قتال بلا جنود.. تحول جذري يغير قواعد الحرب في دول الساحل الأفريقي

قتال بلا جنود.. تحول جذري يغير قواعد الحرب في دول الساحل الأفريقي
2025-09-02T21:05:37+00:00

شفق نيوز- متابعة

تشهد دول الساحل الأفريقي الثلاث (مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر) تحولاً في طبيعة الصراع بالمنطقة بشكل جذري، مع تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة من قبل الجيوش والجماعات المسلحة، في حرب باتت تدار من السماء وتعقد جهود مكافحة الإرهاب في ظل هشاشة البنية الأمنية.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية فقد سُجّل في منتصف تموز/ يوليو الماضي أكثر من 30 هجوماً باستخدام الطائرات المسيّرة منذ أيلول/ سبتمبر 2023، معظمها بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو 2025.

وتستعمل هذه الطائرات في المراقبة، والضربات الجوية، ونشر الدعاية، ما يمثل تحدياً جديداً للقوات المسلحة في الساحل.

ووفق التقرير فقد اعتمدت جيوش دول تحالف دول الساحل (مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر) على الطائرات المسيّرة لتعويض محدودية الموارد البشرية واللوجستية، ومواجهة خصوم قادرين على المناورة بسرعة، والاندماج بين المدنيين.

وتتيح هذه الطائرات مراقبة مساحات واسعة من الصحراء، وتحديد الأهداف، وتنفيذ ضربات دقيقة دون تعريض الجنود للخطر.

ومنذ 2022، بدأت هذه الدول في اقتناء الطائرات التركية "Bayraktar TB2" و"Akıncı"، لتصبح تركيا المورد الأساس للطائرات المسيّرة العسكرية في المنطقة.

كما يعد هذا النوع من الطائرات التركية فعّالاً جداً، حيث يعمل لمدة تصل إلى 27 ساعة، ويمكن تجهيزها بأربعة صواريخ موجهة بالليزر، بسعر يتراوح بين 2 و4 ملايين دولار، أي أقل بعشر مرات من طائرات "Reaper" الأمريكية.

وبحسب التقرير، لم تقتصر قدرة الجماعات المسلحة على الدفاع، بل قامت بتعديل طائرات مدنية رخيصة لتصبح مسلحة.

وتستخدم جبهة "تحرير أزواد" طائرات متصلة بألياف بصرية، ما يجعلها مقاومة للتشويش، ويتيح نقل الأوامر والصور بشكل مستمر.

وفي المقابل، اعتمدت جماعات، مثل "JNIM" و"EIGS"، على طائرات صينية تجارية رخيصة، مثل: DJI وPotensic وHoly Stone، معدلة لتصبح قنابل جوية صغيرة.

وأثبتت الطائرات المسيرة فاعليتها للقوات النظامية، مثلما حدث خلال استعادة مدينة كيدال في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، واغتيال قادة في تينزواتن في كانون الأول/ ديسمبر 2024.

بالمقابل، استخدمت الجماعات المسلحة هذه الطائرات لضرب معسكرات عسكرية ونشر الدعاية، مثل: الهجوم على معسكر بوليكسي في حزيران/ يونيو 2025، والهجوم الكارثي على إكنيوان في النيجر.

وتعزز الطائرات المسيرة النفوذ التركي في الساحل، وتزيد اعتماد الدول على التكنولوجيا الأجنبية، في ظل تدخلات دولية معقدة تشمل روسيا وأوكرانيا.

كما أن الاستخدام المكثف لهذه الطائرات يرفع من مخاطر وقوع ضحايا مدنيين، حيث وثّقت منظمات حقوقية عدة ضربات أدت إلى سقوط مدنيين، ما يفاقم أبعاد الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وخلُص تقرير المجلة الفرنسية إلى القول إن بين التطور التكنولوجي والمخاطر الأمنية، أصبحت الطائرات المسيرة عنصراً رئيساً يحدد ملامح الحرب في الساحل، ويعيد رسم خريطة الصراع فيها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon