هل تنجح؟.. "رغبة تامة" من المالكي للصلح مع الصدر عبر وساطة "طرف ثالث"
شفق نيوز/ أثار حديث رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، عن علاقته بزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، التساؤلات عن إمكانية الصلح بينهما، وبينما أبدى المالكي "رغبة تامة" بالتفاهم، عبر وساطة يجريها "طرف ثالث"، ما يزال الصمت سيد الموقف في الحنانة، وسط تكهنات بصعوبة الصلح نظراً لكثرة النقاط الخلافية بينهما.
وكان المالكي الذي ترأس الحكومة العراقية لثماني سنوات (2006 - 2014)، قد تطرق خلال حديثه مع إذاعة "مونتي كارلو" الفرنسية أول أمس الثلاثاء، عن علاقته بزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قائلا إن "الخلاف معه سينتهي قريباً".
محاولات سابقة للصلح
وكان المالكي قد مدّ يد الصلح والتفاوض والحوار مع التيار الصدري في مناسبات ولقاءات متعددة، بحسب عارف الحمامي، النائب عن ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، مؤكداً أن "الصلح بينهما مهم لاستقرار البلاد خاصة في ظل الوضع السياسي الحالي الذي لا يتحمل هكذا تناحر وانشقاق".
وأشار الحمامي، في حديث لوكالة شفق نيوز، إلى أن "المبادرة بدأت، ومن المتوقع أن تبدأ بعدها الحوارات"، معرباً عن أمله "بانتهاء هكذا اختلافات وقطيعة، كونها لا تصب لمصلحة أي طرف، ولا لمصلحة البلد بصورة عامة".
موقف غامض
وكان "طرف ثالث" قد عرض على المالكي فكرة الصلح مع الصدر، ورحّب بها الأول وأبدى "رغبة تامة"، إلا أن الصدر لم يظهر إلى الآن أي بوادر حول هذه الوساطة، بحسب مصدر سياسي، مبيناً أن "قضية الصلح مع المالكي ليست سهلة، وتحتاج إلى وقت، كما أن الأرضية غير مهيأة، ولم يوفّر الإطار التنسيقي المناخ الملائم لإنجاح مثل هكذا مساعي".
وأوضح المصدر الذي تحدّث لوكالة شفق نيوز، شريطة عدم الإفصاح عن هويته، أن "أحد النقاط الخلافية الرئيسية هي أن الإطار يرغب بتعديل قانون الانتخابات والمفوضية المستقلة للانتخابات، وفي حال الاستمرار بالمضي في التعديل حينها سيكون للتيار موقفاً رافضاً، وكذلك تشرين والمستقلين يرفضون العودة إلى الدائرة الواحدة".
ولفت إلى أن "الصدر جمّد كل مفاصل التيار، ولا يوجد أحد حالياً يستطيع التكلم نيابة عنه، ولا يعرف أحد ماذا يدور في باله، خاصة أن الصدر ملتزم الصمت تجاه القضايا السياسية"، عازيا سكوته هذا "لأجل إعطاء فرصة للسوداني على الأقل لمدة ستة أشهر الأولى للقيام بمهامه".
أسباب العِداء
من جهته يؤكد الباحث بالشأن السياسي، الشيخ صفاء البغدادي، أن "الصدر سدّ بابه بوجه السياسيين الإطاريين، حتى عندما كانت الكتلة الصدرية موجودة وأرادت تشكيل الحكومة كانوا يتفاوضون مع قسم من الإطار بمعزل عن المالكي"، موضحاً أن "الصدر ليس لديه عداء شخصي مع السياسيين لأنهم سياسيين، بل يخاصم من لم يقدم الخدمة للعراق".
وتابع البغدادي أن "في حكومة المالكي سقط ثلث العراق، ما نتج عنه أفواج من الأيتام ومثلهم من الأرامل، فضلاً عن بنى تحتية مهدّمة، وانتشار السلاح بعد انهيار الجيش والقوات الأخرى في نينوى وصلاح الدين وباقي المحافظات تاركين معسكراتهم، وبالتالي المالكي لم يفلح عندما تسلّم الحكومتين الأولى والثانية، بل فشل فشلاً ذريعاً".
وزاد "بالإضافة إلى التسريبات والتهديدات المنسوبة إلى المالكي التي ظهرت إلى الإعلام ومن ضمنها الهجوم على النجف وقتل العلماء وما شاكل ذلك".
واختتم البغدادي، بالقول إن "الصدر على خط المرجعية التي سدّت أبوابها بوجه السياسيين لذلك سد بابه بوجههم أيضاً"، مبيناً أن "المالكي يريد إظهار نفسه الآن على أنه داعية للصلح وهو ليس كذلك، ونتذكر كيف تعامل مع متظاهري الرمادي ووصفهم بالفقاعة، فلم تكن حكومته أبوية مع المتظاهرين".