعد ساءت الاوضاع المعيشية هنا، فالكهرباء ليست متوفرة دائما، ناهيك عن سوء جودة الخبز وقتالنا المتكرر مع فصائل الأخرى".
وقال، "أنا رب منزل، أتيت إلى هنا حاملاً السلاح لكي أحصل على راتب في نهاية كل شهر، لا أن أقتل بسبب مشاكل داخلية بين الفصائل".
"المعتصم بالله" الذي تحدث إليه مراسل شفق نيوز عبر قناة تطبيق تيليجرام أشار إلى أنه "بعد انتهاء المهلة المحددة لم يتم تبديلنا، بقينا هكذا إلى اليوم، وكلما نطالب بالعودة يعدوننا باقتراب الموعد، فنحن على هذه الحالة منذ شهور، وقبل 5 أيام أكدوا لنا أن العودة ستكون في 23 من الشهر الجاري ونحن اليوم في اليوم الخامس والعشرين.. نحن تعبنا من خداعهم لنا".
"أبو طه" مقاتل آخر عبر عن تذمره من الوضع. وقال إنّ ما يقال لهم عن موعد تبديل جديد هي فقط "إبرة بنج" لتهدئتهم، مشيراً إلى أنّ جميع القيادات "تكذب" عليهم لانّهم ليسوا أصحاب القرار.
وتابع في حديثه لوكالة شفق نيوز، "لن أصدق بعد اليوم أي وعد صادر منهم، الأفضل أن نترك نقاط الرباط ونحتج على هذا الوضع، إن تحدثنا يتهموننا بالفساد والخذلان، ولكن الأمر لم يعد يطاق".
منذ مدة تتجاوز شهرين بدأت الأصوات تتعالى عبر قناة خاصة بمدينة تل أبيض عبر تطبيق تيليجرام، يتحدث فيه المسلحون عن فساد قادتهم وعدم قدرتهم على اتخاذ قرارات دون العودة الى الحكومة التركية، فلم تعد الشعارات التي تدعو إلى النصر والتوحيد تشغلهم، فهمهم الوحيد العودة إلى الديار.
وتشهد مدينة تل أبيض الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية لتركيا سوء أوضاع معيشية للأهالي والمهجرين التابعين للفصائل وضعف الخدمات العامة فضلاً عن الاقتتال الداخلي بين هذه الفصائل بين فترة وأخرى.
