خاص - تفاؤل عماني مع بدء المباحثات الأمريكية الإيرانية: الحل ربما اقتصادياً

شفق نيوز/ مع انطلاق المباحثات المنتظرة حول
البرنامج النووي الإيراني، بين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى
شؤون الشرق الأوسط، ستيفن ويتكف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة
العمانية مسقط، تصاعدت التوقعات العمانية المتفائلة بإمكانية حل الخلافات العالقة
بين الطرفين عبر الوصول إلى استثمار أمريكي اقتصادي في الداخل الإيراني.
ولطالما لعبت سلطنة عمان دوراً وسيطاً في ملفات
إقليمية شائكة، أبرزها الملف النووي الإيراني، إذ استضافت خلال العقد الماضي جولات
غير معلنة من المحادثات بين واشنطن وطهران، مهدت لاحقاً للتوصل إلى الاتفاق النووي
عام 2015.
ويُنظر إلى السلطنة على أنها قناة تواصل هادئة
ومقبولة من الطرفين، بعيداً عن التوترات الخليجية.
ويقول الباحث في العلاقات الدولية من سلطنة
عمان، حبيب الهادي، إن "الوساطة العمانية هي تأتي استكمالاً لما قامت به
سلطنة عمان قبل نحو 10 سنوات بالاتفاق النووي عام 2015 بين إيران والدول
الغربية".
ويؤكد الهادي لوكالة شفق نيوز، أن "سلطنة
عمان دولة مقبولة من قبل جميع الأطراف المعنية بقضية النووي الإيراني، وكسبت ثقة
المتفاوضين بين الدول الغربية وإيران، لذلك تم قبول هذه الوساطة، ومن المتوقع
الوصول إلى حل للخلافات العالقة بين الطرفين، رغم أن هذا ليس بالأمر السهل".
ويشير إلى أن "إيران تحاول قدر الإمكان
استغلال الوقت، وهي لديها قدرات تفاوضية وسياسية وخبرة، فهي رادة في المجال
السياسي وهي تعمل بهذه الطريقة منذ سنوات، أما ترامب فهو يُغلّب المصالح الاقتصادية
على الجوانب الأخرى، وأن دغدغة المشاعر الأمريكية من خلال الاستثمارات في الداخل
الإيراني يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية واتفاق نووي جديد على غرار اتفاق
2015".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال
للصحفيين على متن طائرته الرئاسية وقبيل انطلاق الاجتماع: "أريد أن تكون
إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".
وفي مؤشر إلى التباعد بين الجانبين، لم يتم
تأكيد صيغة المحادثات حتى الآن، إذ وصفتها الولايات المتحدة بأنها مباشرة، بينما
تصرّ إيران على وجود وسيط.
وأصر البيت الأبيض الجمعة على أن المحادثات
ستكون مباشرة.
من جهتها ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء
أن الوفدين يبدآن محادثات غير مباشرة بعد اجتماع مع الوسيط وزير الخارجية العماني
بدر بن حمد البوسعيدي.
ولم يتضح بعد إن كانت المحادثات ستقتصر على يوم
السبت.
وتأتي المحادثات بين الجانبين اللذين لا
تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عقود، عقب تهديدات متكررة بشن عمل عسكري من جانب
الولايات المتحدة وإسرائيل على الجمهورية الإسلامية.
ومنذ عودة ترامب إلى السلطة في كانون
الثاني/يناير، أجرى الأمريكيون محادثات لوقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا في قطر
والسعودية تواليا، من دون تحقيق تقدم كبير حتى الآن.
لكن رغم ذلك، تأتي المباحثات في ظل متغيرات في
الشرق الأوسط، بعد ما أضعفت حربان خاضتهما إسرائيل في قطاع غزة ولبنان حليفين رئيسيين
لطهران هما حركة حماس وحزب الله، بينما يتعرض الحوثيون المدعومون منها لضربات
أميركية. وتعاني إيران كذلك عقوبات مفروضة عليها منذ سنوات طويلة.
من ناحيتها، تريد واشنطن منع إيران من الاقتراب
من تطوير قنبلة نووية من خلال إجبارها على إنهاء برنامجها النووي، فيما تؤكد طهران
أن البرنامج مخصص للأغراض المدنية فقط.
وبعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق المبرم
في 2015، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجا. ومطلع كانون الأول/ديسمبر، أعلنت
طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو "ما من شأنه على
المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى
60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب
إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.