"تجنب الهزيمة".. تهديد بومبيو يكشف استراتيجية واشنطن بالعراق
شفق نيوز/ لخصت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الاميركية موقف ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حاليا من العراق بالقول انها تتصارع مع هدفين متنافسين: رغبتها في وقف "الحروب اللانهاية" لاميركا في العراق وسوريا وافغانستان، والحاجة لان ينظر اليها انها تنسحب بشروطها الخاصة.
وتحت عنوان "الانذار يشير الى هدف اميركي معتدل في العراق: تجنب الهزيمة"، كتبت ان تهديد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو باغلاق السفارة الاميركية في بغداد مؤخرا، يبدو متطرفا.
ونقلت عن محللين قولهم ان تهديد بومبيو في اواخر الشهر الماضي باغلاق السفارة ما لم توفر لها بغداد الحماية الكافية من هجمات الفصائل الشيعية، وربطه بتهديد تنفيذ رد قوي وعنيف اذا لم تتوقف الهجمات، "شكل اعترافا صادما بالضعف"، مشيرة الى انه كشف عن مستوى المعضلة التي تواجه الولايات المتحدة في العراق فيما تسعى الى تخفيض حجم قواتها من دون ان تظهر كأنها هاربة تحت اطلاق النار من الجماعات الموالية لايران.
وبحسب الصحيفة الاميركية فان التهديد الاميركي باغلاق السفارة يجازف بجعل الحكومة العراقية الهشة اكثر عرضة لنفوذ القوى الخارجية، لانه يأتي فيما الحكومة تحت ضغط كوفيد-19 وتراجع عائدات النفط والفساد المزمن والاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ عام.
ورأت ان انذار بومبيو ربما يكون قد صدر فقط من اجل تشجيع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على اتخاذ موقف اكثر تشددا ضد النفوذ الايراني، والقيام بخطوات اكثر للسيطرة على الفصائل القوية. الا ن الانذار ابرز ايضا التحدي الذي يواجهه البيت الابيض في التعامل مع سياسات متنافسة حول فرض ضغوط قصوى على ايران التي ترى في العراق فرصة للرد على الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه يحاول ردع ايران من خلال العراق.
وكدلالة على الموقف الشائك المتعلق بالانسحاب، فانه على الرغم من الهجمات، فان البنتاغون اعلن في الشهر الماضي انه سيخفض حجم القوات الاميركية بنحو النصف ليصل الى ثلاثة الاف بسبب "الثقة" التي يراها في القوات العراقية وانه بمقدورها العمل بشكل مستقل.
صحيح ان الهجمات الصاروخية وغيرها قد تراجعت الان من جانب الفصائل الموالية لايران، لكن قلة فقط ترى ان الولايات المتحدة فرضت حالة الردع، او ان دعوة الهدنة التي اطلقتها الفصائل من بينها كتائب حزب الله بشروط ان تقدم واشنطن جدولا زمنيا لانسحابها، ليست اكثر من مجرد انتظار للانتخابات الاميركية.
وقال رئيس المبادرة العراقية في مركز "المجلس الاطلسي" للابحاث عباس كاظم ان "الولايات المتحدة تحاول ان تتجنب الهزيمة.. انهم لا يريدون ان ينظر اليهم على انهم انهزموا في العراق وانهم طردوا، خصوصا لان ايران قد اوضحت بشكل جلي ان انتصارها سيتحقق من خلال اجبار كل الاميركيين على الخروج من العراق".
واشارت الصحيفة الى ان التهديد باغلاق السفارة الاميركية يشكل "هدية للفصائل في العراق وايران التي تريد مغادرة الاميركيين. واعتبر كاظم ان الحديث عن اغلاق السفارة يشجع الفصائل المسلحة على تصعيد هجماتها.
ونقلت الصحيفة عن الخبير بالشأن العراقي البروفيسور توبي دودج من جامعة "كلية لندن للاقتصاد" قوله يبدو ان اغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس من قبل الاميركيين في بداية العام 2020، كان "الرمية الاخيرة للنرد في سياسة ترامب، وهي فعل غباء وحماقة مطلقة"، مشيرا الى ان محاولة اعادة سياسة الردع هذه، فشلت من خلال هذا الاغتيال.
واعتبر بروفيسور دودج ان الايرانيين محنكين، وانتظروا خروج الاميركيين.
اما السفير الاميركي السابق ريان كروكر فقد اعتبر ان التهديد باغلاق السفارة خلق عاصفة نارية، ودعا الى ممارسة "الصبر الاستراتيجي" في العراق، بحسب ما نقل عنه موقع "المونيتور" الاميركي، مشيرا الى ان اغلاق السفارة سيكون بمثابة "تصرفا غير مسؤول بشكل كبير".
وقال كروكر "ان ما نحتاج الى القيام به هو التوقف عن لوم الكاظمي على موقف لم يساهم هو في خلقه، لكننا نحن من فعل ذلك".