السوداني يكشف عن مساع "حالية" لعقد لقاء بين واشنطن وطهران في بغداد
محمد شياع السوداني
شفق نيوز- بغداد
كشف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته محمد شياع السوداني مساء اليوم السبت، عن مساع "حالية" لعقد مفاوضات بين أميركا وإيران في العاصمة بغداد.
وقال السوداني في حوار متلفز مع قناة الميادين اللبنانية تابعته وكالة شفق نيوز: "نقوم الآن بمسعى مهم لترتيب لقاء ثنائي بين طهران وواشنطن في بغداد لاستئناف الحوار بين الطرفين".
وأضاف: "طرحنا على المبعوث الأميركي توم براك استثمار علاقتنا مع إيران من أجل استئناف التفاوض الإيراني الأميركي".
وأكد أن "الطرفين الأميركي والإيراني لا يرفضان استئناف الحوار، لكن لكل منهما محددات".
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي قد أكد في أوقات سابقة أن بلاده لن تعود إلى المفاوضات ما دامت أميركا تقدم مطالب وصفها بـ "غير المعقولة والمبالغ فيها".
يشار إلى أن طهران وواشنطن قد خاضتا خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة، وفيما كان الجانب الإيراني يستعد للجولة السادسة، شنت إسرائيل بشكل مباغت حرباً جوية استمرت 12 يوماً في حزيران/ يونيو الماضي، ثم شاركت فيها الولايات المتحدة قاصفة منشآت نووية إيرانية.
وفي أواخر آب/ أغسطس الماضي أطلقت الترويكا مسار "سناب باك" وطالبت من مجلس الأمن إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، وهو ما حصل.
سلاح الفصائل
أما على الصعيد الداخلي وفي ملف حصر سلاح الفصائل المسلحة العراقية الذي لا يقل تعقيداً وخطورة عن التوتر الإيراني الأميركي، أكد السوداني أن "حصر السلاح ليس طلباً أميركياً بل هو قرار عراقي في البرنامج الحكومي الذي قدمته وصوت عليه مجلس النواب".
وأضاف السوداني: "كان أحد شروطي أنني لا أقبل أن أكون رئيس حكومة وأبقى متفرجاً على قصف السفارات والمعسكرات".
وكشف أن "الفصائل العراقية أمامها إمّا الانخراط في المؤسسات الأمنية أو الذهاب في المسار السياسي".
وكانت بعض الفصائل المسلحة، أعلنت مؤخراً، موافقتها على الدعوة لحصر السلاح بيد الدولة، وصدرت مواقف رسمية من قبل الأمين العام لكتائب الإمام علي شبل الزيدي، ومن ثم لحقتها دعوة أمين عام حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وأيضاً فصيل أنصار الله الأوفياء، فضلاً عن المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء.
لكن، كتائب حزب الله، رفضت "نزع سلاحها" وأكدت أن "السيادة وضبط أمن العراق ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، هي مقدمات للحديث عن حصر السلاح بيد الدولة، نؤكد أن موقفنا يطابق ما ذهب إليه مراجعنا، متى ما تحقق ذلك".
كما أكد قيادي في حركة "النجباء" إحدى الفصائل المسلحة في العراق، استمرار الحركة في مقاومة الأميركيين بكل الطرق.
وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، أعلن في 20 كانون الأول/ديسمبر 2025 عن استجابة فصائل مسلحة لمبدأ حصر السلاح بيد الدولة، في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على بغداد لإنهاء دور الفصائل ومنع مشاركتها في الحكومة الجديدة، بعد حصولها على عدد كبير من المقاعد النيابية.
يشار إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى العراق، مارك سافايا، أكد في وقت سابق، أن الخطوات التي أعلنتها الجماعات المسلحة العراقية باتجاه نزع السلاح تمثل تطوراً "مرحباً به ومشجعاً"، مشيراً إلى أنها استجابة إيجابية للنداءات والتطلعات القديمة للمرجعية الدينية وسلطاتها الدينية الموقرة.
وتضغط الولايات المتحدة منذ أشهر بشكل حاد، على الحكومة العراقية لإنهاء دور الفصائل المسلحة وحلها والسيطرة على السلاح خارج الدولة، كما اشترطت ان لا تشارك الفصائل في الحكومة الجديدة، خاصة بعد أن حصلت على عدد كبير من المقاعد النيابية.