مالي.. فرنسا توصي رعاياها بالمغادرة وجبهة التحرير تترقب "لحظة الحسم"
شفق نيوز- باماكو
أوصت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الجمعة، رعاياها في مالي بمغادرة البلاد لـ"فترة مؤقتة في أقرب وقت"، بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد.
وفي الأسابيع الماضية، أحكم تنظيم القاعدة في مالي خناقه على باماكو وعدة مناطق في البلاد، وقتل ما لا يقل عن 14 مدنيا، وفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية المواطنين الفرنسيين إلى مغادرة مالي في "أسرع وقت ممكن عبر الرحلات التجارية المتاحة"، وذلك بسبب استهداف الطرق الرئيسية "بهجمات تشنها جماعات إرهابية".
وقالت الخارجية الفرنسية: "منذ أسابيع عدة يتدهور الوضع الأمني في مالي، بما في ذلك باماكو، وننصح المواطنين الفرنسيين بمغادرتها في أقرب وقت عبر الرحلات التجارية التي لا تزال متوفرة".
وأكدت الوزارة أنها لا تنصح بالتنقل عبر الطرق البرية، لأن "الطرق الوطنية تتعرض حاليا لهجمات مجموعات إرهابية"، وفقا للرسالة.
ولم توضح الوزارة المعنية، في ردها لوكالة "فرانس برس"، ما إذا كانت توصيتها تشمل موظفي السفارة أيضا.
وأمس الخميس، أكد المتحدث باسم الخارجية، باسكال كونفافر أن "التمثيل الدبلوماسي في مالي لا يزال قائما كما هو، وأن السفارة الفرنسية مفتوحة ويديرها قائم بالأعمال يتولى خصوصا حماية المواطنين الفرنسيين".
من جانبه أعلن قيادي في جبهة تحرير أزواد (FLA)، السيد بن بيلا، أن الحركة تراقب الاشتباكات في جنوب مالي بين الجيش وكتائب ماسينا (عضو في تحالف تنظيم القاعدة) ، وتترقب "لحظة الحسم".
وقال بن بيلا في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية": "أصابعنا على الزناد في أزواد، نتحكم في مداخلها، فإذا سقط الرأس في شر أعماله نقتطع ما يعنينا من الأرض ونبتعد عن الشر. ونعتقد أن سقوط نظام الانقلابيين في باماكو على الأبواب".
تشكلت الجبهة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 من اندماج أربع حركات أزوادية رئيسية (MNLA، HCUA، جزء من MAA وGATIA)، وتسيطر على إقليم أزواد الشاسع (822 ألف كم مربع)، وتتمتع بقدرات عسكرية متقدمة تشمل طائرات بدون طيار VTOL للاستطلاع والضرب، وأسلحة مضادة للطائرات أسقطت بها طائرة مالية في أبريل 2025، بالإضافة إلى خبرة مقاتلين عائدين من ليبيا وتجارب سابقة في الثورات.
وقد حققت عدة نجاحات مثل إنقاذ رهينة إسباني في يناير 2025 وكمين للجيش المالي و"Africa Corps" الروسي في يونيو 2025، مع خسائر فادحة للخصوم.
من جانبها، ترفض السلطات المالية في باماكو الجبهة، وتقول إنها "دعاية انفصالية" و"إرهابية"، متهمة إياها بالتعاون مع جماعات مثل القاعدة، وتشن عليها ضربات جوية (مثل قتل 8 قياديين بدرويدات في ديسمبر 2024)، معتمدة على دعم روسي، وتحذر من "رد قوي" لأي محاولة قطع حدود.
على الصعيد الدولي، يُنظر إلى حركات أزواد -بما فيها الجبهة كوريثة لـCMA- كجزء أساسي من عملية السلام في مالي، حيث وقعت CMA اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة (2015) الذي رعته الأمم المتحدة، ويُشرف عليه مراقبون دوليون مثل مركز كارتر كـ"مراقب مستقل".
ويؤكد تقرير كارتر (2019) أن CMA جزء من الحل، مع دمج مقاتليها في القوات المالية، رغم التحديات. كما دعت الجزائر في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحماية الأزواديين وتطبيق الاتفاق، معتبرة الجبهة ممثلاً شرعياً للشمال في الحوار الشامل لتحقيق الاستقرار.