بعد 40 عاماً.. الجفاف يطرق أبواب المغرب
شفق نيوز/ يشكو المغرب من خطر "الجفاف" المحدق بالبلاد، في وضع لم تشهده المملكة المطلة على البحر المتوسط منذ نحو 40 عاماً، ما يثير مخاوف من أزمة مياه بسبب التغير المناخي، وفيما دخلت مدينتين احدهما (مراكش) حيز الجفاف الفعلي، يؤكد مسؤولون تأخر إنجاز مشاريع الموارد المائية لمواجهة هذه الأزمة.
وقال الباحث في السياسات المائية، عبد الرحيم هندوف، في تصريحات صحفية لوكالة "فرانس برس" إن "الجفاف ليس أمراً جديداً، لكنه غير مسبوق بهذه الحدة منذ مطلع الثمانينات"، مشيرا إلى أن "الوضع تفاقم الوضع هذا العام "لأن مياه السدود العام الماضي كانت أصلا جدا متدنية".
وتنقل الوكالة الفرنسية عن وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة تصريحاته أمام البرلمان المغربي إن "الجفاف المسجل هذا العام يتميّز بتأثيره على التزوّد بماء الشرب في المجال الحضري، بينما كان تأثيره في الماضي يقتصر على توفير ماء الشرب في الأرياف ولسقي المزروعات".
بدوره ينبّه مدير التخطيط والدراسات في وزارة التجهيز والماء عبد العزيز الزروالي في حوار تلفزيوني مؤخرا، وفق ما أوردته الوكالة، إلى "مؤشر مقلق" مشيرا إلى "مخاوف من تعقّد الوضع خلال الصيف".
ووفق معطيات رسمية، فان شبح ندرة ماء الشرب خيّم حتى الآن على مدينتي مراكش (جنوب) ووجدة (شرق)، وتمّ اللجوء إلى المياه الجوفية. كما استعملت المياه العادمة المعالَجة لسقي الحدائق.
وكانت السلطات المغربية أطلقت برنامجا آنيا بحوالي مليار يورو لمساعدة المزارعين على مواجهة آثار الجفاف. وأوضح الزروالي خلال ندوة حول الموضوع مؤخرا أن الوضع على المدى الطويل يفرض "تغيير نظرتنا إلى الماء. التغيرات المناخية حقيقة يجب أن نحضر أنفسنا للتعامل معها".
كما ذكرت تقارير في الأعوام الأخيرة أن المغرب هو بين البلدان المهددة بشحّ المياه بسبب التقلبات المناخية. وتراجعت حصة الفرد من المياه في المملكة من حوالي 2600 متر مكعب خلال الستينات إلى قرابة 606 أمتار حاليا، وهو المستوى القريب من معدل شحّ المياه المحدّد ب500 متر مكعب للفرد.
وتعوّل المملكة بشكل خاص على تحلية مياه البحر لتدارك العجز الكبير في المياه، سواء المخصّصة للزراعة أو الاستعمال الحضري.
لكن مشاريع تحلية مياه البحر عرفت تأخرا في الإنجاز، بحسب ما أوضح وزير التجهيز والماء، ما يهدّد كبرى مدن المغرب، العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء التي يتوقّع أن تشهد عجزا في تأمين حاجات سكانها من ماء الشرب في العام 2025.
كما تأخر إنجاز محطة أخرى في السعيدية (شرق) على البحر المتوسط، ما سبّب نقصا في المدن الشمالية الشرقية، بحسب الوزير الذي أشار أيضا إلى تأخر بناء 15 سدا.
في المقابل، بدأ منذ يناير إمداد سكّان مدينة أغادير (جنوب) بمياه للشرب محلاة في محطة مجاورة على المحيط الأطلسي. وهو ما مكّن من تفادي عجز يقارب 70 في المئة من حاجات المدينة من الماء، وفق معطيات رسمية.
وسبق أن شهدت المدينة، وهي عاصمة أهم منطقة زراعية في المملكة، في خريف 2020، إجراءات تقشفية شملت قطع مياه الشرب خلال الليل في مواجهة جفاف السدود المجاورة.