عالم فيزياء يحذر من سياسات ترامب تجاه البحث العلمي: طر على العالم

شفق نيوز/ حذر عالم فيزياء فرنسي من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه البحث العلمي والجامعات باتت تشكل خطراً على العالم أجمع.
وقال العالم الفيزيائي بيير بابون، وكذلك رئيس تحرير مجلة "فوتوريبل"، هيوغ دو جوفينيل، في مقال مشترك نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن هذه الإجراءات، التي تشمل تخفيضات كبيرة في الميزانيات وتدخلات سياسية، لا تستهدف فقط العلوم الإنسانية فحسب بل تمتد أيضاً إلى مجالات علمية حيوية مثل الصحة والبيئة والطاقة والمناخ.
وهذه السياسات، بحسب المقال، تشكل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل البحث العلمي ليس فقط في الولايات المتحدة، بل على المستوى العالمي أيضاً.
وأضاف الكاتبان أن إدارة ترامب لم تكتفِ بتقليص التمويل فحسب، بل أقدمت أيضاً على إقالة خمسة من كبار مديري "المعاهد الوطنية للصحة"، من بينهم جين مارازو، مديرة مركز أبحاث الحساسية والأمراض المعدية، ما يهدد الأبحاث الحيوية في مجالات اللقاحات والأمراض المعدية بالتوقف.
كما ألغت الإدارة التمويل المخصص للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وأقالت نحو 2400 موظف من العاملين فيه، رغم الدور المحوري الذي يلعبه هذا المركز في تتبع الأوبئة والوقاية منها.
تجدر الإشارة إلى أن "المعاهد الوطنية للصحة" أسهمت بين عامي 2010 و2019 في تطوير 354 دواءً من أصل 356 حصلت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
ويحذر الكاتبان من أن هذه السياسات لم تقتصر على الداخل الأمريكي، بل سيكون لها أثر مدمر على البحث العلمي في دول العالم، ولاسيما مع إلغاء التمويل الموجه من وكالة التنمية الأمريكية وخروج الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، مما يحرم العديد من المراكز البحثية العالمية من دعم حيوي.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقيات باريس للمناخ أدى إلى توقف العديد من البرامج البحثية المتعلقة بتغير المناخ، بينما مُنعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من تزويد الفرق البحثية الدولية بالبيانات الفضائية الأساسية لدراسة الظواهر المناخية.
ويضيف الكاتبان أن السياسات الحالية تهدد بفقدان الولايات المتحدة لموقعها القيادي في مجال البحث العلمي، ولا سيما أنها تسهم بنسبة 18% من الإنتاج العلمي العالمي وتخصص نحو 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للأبحاث والتطوير، مقارنة بنسبة 2.2% فقط في فرنسا.
ورغم تصاعد الاحتجاجات في الأوساط الأكاديمية والعلمية داخل الولايات المتحدة تحت شعار "الدفاع عن العلم"، إلا أن التقرير أعرب عن استغرابه من صمت المجتمع العلمي الدولي، بما في ذلك منظمة اليونسكو وأكاديميات العلوم العالمية، تجاه هذه التطورات المقلقة.