الأردن ترفض نشر قوات عربية في غزة بعد انتهاء الحرب: سيعتبروننا أعداء
شفق نيوز/ رفض وزير الخارجية الأردنية، أيمن الصفدي، يوم السبت، نشر قوات عربية في قطاع غزّة بعد انتهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، خشية أن تظهر هذه القوات بمظهر "العدو" بالنسبة للفلسطينيين.
وقال الصفدي خلال النسخة الـ19 من "منتدى حوار المنامة" الذي ينظّمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، في العاصمة البحرينية، إنه "بعد مناقشة هذه القضية مع كثرٍ ومع جميع إخواننا العرب تقريباً، لن تتجه قوات عربية إلى غزة".
وأشار إلى أنه لا يمكن السماح بأن ينظر الفلسطينيون "إلينا على أننا أعداء" لهم.
وتساءل "كيف يمكن لأحد أن يتحدث عن مستقبل غزة، ونحن لا نعرف أي غزة ستبقى بعد انتهاء الوضع الحالي؟"، مضيفاً "إذا أردنا أن نتحدث عمّا ينبغي فعله في غزة في المستقبل، فيجب علينا أن نوقف تدمير غزة".
وشدّد على أن الأولويات للتعامل مع ما يشهده القطاع هي "وقف هذه الحرب والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية فوراً".
وأضاف "ما إن نفعل كل ذلك، يجب أن تكون هناك مقاربة حاسمة لإنهاء هذا النزاع بشكل نهائي على أساس حل الدولتين"، معتبراً أن "هذه هي الطريقة الوحيدة للتطلع إلى الأمام".
وتحدثت تقارير عن طروحات عديدة بشأن مصير القطاع المحاصر منذ 17 عاماً بعد انتهاء الحرب، منها نشر قوات عربية لإرساء الاستقرار فضلاً عن دور قد تؤديه السلطة الفلسطينية في إدارته.
وتسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على القطاع منذ العام 2007.
وعام 1994، وقّع الأردن اتفاق سلام مع إسرائيل لكن الشعب الذي يتحدر نصفه تقريباً من أصول فلسطينية، رفض تطبيع العلاقات بشكل عام.
من جانبه، أقرّ كبير مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك، خلال المنتدى، بأن الوضع في غزة "مروّع ولا يُحتمل".
ثمّ أضاف "سيحصل تدفق المساعدات الإنسانية والوقود ووقف إطلاق النار، عندما يتمّ الإفراج عن الرهائن".
ودعا مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع إلى "هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة" لكن إسرائيل ترفض أي وقف إطلاق نار قبل الإفراج عن الرهائن.
وردّ الصفدي على كلام ماكغورك بالقول إنه "من غير المقبول" ربط الهدنات الإنسانية بمسألة الرهائن، مؤكدًا أن اسرائيل أخذت "2.3 مليون فلسطيني رهائن"، في إشارة الى سكان غزة.
وأكد ماكغورك أن مسألة الرهائن تبقى "أولوية" للرئيس جو بايدن الذي تطرق إليها في اتصال مساء الجمعة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وتقود الدوحة جهود وساطة للإفراج عن عدد من الرهائن وإعلان هدنة إنسانية وإدخال مساعدات إلى غزة. ونجحت الوساطة القطرية حتى الآن في الإفراج عن أربع رهائن، من أصل أكثر من 240 اقتادتهم حماس خلال هجومها، إلى داخل غزة، بحسب إسرائيل.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.
وتوعّدت الدولة العبريّة بـ"القضاء" على حماس، وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليّات برّية اعتباراً من 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ما تسبّب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون وبينهم خمسة آلاف طفل، وفق أحدث حصيلة أصدرتها حكومة حماس.